بعد عام على طرد تنظيم «داعش» منها، لاتزال مدينة الرقة في شرق سوريا «غارقة في الدمار»، وفق ما أعلنت منظمة العفو الدولية، أمس الجمعة، بينما تستمر عملية انتشال جثث الضحايا من أنحائها، وقالت المديرة العامة للأبحاث العالمية في المنظمة أنيا نيستات على هامش مؤتمر صحفي في بيروت «الوضع في الرقة صادم بعد نحو عام على تحريرها». وأوضحت نيستات التي زارت الرقة مع وفد من المنظمة قبل أيام «مازال بالإمكان رؤية مدينة مدمرة بالكامل» مع وجود «30 ألف منزل مدمرة بالكامل و25 ألفاً شبه مدمرة». وأضافت «المدينة غارقة في الدمار بنسبة 80 في المئة، وهذا ينطبق أيضاً على المدارس والمستشفيات والمنازل الخاصة». وخلال العمليات العسكرية، تعرضت المدينة لغارات كثيفة شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مما تسبب بدمار هائل وخسائر بشرية كبرى. وبعد عام على انتهاء المعارك، لاتزال عمليات انتشال جثث القتلى المدفونة «في كافة أنحاء المدينة» مستمرة وفق نيستات. وانتشل فريق محلي صغير غير مجهز 2521 جثة حتى الآن حسب نيستات، «أغلبيتها لمدنيين قتلوا جراء غارات التحالف». وتشير تقديرات محلية إلى وجود «نحو ثلاثة آلاف جثة أخرى». وقبل أشهر قليلة، نقل مراسل فرانس برس مشاهدته لعاملي هذا الفريق أثناء انتشالهم الجثث مستخدمين أدوات بسيطة أو حتى أيديهم، فيما انبعثت رائحة كريهة من خنادق حفرت في الأرض يحوم الذباب فوقها. وتبدي المنظمة خشيتها من توقف الفريق عن مواصلة عمله لعدم توفر التمويل اللازم. وقالت نيستات «إذا كانوا (التحالف) يملكون المال اللازم لتدمير المدينة، وإذا كان لديهم المال الكافي لشن عملية عسكرية بهذا الشكل، فمن غير المعقول ألا يؤمِّنوا الموارد الكافية لتحمل مسؤولية تداعياتها».(أ.ف.ب)
مشاركة :