قدرت مصادر عاملة في صناعة تقنية المعلومات بالمنطقة أن حجم الإنفاق على تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية قد يتجاوز 11 مليار دولار في العام 2018، كما أن الإنفاق على نظم السحابة العاملة في المملكة سينمو إلى 138.2 مليون دولار في العام 2018، في إشارة إلى اهتمام الحكومة بدفع عملية التحول الرقمي اعتمادًا على النظم السحابية. وأكد لـ«الجزيرة» المختص التقني عبد الرحمن الذهيبان أن التحول الرقمي يمثل جوهر برنامج رؤية المملكة 2030 ويركز على تنويع ركائز اقتصاد البلاد. وأضاف الذهيبان أن العديد من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في المملكة أطلقت عددًا من مبادراتها الرئيسة للتحول الرقمي، وتركز أولًا على إنشاء البنية التحتية الرقمية التي تعزز القدرة التنافسية الأساسية للاقتصاد السعودي. ويرى الذهيبان أن النظم السحابية أصبحت عناصر مركزية من قطاعات الأعمال الرئيسة، ولهذا فإن التقنيات التي نقدمها تعمل في قلب محركات الاقتصاد. ويدل النمو السريع الذي نشهده في المملكة على مسارعتها إلى اللحاق بالتغيرات العالمية التي تسير من حولنا بوتيرة غير مسبوقة نتيجة تسارع معدلات الابتكار. وحول جهود الحكومة والقطاع الخاص في المملكة في مجال تبني الحوسبة السحابية قال الذهيبان: تتقدم حكومة المملكة بوتيرة سريعة لدفع عمليات التحول الرقمي في جميع الجهات الحكومية، خاصة أنه من الركائز الأساسية التي أقرتها لنجاح رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. فمثلاً، أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في وقت سابق من العام الجاري عن إطار جديد للحوسبة السحابية للعملاء الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية السعودية، بهدف تبسيط القواعد الإرشادية لكل من القطاعين الخاص والحكومي. ووضعت الهيئة هذا الإطار التنظيمي استجابة للتحول السريع الذي يواجهه قطاع تقنية المعلومات في البلاد، مستهدفة تشجيع الشركات على توفير جودة الخدمة، وتقديم أسس واضحة لمقدمي الخدمات السحابية وعملاء تلك الخدمات. وتشير هذه المبادرات بوضوح إلى توجه الحكومة نحو اعتماد الحلول الرقمية لدفع عجلة النمو المستدام للاقتصاد الرقمي. وفيما يتعلق بمشاريع الذكاء الاصطناعي قال الذهيبان إن المملكة وضعت في حدث مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أقيم في الرياض العام الماضي أساس الولوج إلى حقبة جديدة من النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس صندوق الاستثمارات العامة عن خطط لبناء مدينة جديدة تمامًا تحمل اسم «نيوم» على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. وهو اسم مشتق من الإنجليزية والعربية Neo-Mustaqbal، أي المستقبل الجديد. وهو مستقبل جديد للمملكة سيضم بلا ريب أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي الذي اعتمد لدفع تطوير المشاريع ذات الرؤية البعيدة مثل نيوم. وأكد الذهيبان أنه لم يعد الذكاء الاصطناعي نوعًا من الخيال العلمي، بل حقيقة واقعة، فمؤسسة برايس ووترهاوس كوبر تتوقع أن يحقق الشرق الأوسط 2% من إجمالي الاستفادة العالمية من الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2030، ويعادل هذا 320 مليار دولار. ومن ناحية القيمة المطلقة يتوقع أن تحقق المملكة أكبر المكاسب في هذا المجال، إذ يتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 135.2 مليار دولار في اقتصادها بحلول العام 2030، أي ما يعادل 12.4% من الناتج المحلي الإجمالي. ونحن على أبواب الثورة الصناعية الرابعة التي ترتكز إلى الثورة الرقمية التي نعيشها، وستكون أهم معالمها اختراقات في مجالات التقنيات الناشئة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد. ويبرز إعلان المملكة عن مشروع نيوم أنها مستعدة لتبني التغيير وفتح آفاق المستقبل للأجيال المقبلة من خلال الابتكارات التقنية.
مشاركة :