يتمكن الراصدون للسماء في السعودية الليلة، من رؤية خمسة كواكب بالعين المجردة (عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل) حيث يظهر عطارد والزهرة والمريخ في بداية الليل في الأفق الجنوبي الغربي من قبة السماء بعد غروب الشمس وعند حلول ظلمة الليل. ويُرصد كوكب المشتري في الأفق الشرقي ما قبل منتصف الليل، فيما يقع كوكب عطارد أسفل كوكب الزهرة، ويبقى المريخ في السماء لبضعة ساعات بعد عطارد والزهرة، وبعد غروب كوكب المريخ، يظهر الكوكب شديد السطوع (المشتري) في الأفق الشرقي مرتفعا في ساعات ما قبل ضوء الفجر، ويشرق كوكب زحل السادس بعدا عن الشمس، في الأفق الجنوبي الشرقي آخر الليل، وقبل ضوء الفجر بفترة قصيرة يُرصد هذا الكوكب الذهبي، ساطعا بوضوح فوق النجم الأحمر (قلب العقرب) في الأفق الجنوبي الشرقي. وتختلف مواقع الكواكب من يوم لآخر، إذ إنها تسير بين النجوم، ولذلك سميت بالكواكب السيارة، تمييزا لها عن النجوم، وهي ظاهرة لافتة في إمكانية رؤيتها بالعين المجردة بسهولة خلال الليل، فيما يشرق القمر اعتبارا من اليوم متأخرا بحوالي ساعة، وسوف يُشاهد في سماء الفجر والصباح الباكر مطلع الأسبوع المقبل، وبحلول الوقت الذي يصل إلى التربيع الأخير بعد أسبوع، سوف يشرق عند منتصف الليل ويغرب عند الظهر، وذلك بعد أن اكتمل أمس في أول قمر بدر عقب حدوث الانقلاب الشتوي في 22 ديسمبر الماضي، وفي هذا التوقيت تكون الأرض بين الشمس والقمر، ولذلك يكون وجه القمر مضاء بالكامل بنور الشمس كما يُشاهد في سماء السعودية، ونظرا لاختلاف المناطق الزمنية حول الأرض، فالقمر البدر يكون بمنتصف الليل في أمريكا الجنوبية وشمال شرق أمريكا الشمالية، وعند شروق الشمس في إفريقيا والشرق الأوسط، وظهرا في شرق آسيا. ويشرق القمر بعد غروب الشمس ويضيء السماء حتى الفجر، وفي النصفين الشمالي والجنوبي من الأرض، ويأخذ المسار الظاهري لشمس يناير والتي تشرق جنوبا وتغرب جنوبا، وشروق وغروب الشمس أقصى الجنوب يعطينا النهار القصير في الشتاء، وجنوب خط الاستواء نفس الشيء يكون شروق الشمس من أقصى الجنوب وغروبها يعطي نهارا صيفيا طويلا، ولكن القمر يقع مقابل للشمس ويحاكي مكان الشمس أمام النجوم بعد ستة شهور من الآن، وهو السبب في أن هذا القمر البدر مثل شمس الصيف- يتبع المسار العالي عبر السماء كما يشاهد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية-، وسوف يتبع المسار المنخفض في النصف الجنوبي، ولذلك فان القمر البدر في يناير، سوف يشرق من الشمال بعد غروب الشمس، ويرتفع في السماء عند منصف الليل، ويغرب في الشمال الغربي عند شروق شمس اليوم التالي- بإذن الله تعالى-.