«فرط الحركة» اضطراب يُصيب 3.4% من الأطفال

  • 10/12/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مي السكري | وقع الاختيار العالمي على أكتوبر؛ ليكون شهر التوعية باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه ADHD، لتسليط الضوء واجتراح الحلول للمشاكل التي يسبّبها ذلك الاضطراب، الذي يشكو منه كثير من الأسر، والناتج عن نشاط وحركة مفرطة لأبنائهم، خصوصا عند سن الدخول المدرسي، ما يُثير تساؤلاتهم حول ما إذا كان هذا الأمر طبيعياً أو يحتاج تدخّلاً علاجياً لاحتوائه. ورغم زيادة وعي المجتمع بهذا الاضطراب، فإن الجهود المجتمعية والحكومية المطلوبة لزيادة الوعي وتوفير المزيد من الفرص التعليمية والتأهيلية والاجتماعية والنفسية لهذه الفئة لتنعم بحياة كريمة، لا تزال متعثّرة. مشاهير وشخصيات عالمية بارزة اقترن إبداعها بهذا الاضطراب، وعندما تم احتواؤهم مبكّرا برزوا في مجالات عديدة؛ سياسيا وفنيا ورياضيا، وعلميا؛ كالفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين صاحب نظرية النسبية، الذي طُرد من المدرسة، بعدما وصفه أستاذه بأنه «بلا مستقبل»، ولاعب كرة السلة مايكل جوردان، الذي ينظر اليه كثيرون على انه أفضل لاعب كرة سلة على مدار التاريخ. القبس التقت الباحثة في التربية الخاصة مريم اسماعيل، لتسليط الضوء على هذا الاضطراب. والتفاصيل في الأسطر التالية: أكدت الباحثة في التربية الخاصة مريم اسماعيل أن اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، أحد أكثر الاضطرابات التطورية انتشاراً بين الأطفال، ويظهر من خلال ضعف قدرة الطفل على التركيز والتحكّم بقدرته على الانتباه في الأنشطة المختلفة، إضافة إلى نشاط حركي مستمر لفترات زمنية طويلة ومتكررة غير هادفة. وأضافت اسماعيل انهم يتّسمون ايضا بالاندفاعية، ويصعب عليهم إدراك عواقب الأمور والقيام بالسلوك قبل التفكير في نتائجه. معدّلات الإصابة ولفتت إلى أن معدّلات الإصابة بهذا الاضطراب تتم بناءً على الأعراض التشخيصية في الدليل الإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية، مشيرةً إلى ان نسبة انتشاره عالميا تصل إلى %3.4 من الأطفال، وفق المركز الوطني لمصادر اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه. وأوضحت أن هذا الاضطراب ينتشر لدى الذكور 6 أضعاف انتشاره لدى الإناث، وليس هناك سبب مؤكد لانتشاره، كما يتّضح أكثر في عمر دخول المدرسة. وقالت ان كلا من «التوحّد» و«اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه» يعتبران من بين الاضطرابات التطورية التي تصاحب الطفل طوال مراحل نموه، وتظهر نتيجة خلل في تكوين الدماغ وأدائه الوظيفي، لكن يمكن التمييز بين الاضطرابين من خلال الأعراض التشخيصية لكل منهما. واوضحت ان اضطراب التوحّد يتميّز بقصور واضح في مهارات التواصل الاجتماعية التي قد لا تكون واضحة لدى الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما أن الأطفال ذوي اضطراب التوحّد يظهرون محدودية في اهتماماتهم وقيامهم ببعض السلوكيات بشكل مستمر ومتكرر، وهذا لا يحدث بطبيعة الحال لدى الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة، حيث يصعب عليهم تركيز اهتمامهم وانتباههم على أنشطة محددة لفترة زمنية طويلة. سلوكيات مزعجة وتحدثت إسماعيل عن التحديات الاجتماعية والتعليمية والنفسية التي تواجه أولياء أمور هذه الفئة، فكثير من الحالات لا تلاقي القبول الاجتماعي من أقرانها نتيجة اندفاعها وسلوكياتها المزعجة، ناهيك عن الصعوبة في الجوانب التعليمية، حيث لا يكون لدى أولئك الأطفال السعة الكافية للتركيز والانتباه والتذكر في المهام الأكاديمية، ما يؤدي إلى انخفاض تحصيلهم الدراسي. ولفتت إلى تحديات نفسية وانفعالية يعاني منها هؤلاء الأطفال بسبب التأثير السلبي لفشلهم الدراسي والاجتماعي في ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم، وقد يتفاقم ذلك التأثير إذا لم يتم التدخّل المناسب، ويصل الى درجة إصابتهم باضطرابات نفسية؛ كالقلق والاكتئاب. وبيّنت أن التدخّل العلاجي للأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه ممكن، من خلال علاجين؛ الأول العلاج الدوائي الذي يحدده طبيب نفسي متخصص، والثاني علاج سلوكي الذي يقدمه اختصاصي نفسي متمكّن في أساليب تعديل السلوك، بحيث يقوم بتنمية المهارات المعرفية والاجتماعية والانفعالية لديهم بطريقة منظمة وعلمية. وشدّدت اسماعيل على أن التدخّل المبكر يلعب دورا مهما في تخفيف حدة الأثر السلبي لهذا الاضطراب، فهو يسمح للطفل بالتحكم بشكل أفضل بأفكاره وانفعالاته وسلوكياته، وبالتالي يقلل من خبرات الفشل في حياته، ويحد من تأخّر مهاراته عن أقرانه في نفس عمره. التقييم الطبي وأشارت اسماعيل الى أن أعراض هذا الاضطراب تخفّ لدى كثير من الحالات التي حصلت على الدعم الكافي وبرامج التدخّل العلاجية المناسبة، ويمكن أن تقتصر على جوانب بسيطة في حياتهم، ولكن في هذه الفئة العمرية غالباً ما تتضح الأعراض من خلال ضعف قدرة الشخص على التحكم في انفعالاته في المواقف الاجتماعية، واندفاعيته وقلة انتباهه. ودعت إلى ضرورة تشخيص الاضطراب من قبل طبيب نفسي متخصص أو طبيب أطفال تطوري، وغالباً ما يتم بعد عمر خمس سنوات وباستخدام أدوات ومقاييس محددة، مؤكدة أن من المفترض أن يتم بعدها تقييم مستوى مهارات الطفل من قبل مجموعة من المختصين في كل من المجال النفسي والاجتماعي والتواصلي والوظيفي، وذلك لوضع الخطة العلاجية المناسبة لحالته. ورأت إمكانية استخدام اختبارات الذكاء لتحديد مستوى القدرات العقلية لدى الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، حيث ليس ضروريا أن يكون لديهم تدن واضح فيها، فمن الممكن أن يحصل بعضهم على مستويات عالية من الذكاء، خاصةً في الجوانب العملية والبصرية، لكنهم غالباً ما يتدنّى أداؤهم في المهام التي تتطلب الانتباه والتركيز، لذلك يجب على الاختصاصي مراعاة سماتهم واحتياجاتهم أثناء تطبيقه اختبارات الذكاء معهم. دور المدارس وأشارت إسماعيل إلى أن هذا الاضطراب يعتبر من الاضطرابات النفسية، وفق الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية، ويندرج تحت فئة الاضطرابات التطورية، لافتة إلى متخصصين نفسيين، يمكنهم التعامل مع تلك الحالات وتقديم خدمات العلاج السلوكي معهم. وتحدثت عن دور المدارس، حيث تقوم بملاحظة الحالات ورصدها من خلال أخذ ملاحظات المعلمين في الفصل الدراسي وابلاغ الأهالي بحالات أبنائهم، وأيضاً عبر تطبيق بعض الاختبارات التي تكشف عن الاضطراب لدى الطلبة. إستراتيجية علاجية اعتبرت مريم اسماعيل أن أفضل استراتيجية علاجية تتم عبر «خطة تربوية فردية»، يضعها الاختصاصي النفسي ويحدد خلالها جوانب القوة والضعف لدى الطفل المصاب بالاضطراب، ومن ثم وضع خطوات عملية وتحديد مدة زمنية وفنيات محددة مع الطفل، يعقبه تعميم الخطة على الأهالي والمعلمين، لتوحيد الاجراءات والأسلوب المستخدم مع الطفل. سبب التأخّر الدراسي قالت إسماعيل إن اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه يمكن ان يؤدي إلى تأخّر دراسي، لا سيما إذا لم يحصل الطفل على التدخّل العلاجي والتربوي المناسب، أو لم يجد الاحتواء الكافي من الأهل والمعلمين. مراكز تعديل السلوك كشفت إسماعيل عن مراكز علاجية خاصة، تقدّم جلسات علاجية فردية وجلسات تعديل للسلوك بشكل فردي مع الطفل، وفق احتياجاته وقدراته. الدمج التعليمي أيّدت إسماعيل فكرة دمج هذه الفئة تعليميا، وقالت ان الدمج التعليمي توجُّه عالمي، فلا مانع من دمجهم مع أقرانهم في الفصل الدراسي العادي، على أن يتم تقديم خدمات تربوية وعلاجية خاصة في فترات جزئية أثناء الدوام المدرسي؛ مثل الدخول في غرف المصادر التي يكون فيها مجموعة من الأدوات التي تعوّض الطفل عما لديه من قصور في اكتساب بعض المعلومات في الفصل الدراسي العادي. شراء الألعاب قدّمت إسماعيل جملة من النصائح عند شراء الألعاب للطفل المفرط الحركة والمشتت الانتباه، مثل: ــــ تكون لعبة بسيطة المحتوى، وتعتمد على تشغيل حواس الطفل. ــــ تحتوي على أنشطة حركيّة وتعتمد على الوقت وسرعة الإنجاز. ــــ تقوم على مهارة التكوين البنائي، مثل التركيب. ــــ ألا تحتوى لعب الألغاز فيها على قطع كثيرة. غرِّد ويانا مشاريع ذكية طالب مغرّد في حسابه على «تويتر»، القائمين على مشاريع الحكومة الذكية بأن يضعوا تطبيقات ذكية تتيح للمعاقين وذويهم إنهاء الإجراءات المتعلّقة بجميع معاملاتهم عبر التطبيقات الذكية، وتسلّمها بعد ذلك بالبريد، وعدم إجبارهم على الحضور للوزارات والهيئات الحكومية، «ما يعود بالمنفعة والمصلحة العامة على الجميع». .. إلى وزيرة «الشؤون» وجّه مغرّد سؤالا إلى وزيرة الشؤون هند الصبيح، مفاده: لماذا لا تبادر وزارتكم الموقّرة بوضع مشاريع وحلول لكل قضايا وأمور المعاقين الحياتية والوظيفية والاجتماعية والإنسانية والصحية والتعليمية، وغيرها؟ وأضاف «إن اعتمادكم على وجود هيئة تختص بهم تسبّب في كثير من وقوع الظلم عليهم وعدم مواكبة أمورهم للتقدم في كل المجالات». زيادة المخصصات تمنّى أحد المغرّدين زيادة مخصّصات الإعاقة الشديدة وفق المنصوص عليه في قانون الأشخاص ذوي الإعاقة، بشأن زيادة المخصصات كل ثلاث سنوات، مشددا على أن الإعاقة الشديدة مظلومة في هذا الجانب، كما أن مبلغ 277 ديناراً لا يغطي احتياجاتها، بل تحتاج إلى ما لا يقل عن 500 دينار. سيارة VIP رأى مغرّد أن المعاق لا يحتاج سيارة VIP، بل وسيلة نقل توصّله إلى حيث علاجه أو مراجعاته الطبية، بتكاليف تتناسب مع حالته، متمنيا إعادة النظر في تكاليف النقل لدى إحدى شركات النقل.

مشاركة :