انتقد شيخ الأزهر ومفتي مصر، تجسيد شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في فيلم إيراني من المتوقع عرضه خلال الشهر الحالي حسب تقارير صحفية نُشرت مؤخرًا، مؤكدين أن تجسيد الرسول الكريم مرفوض شرعًا. وبينما طالبت الشركة المنتجة للفيلم في تبجح واضح علماء السنة بمراجعة مواقفهم حيال تلك القضية والتراجع عن فتاواهم التى تحرّم تجسيد الأنبياء، قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لـ «المدينة»: إن تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية بكل أشكالها لا يجوز شرعًا، وقد أتفق كل العلماء القدامى والمحدثين على تلك الرؤية الفقهية، لأن الأعمال الفنية تسعى لتجسيد الواقع بينما حياة الأنبياء وسِيَرُهم فيها من الوحي والإعجاز والصلات بالسماء ما يَستحِيلُ تجسيدُه وتمثيلُه، وأوضح أن الشخص الذى يقوم بالتمثيل قد يكون تاركًا للصلاة وغير مسلم فكيف يقوم بتجسيد شخصية أحد الأنبياء، ونحن عندما نفتي بعدم التجسيد فإننا لا نحجر على حرية الفكر والإبداع وإنما نعمل فقط على الحفاظ على مقام الأنبياء، وأن الحكمة من منع تجسيد الأنبياء هي أن الممثل مهما أتقن دوره ومهما كان العمل الفني يتميز بأعلى درجة من الجودة والإتقان فلا يستطيع أن يظهر بالصورة نفسها التي كان عليها الأنبياء، ودور الأزهر يتوقف عند الفتوى، أما أن يعرض العمل أو لا يعرض فهذا متروك للمسؤولين والقائمين على الإعلام والسينما، لكن ندعو الناس ألّا تشاهد تلك الأعمال الفنية، لأنه غير جائز شرعا. من جانبه، قال الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية في تصريح مماثل: أن تجسيد الأنبياء مرفوض تمامًا، وقد اتفقت كل المجامع الفقهية المعتبرة على حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية وحرمة ما تقوم به بعض شركات الإنتاج السينمائي من إخراج أفلام ومسلسلات يُجسّد فيها شخصيات الأنبياء في أي فترة زمنية من عمرهم المبارك، مراعاة لعصمتهم ومكانتهم. وأشار إلى أن التمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية مما يدخل فى سيرتهم ما ليس منها، والمقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وأنتقد الدكتور علام من يحاولون نزع القداسة عن الأنبياء والشخصيات الدينية الأخرى ذات الإجلال والتقدير، تقليدًا منهم لمسار الفكر الذي نزع القداسة عن كل شىء تقريبًا بناء على نموذجه المعرفي.
مشاركة :