لا شك أن هناك علاقة كبيرة بين أمن الوطن وبين التصنيفات الفكرية التي لم تبن على أساس سليم، وبطبيعة الحال فإن الاعتقاد بأن جميع أبناء الوطن لابد أن يكونوا على فكر واحد اعتقاد خاطئ من أساسه؛ فالتنوع الفكري يعد من سمات المجتمعات المتحضرة، وهو - أيضا - واحد من عناصر قوتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن كي يحقق مجتمعنا هذه القوة من التنوع الثقافي لابد أن ندرك جميعا أن هناك فرقا كبيرا بين الإيمان بوجود هذا التنوع وبين الإيمان بأنه لا بد من إيجاد واختلاق عداوات بين المتنوعين فكريا يؤدي بالضرورة إلى إضعاف المجتمع ووجود عداوات حقيقية بين طوائف كبيرة من أفراده قد يستغلها البعض للاعتداء على أمن الوطن وبطرق متعددة.. لازلت أذكر كلمة خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - عندما زار منطقة القصيم وحذر في كلمته التي ألقاها في الأهالي من خطورة التصنيفات الفكرية ومن عواقبها الخطيرة، وأذكر أنه قال في مناسبة أخرى: ابتعدوا عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية ولغة الإقصاء لأنها لا تليق بالمجتمع السعودي. إن التحذير المتكرر من خادم الحرمين من خطورة التصنيفات الفكرية يؤكد خطورتها على أمن المجتمع ووحدته وتماسكه خاصة إذا خرجت عن أهدافها الحقيقية بحيت يصبح فريق من أبناء المجتمع يخون الفريق الآخر أو يتهمه في عقيدته أو في ولائه لوطنه أو أخذ مال من هذه السفارة أو تلك، إلى غير ذلك من الاتهامات الباطلة المتبادلة بين المتخاصمين فكريا، لأن كل فريق يحاول إظهار أنه هو وحده على الحق بينما كل المختلفين معه على الباطل، وهذا مكمن الخطورة على أمن الوطن ووحدته وهذا ما يجب أن يبتعد عنه الجميع لكي يصبح الاختلاف مقبولا ومحققا لقوة بلادنا ووحدتها وأمنها. إن احتفالنا باليوم الوطني لبلادنا يجب أن يذكرنا بالنقلة النوعية الكبيرة التي تحققت لنا جميعا في كل جزء من هذه البلاد؛ ويذكرنا التاريخ الذي عاشه آباؤنا - ولا أقول أجدادنا- كيف أن الأمن كان شبه منعدم وكيف كانت الصعوبات الأمنية التي يلاقيها المسافر ما بين مدينة وأخرى في هذه البلاد، ويسهب التاريخ في حكايا الحجاج عندما يصلون أطراف بلادنا متجهين إلى مكة أو المدينة وكيف كان عليهم دفع الإتاوات لكي يصلوا سالمين، نتذكر ذلك ونتذكر نعمة الأمن وندرك أهمية المحافظة عليها إذ الحياة بدونها ليست حياة مكتملة وليست قابلة للاستمرار. إن استغلال التنوع الفكري من البعض ليصبح وسيلة لإضعاف الأمن أمر مرفوض ويجب التوقف عنه على الفور، ويكفينا جميعا توجيهات خادم الحرمين الشريفين بهذا الخصوص، وكل يوم وطني وبلادي وأهلها بخير. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :