من جديد تثبت هيئة الرياضة بقيادة المستشار تركي آل الشيخ أنها عازمة على توسيع مفهوم الرياضة من خلال تنويع الأنشطة والبطولات في الألعاب المختلفة بالتوازي مع عمل كبير تجاه تطوير اللعبة الشعبية ومسابقاتها المحلية والمنتخبات الوطنية، إذ لا يزال الحراك غير التقليدي مستمراً من حيث استضافة الأحداث الرياضية الجاذبة لأنظار شعوب العالم. الإعلان عن كأس الملك سلمان للتنس والمباراة التي ستجمع اثنين من أهم أقطاب لعبة التنس على مستوى العالم وهما الإسباني رافاييل نادال والصربي نوفاك جوكوفيتش، وكذلك الكشف عن فعالية «أعظم رويال رامبل» الثانية في المملكة جاء بالتزامن مع قرب انطلاق بطولة «سوبر كلاسيكو» لكرة القدم والتي تجمع المنتخبين العربيين السعودية والعراق مع قطبي كرة القدم اللاتينية البرازيل والأرجنتين. وبعيداً عن بطولة «سوبر كلاسيكو» التي من المؤكد أنها ستكون محط أنظار العالم الكروي هذه الأيام فإن الحدث الأهم في الفعاليات التي أعلنت عنها هيئة الرياضة هو بنظري احتضان أبطال لعبة التنس الأرضي، تلك اللعبة التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة عالمياً ومن قبل شريحة تعد نفسها من أهم المتذوقين للألعاب الرياضية. لم يحدث أن استضافت المملكة بطولة في هذه اللعبة وبهذا الحجم على الرغم من أنها تعد واحدة من الألعاب التي تتفرد عن غيرها بكونها جاذبة لأهم الشركات الراعية ومحطات النقل التلفزيوني في العالم وهي واحدة يعد أبطالها من أكثر الرياضيين ثراء في العالم ما يجعل كثيرين يصنفونها بأنها لعبة مفضلة لدى طيف واسع من رجال الأعمال. يذهب كثير من المتابعين للإشادة بهذه الحراك الاستثنائي فقط لكون الأمر يتعلق بتنويع الرياضات والفعاليات التي تشهدها الأرض السعودية، في حين أن أكبر مكاسب احتضان هذه الألعاب والبطولات والأبطال يتمثل بتقديم صورة نمطية وذهنية مغايرة عن المملكة، وعن شعبها وقدراتها البشرية والتنظيمية، وحتى من حيث البنية التحتية، ما يعني أن المملكة تسير بصورة صحيحة من خلال استخدام القوة الرياضية الناعمة التي لطالما كانت معطلة لفترة طويلة. حضر الدعم غير المسبوق من قبل القيادة السعودية وحضرت الإرادة الإدارية الرياضية لتتشكل هذه الصورة الزاهية للمملكة أمام العالم كله باستخدام ورقة الرياضة التي تعد واحدة من أهم أدوات البلدان في تقديم أنفسها للعالم، والمؤكد أن هناك الكثير من المفاجآت والبطولات، وفي ألعاب مختلفة وربما لم نسمع بها من قبل ستكون في طريقها لزيارة المملكة وتشكيل علاقة وثيقة بشباب الوطن.