الغزو الإعلامي الفكري

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إن تنوّع الثقافات التي ينحدر منها كل شخص يقتضي اختلاف وجهات النظر، وان هذا التنوّع هو ما يجعل كل نقاش مثرياً باختلاف الآراء التي تثمر وجوده، وإنمائيا للمتلقّي الذي يتعلّم طرح الرأي وتقبّل الرأي الآخر؛ لذا فإن عماد التواصل مع المتلقي هو الحرية الاعلامية، اي ان يكون الإعلام ملاذا شرِحاً كل الافكار والقيم والمبادئ ووجهات النظر التي تتبلور في فلكه بحرّية. بيد أن حرية كهذه بلا حماية او رقابة، تتحوّل الى سموم تتغذى عليها عقول الشباب، فتتشبع بأفكار متطرفة او غير سليمة او افكار غربية بتقليد اعمى، لا تمت الى مجتمعنا او هويتنا الاسلامية بصلة، والمؤسف ان منافذ الفساد الفكري لا تقف عند ذلك فحسب، بل ان استخدام الإنترنت والالعاب الالكترونية بلا رقابة قد يشكّل تهديداً لمستقبل جيل الشباب، ان لم يكن لحياتهم كاملة. فقد سمعنا في الآونة الاخيرة عن لعبة «الحوت الازرق» التي رصدت بسببها حالات انتحار، فما بالك بالالعاب الاخرى التي تروِّج للرذيلة والاخلاق السيئة والسرقات والسيئات والكبائر؟! آه من واجب الجهات الاعلامية ان تقوم بحملات توعوية للشباب تحميهم من الغزو الفكري وغسل الادمغة الذي يتعرّضون له بلا دراسة باسم العولمة او التطور او اي حجة تسلل لتهميش ثقافة العالم العربي، وتعمل على الإساءة للتاريخ الاسلامي عن عمد. يجب التحذير من مكائد أعداء الإسلام والمسلمين الذين يمارسون غزوهم للأمة الإسلامية بمكر كبير ودهاء وتخطيط بالغ للكيد لاقطار العالم الإسلامي بما يتعرّضون له من تشويه في المجالات التعليمية، ووسائل الاعلام المختلفة. إن الامة تعيش في تجديد حضاري متغيّر يقوم على تعليم الصغار بطرق متنوّعة صيغت في قوالب عقائدها ومناهج حياتها. لذا، فإن مثل التعليم والتربية مجالات حساسة ومهمة يجب ان تحرص على إنشاء أجيال تؤمن بالله وبرسله وباليوم الآخر، وتتحلّى بأخلاق الإسلام، وتنشئ جيلا يعتز بحضارته القديمة وتاريخها ومفاهيمها وعادتها وتقاليدها. ويجب ان نحتضن الذين تأثروا بالتعليم الاجنبي الفارغ من هويتنا العربية وان نعيد غرس التعاليم الاسلامية فيهم بدلا من الاستهانة بالقيم الدينية والأخلاقية. رغم تفوق الجيل الشاب عن الأكبر في استخدام الإنترنت فإنه لا يستخدمها بالفعالية ذاتها والدقة المتوافرة حالياً، وبالتالي لا يمكن اعتبار جيل الإنترنت يقظا على مبادئه وقيمه الأخلاقية والدينية. ختاماً، يجب ان تحرص الدولة والجهات المعنية بخدمة المجتمع على الآتي: ١ – عمل حملات توعية وتثقيف بدور التكنولوجيا واستخداماتها للشباب والاطفال، باعتبارهم عماد الأمة والمجتمع. ٢ – اعتبار التعليم وتربية السلوك الأخلاقي أهم المرتكزات الأساسية في الاستثمار البشري وأساس التنمية الشاملة في أي مجتمع.. وهذا هو الأهم. قيصر الخنفر

مشاركة :