صنف البنك الدولي دولة الإمارات ضمن أفضل بلدان العالم استثماراً في رأس المال البشري كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي المستدام الشامل، حيث تصدرت مع البحرين كافة بلدان المنطقة، في أول إصدار لمؤشر لرأس المال البشري، الذي أطلقه البنك. ووفقاً لنتائج المؤشر التي تم الكشف عنها أمس، حلت دولة الإمارات في المرتبة 49 عالمياً، فيما حلت البحرين في المرتبة الـ47 ضمن المؤشر الذي غطى 157 دولة، فيما تصدرت سنغافورة القائمة، تلتها كل من كوريا الجنوبية واليابان وهونج كونج وفنلندا. ووفقاً للمؤشر الذي حصلت «الاتحاد»، على نسخة منه، والذي يحدد مقدار مساهمة الصحة والتعليم في مستوى الإنتاجية المتوقع أن يحققه الجيل القادم من الأيدي العاملة، تقييم مقدار الدخل الذي تخسره بالبلدان بسبب الفجوات في رأس المال البشري، والسرعة التي يمكنها بها تحويل هذه الخسائر إلى مكاسب، إذا ما تحركت على الفور، أظهرت النتائج أن الطفل المولود في الإمارات اليوم هو طفل مُنتج بنسبة تصل إلى 66% عند بلوغه مع حصوله على تعليم كامل ورعاية صحية شاملة. ويقيس مؤشر رأس المال البشري مقدار رأس المال البشري الذي يمكن لطفل يولد اليوم أن يتوقع اكتسابه ببلوغه سن 18 عاماً، بالنظر إلى مخاطر تدنِّي الظروف الصحية والتعليمية السائدة في البلد الذي يعيش فيه، ويقيس كذلك المسافة التي تفصل كل بلد عن الوصول إلى حدود التعليم الكامل والصحة الكاملة لطفل يولد اليوم. وحصلت دولة الإمارات على 99 نقطة في معيار معدل البقاء على الحياة للأطفال حتى سن الخامسة، وبلغ معدل بقاء البالغين على قيد الحياة 94 نقطة، فيما بلغ معدل سنوات الدراسة المعدلة، بحسب مقدار التعلم نحو 9.5 سنة، ومعدل السنوات الدراسية المتوقعة بنحو 13.1 سنة. وقال البنك الدولي، إن دولة الإمارات تساهم ضمن 28 دولة في مشروع رأس المال البشري لمجموعة البنك الدولي الذي يعتبر رأس المال البشري محركاً للنمو الشامل للجميع، والذي يشتمل بالإضافة إلى المؤشر، على برنامج لتدعيم البحوث والقياس بشأن رأس المال البشري، وكذلك على مساندة البلدان لتسريع وتيرة ما تحرزه من تقدم في نواتج رأس المال البشري. وأفاد البنك الدولي بأن دولة الإمارات اهتمت بالمشاركة في المشروع، وعيَّنت مسؤولين للاتصال داخل حكوماتها للعمل مع مجموعة البنك الدولي من أجل النهوض بحوار السياسات بشأن رأس المال البشري فيما بين الوزارات الرئيسة، وتحديد الأولويات الوطنية لتسريع وتيرة التقدم في تعزيز رأس المال البشري على أساس خطط التنمية، وإعداد القوى العاملة للعمل في المستقبل. ويتيح مؤشر البنك الدولي لواضعي السياسات شواهد قاطعة على أن من شأن تحسين النواتج المتصلة بصحة الأطفال وتعليمهم أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات دخل الأفراد والبلدان- وستكون له ثمار في المستقبل. ويُظهِر مؤشر رأس المال البشري الذي أُطلِق أمس في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن 56% من الأطفال الذين يولدون اليوم في أنحاء العالم سيخسرون أكثر من نصف الدخل الذي يمكنهم تحقيقه طوال حياتهم لأن الحكومات لا تقوم حالياً باستثمارات فاعلة في شعوبها لضمان أن يتمتع السكان بموفور الصحة والتعليم والقدرة على مواجهة التحديات والأزمات والاستعداد لتلبية متطلبات سوق العمل في المستقبل.
مشاركة :