لم يستبعد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أن واشنطن تبحث عن ذريعة لتبرير انسحابها المحتمل من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة من خلال اتهام موسكو بانتهاكها. وجاء هذا التصريح لأنطونوف في سياق كلمة ألقاها في مركز جايمس مارتين للبحوث في شؤون عدم الانتشار الواقع في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقال أنطونوف: "نسمع في الآونة الأخيرة، وبشكل متزايد، تصريحات من قبل عسكريين أمريكيين بأنهم بحاجة إلى الصواريخ المتوسطة والأقصر مدى لردع الصين". وتابع متساءلا: "وربما يتم البحث حاليا عن ذريعة لتبرير الخروج من معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بالطبع، من خلال اتهام روسيا بذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد ذلك"؟ وعبر أنطونوف عن معارضة روسيا مراعاة المجتمع الدولي مباعث القلق الأمريكية بشأن مدى الالتزام ببنود المعاهدة، في حين تتجاهل المخاوف الروسية، حيث "تبدو كأنها غير موجودة أصلا". وشدد السفير الروسي على وجوب أن يكون العمل في هذا المسار "صادقا والمناقشات نزيهة وشفافة، لأن الغرض ليس اتهام أحد بشيء وإغلاق الموضوع بباسطة، وإنما إيجاد حل للمشكلة". ورجح الدبلوماسي الروسي أن الحالة الراهنة "قد تتطلب توسيع معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية"، مضيفا: "فماذا سيحدث إذا انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة"؟ وأضاف أنطونوف أن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ليس غاية بحد ذاته، نظرا إلى أن الأمن يعتمد اليوم على مجموعة واسعة من مختلف العوامل. أنطونوف: روسيا تنتظر وقائع محددة بشأن اتهامها بانتهاك معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة وقال أنطونوف: "إنهم يتهموننا بخرق معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة زاعمين أننا نمتلك صاروخا ما من نوع 9М729 ينتهك بنود تلك المعاهدة دون تقديم أي براهين ودلائل ملموسة يعتمدون عليها في استنتاجاتهم". وأكد موقف روسيا الرافض لكافة الاتهامات الفارغة، مشيرا إلى أن موسكو تنتظر "وقائع محددة". أنوطونوف: واشنطن تطور وتنشر أسلحة تشملها معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة في المقابل، شدد السفير الروسي على أن مباعث قلق موسكو تحمل طابعا ملموسا على عكس اتهامات الغرب لروسيا، حيث تطور وتختبر وتنشر الولايات المتحدة ودون أي توضيح منظومات صاروخية مشمولة بالحظر المفروض بموجب المعاهدة. وقال: "نشرت الولايات المتحدة في قاعدتها في رومانيا وتعتزم فعل ذلك في قاعدة لها في بولندا أنظمة Aegis Ashore للصواريخ المطلقة من البحر، التي تضم منصات إطلاق عمودي، على غرار أنظمة الإطلاق العمودي MK 41 القادرة على احتضان الأسلحة الضاربة، بما فيها الصواريخ المجنحة المتوسطة المدى المطلقة من البحر من نوع "توماهوك". وعبر أنطونوف عن قلق موسكو من نشر واشنطن تلك المنظومات الصاروخية عند الحدود الروسية. إضافة إلى ذلك، قال أنطونوف إن الولايات المتحدة كانت قد اختبرت، قبل بضعة عقود، قذائف متوسطة المدى تستعمل كأهداف تتشابه مواصفاتها الفنية بتلك التي تتميز بها الصواريخ الباليستية المتوسطة والقصيرة المدى المطلقة من الأرض. كما أن الولايات المتحدة تزيد إنتاج ونطاق استخدام الطائرات المسيرة الهجومية، مشيرا إلى أن موسكو ترى أنها تندرج ضمن المعاهدة. المصدر: نوفوستي
مشاركة :