فرانكفورت: «الخليج» زار صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس الأول، جناح الإمارة المشارك في فعاليات الدورة السبعين، من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وللمرة العشرين على التوالي، حيث كانت أولى مشاركات الشارقة، في هذا المحفل الدولي، عام 1998، إبان حصولها على لقب «عاصمة العرب الثقافية».وتفقد سموّه، فور وصوله، ما تضمنته منصة الشارقة الممثلة بهيئة الشارقة للكتاب، واستمع من القائمين عليها، عن أحدث المشاركات والبرامج والأنشطة المزمع تنفيذها خلال أيام المعرض، التي تستمر حتى 14 أكتوبر، وتضم المنصة مشاركة عدد من الجهات الثقافية والفكرية في إمارة الشارقة، كدائرة الثقافة، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات للنشر، وجمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، ومدينة الشارقة للنشر. كما ترعى هيئة الشارقة للكتاب، مشاركة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، واتحاد الناشرين العرب، ضمن فعاليات الدورة الحالية من المعرض.والتقى صاحب السموّ حاكم الشارقة، أثناء وجوده في جناح هيئة الشارقة للكتاب، عدداً من رواد الفكر والأدب العرب والأجانب، وأصحاب دور النشر، وممثلي مختلف الوسائل الإعلامية، وتبادل معهم الأحاديث والآراء في عدد من القضايا المشتركة، عن تنمية المجتمعات عبر الثقافة؛ ومن بين ما تناول سموّه، في لقائه معهم، الحديث عن أهمية تعزيز دور المكتبات - منافذ بيع الكتب - والعمل على دعم وجودها في الأماكن العامة، كي يصل الكتاب إلى كل فرد من أفراد المجتمع.وأشار سموّه، إلى أن التنمية الثقافية إذا ما أردنا أن نحققها، فعلينا أن نبدأ بغرسها في أطفالنا، بترغيبهم في القراءة والمطالعة، وحثهم على التزود الفكري والمعلوماتي، عبر الكتب.كما أوضح سموّه، أن عامل الاستقرار هو الأساس في تحقيق الأمم للتطور والارتقاء، وعلى وجه الخصوص الاستقرار النفسي، والشارقة تعمل على البرامج الثقافية، من أجل التغيير والتطور، وتحقيق صفاء النفس والاستقرار للمجتمع.ولذلك تجتهد إمارة الشارقة، عبر برامجها الثقافية وأنشطتها المتنوعة في تنمية الكاتب، والناشر، وصاحب المكتبة لنشر الثقافة والمعرفة، ما سيعزز من حضورنا مع الآخر، ويتيح لنا فرصة تقديم الصورة الحقيقية لهويتنا وقيمنا العربية والإسلامية أمامهم. وأشاد زوار جناح إمارة الشارقة، بالحراك الثقافي الذي تتبناه الإمارة، والجهود الكبيرة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، المنصبة في خدمة الثقافة والمثقفين، وحرصوا خلال حضورهم في الجناح، على مشاركة مختلف المؤسسات والجهات المنطوية تحت مظلته الأفكار التطويرية والبناءة، لتحقيق تنمية ثقافية مجتمعية وتبادل الخبرات والمقترحات، لتحقيق التقارب بين مختلف الأطراف. وكعادته السنوية التي يحرص فيها صاحب السموّ حاكم الشارقة، على زيارة مختلف الأجنحة والمنصات الإماراتية والعربية المشاركة، من أجل تشجيعهم والمباركة لهم على هذه المشاركة، والاطّلاع على منتجاتهم الفكرية الحديثة، زار سموّه عدداً من الأجنحة الإماراتية، استهلها بزيارة جناح جمعية الناشرين الإماراتيين، واطّلع فيه على دليل الناشرين، الذي يضم تعريفاً موجزاً لدور النشر الأعضاء في الجمعية، إلى جانب عرض عدد من إنتاجاتهم الفكرية والأدبية، ويسهم هذا الدليل في تسهيل الطريق أمام الكاتب في التعرف على دور النشر.كما عرّج سموّه، على جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وجناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وعدد من الأجنحة الإماراتية الأخرى.وخلال جولة سموّه في أروقة المعرض، زار جناح جمهورية مصر العربية، ممثلة بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ومنصة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، وجناح جمهورية لبنان، ممثلة بوزارة الثقافة، ومنصة اتحاد الناشرين العرب، وجناح سلطنة عُمان، ممثلة بوزارة السياحة والإعلام، وجناح المملكة العربية السعودية.وتلقى سموّه، خلال جولته وزياراته، مجموعة من الإهداءات الفكرية والأدبية، تنوعت بين كتب للتاريخ والسير واللغات والجغرافيا والمخطوطات.بعدها انتقل صاحب السموّ حاكم الشارقة، إلى كبرى قاعات المعرض التي تضم بين جنباتها، أجنحة دور النشر الألمانية، حيث زار دار أولمز للنشر، وفيها دشن النسخة الألمانية من كتابه «أسطورة القرصنة في الخليج»، بحضور مؤسس الدار الدكتور جورج أولمز، وجمع غفير من المفكرين والأدباء الألمان، والمهتمين بتاريخ بلدان الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وثقافتها. ويشكل الكتاب الأطروحة العلمية التي حصل بها سموّه على درجة الدكتوراه من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، وسجل في ثناياه، الكثير من الشواهد الصادقة والآراء الثاقبة وتصحيح معلومات خاطئة، وإكمال لأخرى ناقصة. وتناول فيه الحديث عن فترة مهمة من فترات تاريخ منطقة الخليج العربي، وعبر المعلومات التاريخية الدقيقة والوثائق الرسمية الواردة في الكتاب التي استمدها من أرشيف عدد من المكتبات التاريخية العريقة في الهند وبريطانيا، استطاع سموّه، كشف اللثام عن مكانة هذه المنطقة وإبراز الجوانب المضيئة من تاريخها، وتصحيح الآراء المتحيزة والتصدي لأسطورة تلك القرصنة بالأدلة والبراهين، برؤية ثاقبة ذات بعد فكري ونهج ثقافي ومنحى تاريخي واجتماعي.شهد الزيارة والجولة في المعرض وتدشين الكتاب، إلى جانب سموّه، علي عبدالله الأحمد، سفير دولة الإمارات، لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي، المدير العام لاتصالات الإمارات الشمالية، والدكتور ماجد بو شليبي، رئيس جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، ومحمد خلف، المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وراشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتور عمرو عبد الحميد، مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، وعدد من رؤساء تحرير الصحف الإماراتية.
مشاركة :