لفتت وكالة الطاقة الدولية أمس، إلى أن أسواق النفط تبدو «بها إمدادات كافية الآن» بعد زيادة كبيرة في الإنتاج خلال الأشهر الستة الماضية، لكنها أشارت إلى أن قطاع النفط يتعرض لضغوط. وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري أن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية في قطاع النفط العالمي انخفضت إلى اثنين في المئة فقط من الطلب العالمي، وأنها من المرجح أن تسجل المزيد من التراجع. وأضافت الوكالة، ومقرها باريس، أن «هذا الضغط على قطاع النفط قد يستمر لبعض الوقت وسيكون مصحوباً على الأرجح بارتفاع في الأسعار، وهو ما له أثر سلبي محتمل على الاقتصاد العالمي». واتفق أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وغيرهم من المصدرين مثل روسيا في حزيران (يونيو) على زيادة الإنتاج في وقت بدت السوق تعاني من شح في المعروض على نحو متزايد. وأضافت الوكالة أن «أوبك وروسيا وشركات النفط الصخري في الولايات المتحدة زادوا إنتاجهم من الخام بشدة منذ أيار (مايو)، وهو ما قاد الإنتاج العالمي إلى الارتفاع 1.4 مليون برميل يومياً». وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج إيران خلال أيلول (سبتمبر) انخفض لأدنى مستوى منذ سنتين ونصف السنة، مع استمرار الزبائن في خفض مشترياتهم قبيل العقوبات الجديدة التي تبدأ في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر)، مشيرة إلى أن إنتاجها انخفض 180 ألف برميل على أساس شهري إلى 3.45 مليون برميل يومياً. وتقدر الوكالة أن صادرات إيران النفطية تراجعت إلى 1.63 مليون برميل يومياً بانخفاض قدره 800 ألف برميل يومياً عن مستوى الذروة الذي بلغته في الربع الثاني من السنة. وتوقعت الوكالة تراجع الاستهلاك العالمي بسبب الآفاق الاقتصادية الضعيفة وارتفاع الأسعار، في وقت خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط 0.11 مليون برميل يومياً للسنتين الحالية والمقبلة، إلى 1.28 مليون برميل و1.36 مليون برميل على التوالي. ولفتت إلى أن مخزون منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التجارية ارتفع 15.7 مليون برميل في آب (أغسطس) إلى 2.854 بليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ شباط (فبراير)، مشيرة إلى أن من المرجح أن يكون ارتفع بمقدار 43 مليون برميل في الربع الثالث، وهي أكبر زيادة فصلية منذ الربع الأول من عام 2016. ونوهت بأن «زيادة صافي الإمدادات من منتجين رئيسيين منذ أيار بنحو 1.4 مليون برميل يومياً، وحقيقة أن مخزون النفط زاد 0.5 مليون برميل في الربع الثاني والثالث من السنة، يعطيان ثقلاً للرأي القائل أن سوق النفط بها إمدادات كافية إلى الآن». إلى ذلك، أبلغ مسؤول في وزارة المال الهندية، قناة «تي في 18» التلفزيونية التابعة لشبكة «سي أن بي سي» بأن الهند لم تضع بعد آلية سداد للاستمرار في شراء النفط الإيراني. وقال سكرتير الشؤون الاقتصادية في وزارة المال سوبهاش تشاندرا جارج، إن وزير النفط دارمندرا برادهان أشار إلى أن نيودلهي ستستمر في شراء الخام الإيراني. في سياق منفصل، أظهرت بيانات جمارك أن واردات الصين اليومية من النفط الخام في أيلول بلغت أعلى مستوياتها منذ أيار، في وقت تتطلع شركات التكرير المستقلة إلى تعزيز مخزونها قبيل الشتاء. وبلغت الشحنات الداخلة إلى البلاد الشهر الماضي 37.12 مليون طن أو ما يعادل 9.05 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من 9.04 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس) وبما يمثل زيادة للشهر الثالث على التوالي. وتظهر بيانات الجمارك أن إجمالي واردات الخام على مدى الأشهر التسعة الأولى من العام قفز ستة في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من 2017 إلى 336 مليون طن، أو 8.98 مليون برميل يومياً. وقفزت أسعار النفط واحداً في المئة متعافية من هبوط استمر على مدى يومين بدعم من ارتفاع واردات الصين من الخام، لكن الأسعار ما زالت تتجه إلى أول انخفاض أسبوعي في خمسة أسابيع. وزادت العقود الأجلة لخام «برنت» 1.3 في المئة، إلى 81.28 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.1 في المئة، إلى 71.77 دولار للبرميل.
مشاركة :