لم يعد غريباً أن تقتحم المرأة الإماراتية جميع مواقع العمل الميدانية، ولم يعد جهدها مقتصراً على العمل المكتبي، بل أصبحت نظرتها للمستقبل أوسع وأشمل، وأصبحت تصل إلى أعلى المراكز بفضل العلم والثقافة والطموح، وهذا ما سعت إلى تحقيقه موزة الحوقاني التي تشغل منصب محللة دعم التطبيق في قسم عمليات الآبار في شركة أدنوك، والتي تتصف بالطموح والمثابرة وتعشق التحدي، لتصنع إنجازاً يضاف إلى رصيدها، فقد فازت بجائزة الخدمة المتميزة للشباب من جمعية مهندسي البترول «SPE» لتكون بذلك أول إماراتية في الشرق الأوسط تفوز بهذه الجائزة المرموقة، ليتم تكريمها وتسليمها الجائزة في الولايات المتحدة. مسيرة نجاح رحلة التميز في حياة الحوقاني ليست بجديدة، حيث لم يكن عملها في مجال صناعة النفط والغاز خياراً طبيعياً بالنسبة لها، فقد كان قدراً أكثر من كونه مساراً مهنياً مخططاً له، وعن ذلك تقول «بعد التخرج في كليات التقنية العليا بأبوظبي بامتياز مع مرتبة الشرف، خضعت لفترة تدريب ستة أشهر في إحدى شركات النفط، وفي وقت قصير عشقت العمل في قطاع النفط والغاز، رغم صعوبته ومشقته واقتصاره على الرجل في كثير من الأحيان، إلا أن صناعة النفط والغاز لم تعد حكراً على الرجل». وتوضح الحوقاني بقولها: في عام 2012 التحقت بالعمل في «أدنوك» وانطلاقاً من خلفية تكنولوجيا المعلومات، كنت متحمسة لرؤية كيف يمكنني المساهمة في العمل ضمن شركة كبيرة للنفط والغاز، فقد كان من الصعب في البداية العمل في شركة كبيرة متعددة الجنسيات، وصناعة تتسم بتقنية كبيرة، لكن التجربة التي مررت بها وبدعم من عائلتي وبرؤية قيادة أدنوك، أدركت أنني سوف أتميز بالعمل في هذا القطاع. جائزة الشباب الحوقاني تؤمن كثيراً بالتطوع والعمل المجتمعي، وتحب قضاء الوقت في المشاركة بالبرامج الطلابية من خلال منظمة مهندسي البترول العالمية، التي التحقت بها عام 2013، ليتعرف شبابنا على الفرص المتاحة للعمل في مجال النفط والغاز، وكرست نفسها ووقتها لترأس وتسير وتنظم الأحداث والبرامج للنساء والشباب، ونتيجة لذلك تم تكريمها عام 2016 كأول مواطنة في الشرق الأوسط تفوز بجائزة الشباب في الخدمة المميزة، وهذه الجائزة كانت دافعاً قوياً لمواصلة التفوق والعمل، وبعدها بعامين ترشحت للجائزة العالمية، واستطاعت تحقيق الفوز بجدارة، لتكون أول إماراتية تحصل على هذه الجائزة العالمية أيضاً. وترى أن مسيرة النجاح ليست مفروشة بالورود حيث تواجه المرأة في البدايات الكثير من الصعوبات والتحديات، لذا عليها أن تجتهد وتواصل التقدم والتفوق.. وتضيف: والدي الدكتور سليمان الحوقاني، رحمه الله، كان الداعم الأول لمسيرة نجاحي، وكان مصدر إلهامي، فقد شجعني ودعمني ومنحني الثقة بالنفس، ومازلت محظوظة بما يكفي لأجد بعض الذين يحفزونني حتى اليوم ويساعدونني في مواجهة أي تحديات بنجاح وتميز. بيئة مثالية عن دعم بيئة للمرأة الإماراتية، تقول الحوقاني «تلتزم أدنوك بإيجاد بيئة عمل مثالية، يمكن للمرأة أن تزدهر فيها، وتساعد على النمو والازدهار، حيث تحرص الشركة على تمكين المرأة في صناعة النفط والغاز، وكان ذلك جلياً بتعيينها هذا العام أول رئيستين تنفيذيتين لشركتين من شركات المجموعة. ومن مبادرات أدنوك التي كانت قد أعلنت عنها عام 2016 الوصول إلى نسبة 15% لمشاركة المرأة في مناصب الإدارة العليا بحلول عام 2020، كما حققت الشركة تقدماً كبيراً في تولي المرأة لإدارة العمليات التشغيلية والفنية في المواقع.
مشاركة :