المطاعم.. تراث ثقافي من الحضارتين الصينية والرومانية

  • 10/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج»تعود الحاجة إلى أماكن توفير طعام للغرباء إلى الصين القديمة والإمبراطورية الرومانية عندما بدأ الناس في جلب خيراتهم من القرى إلى أسواق المدن، وشرع آخرون في تأسيس مطاعمهم على الطرقات لخدمة المسافرين وحجاج الأماكن الدينية. وقتها كان الطاهي هو من يختار الوجبة المتوفرة لا الزبون، وتوسعت ظاهرة المطاعم قديمًا عندما أسست عائلات مطاعمها الصغيرة الخاصة لخدمة الجنود وموظفي الإمبراطوريات في الأماكن المزدحمة والمرافئ في المدن، وبدأت فكرة «مطاعم المأكولات السريعة» في الصين قبل قرون طويلة لبيع شتى الأنواع بأسعار رخيصة وخلال وقت قصير، خاصة خلال عبور المارة في الشوارع وعلى الجسور والأسواق المزدحمة، وعليه كانت الوجبات من أكلات الفلاحين والمزارعين.شهدت القرون الوسطى تغييرين كبيرين دفعا إلى زيادة الحاجة لتوسيع فكرة المطاعم التي تقدم مأكولات للمسافرين والحجاج والجنود وكانت الحروب الصليبية أولهما بعد نقل كثير من توابل وحبوب ومذاقات الشرق إلى أوروبا والتي غيرت وجبات المطبخ الأوروبي إلى حد كبير، كما شكّل اكتشاف كريستوفر كولومبوس العالم الجديد (أمريكا) تغييرًا في خريطة المطابخ العالمية بعد انتشار الكثير من أنواع الفاكهة والخضار والحبوب مثل البطاطا والقرع والذرة والأفوكادو وغيرها الكثير. ومع اندلاع الثورة الفرنسية عرف العالم للمرة الأولى مفردة «مطعم» حيث فتح بولانجر وزوجته أول مطعم في شارع اللوفر في 1765، وكانت المقادم أو «الكراعين» بالصلصة البيضاء أولى وجباته، كما نشر الكثير من طباخي النبلاء والطبقة العليا الذين خسروا وظائفهم بعد الثورة الفرنسية نهاية القرن الثامن عشر ظاهرة المطاعم الخاصة، وبعضها أضاف «طعام وفق القائمة» المعروف حتى اليوم «اللاكارت»، ومن بعدها اشتهرت قوائم «Fine dining أو «خيارات الذواقة» وتكون عادة الأعلى سعرًا.وحتى اليوم ارتبط اسم المطعم بالمفردة الفرنسية «ريستورنت» وتعني المرق الغني، ومع انتشار المطاعم الباريسية وانتقالها إلى مدن أوروبية أخرى بدأ العالم يتعرف بفضل الطهاة المنتهية خدماتهم في القصور الملكية إلى «إتيكيت» المائدة، وشاع استخدام أدوات الطعام بين العامة، وساهم ذلك في انتعاش السياحة ورواج خطوط السكك الحديدية، وأصبحت باريس وجهة الباحثين عن المذاقات الجديدة والمختلفة، ودفع التنافس بين الطهاة إلى إنشاء مئات المطاعم، وحرص أكثرها على تقديم وجبات متميزة وغير شائعة من الريف الفرنسي، لتعريف سكان المدن بها، فتنوعت قوائم الطعام، وازدادت شهرة مطاعم متخصصة بمأكولات محددة. ومع حلول القرن التاسع عشر اختلطت المطاعم بالمقاهي، وبدأ العالم يعرف ظاهرة سلاسل المطاعم، ومع مطلع القرن العشرين تأسس أول مطعم للوجبات السريعة في الولايات المتحدة في مدينة نيويورك 1916، وفي عام 1930 كانت ظاهرة «ديلفري» مع توصيل أول طلبات لوجبات طعام بالسيارة.

مشاركة :