عرضت مساء أمس، على قناة الغد، الحلقة الأولى من برنامج «بيت ياسين الذي يقدّمه الشاعر والروائي والإعلامي المغربي ياسين عدنان الذي استضاف فيها الناقد والمفكر السعودي عبدالله الغذامي. البرنامج ثقافي بامتياز يستضيف على مدى 52 دقيقة أهم المثقفين العرب، ويتم تصوير حلقاته في القاهرة. يقترح البرنامج مقاربة جديدة لطرح قضايا الثقافة والأدب والفن في جو حميمي راق ويتوخى القرب من الناس ومن الجمهور. لذلك جاء اختيار البيت كفكرة وكديكور وكجوّ عام لتأكيد هذه الألفة التي يَنْشُدها هذا الموعد التلفزيوني الجديد. ويتولى الإنتاج الفني فيه مشهور أبو الفتوح، وإخراج هشام عبد الرسول. وقال ياسين في البيان الصحافي الذي وزّعه على الصحافة: «لأنّ الثقافة بنتُ الحياة، فالطبيعيُّ أن تحضُر بسلاسةٍ في حياتنا اليومية وفي فضاءات عيشنا الاعتيادية. فَلْنحاول تحرير خطابنا الثقافي من الرؤية المتعالية للثقافة، من وطأة الجهاز المفاهيمي وثقل اللغة الأكاديمية. وَلْنجرِّب طرح السؤال الفكري والأدبي ومقاربة القضية الثقافية بِلُغةٍ سهلةِ المَأخذ مُتاحَةٍ لعموم الناس». وأضاف: «كي لا تبقى أسئلة الثقافة والفكر والأدب حكرًا على مدرّجات الجامعة والندوات المغلقة، لِنُحاول استعادتَها في البيت والمقهى، بل يمكن أن نُنْعِش بها حديث الأسرة على السُّفرة فتنتعش الثقافة أكثر بتماسِّهَا الحميم مع الحياة. لذلك، يأتي هذا البيت الصغير الذي فتحْنَاهُ في حارةٍ نظيفةٍ حسنةِ الإضاءَةِ اسمُها «الغد» ليُشْرِعَ نوافذَهُ وفُسَحَهُ على الثقافة وضوئها. بيتٌ بسيطٌ، لكنه دافئٌ كريم الأبهاء، ويَسعُكُم جميعًا أيها الأصفياء». ورأى ياسين في مقابلة مع وكالة رويترز أن «اللاثقافة» استفحلت في كل مجالات الحياة وبات على المثقفين العرب مواجهتها أكثر من أي وقت مضى وهو ما دفعه إلى تقديم برنامجه التلفزيوني هذا. ولعدنان العديد من الدواوين الشعرية منها (بقايا نساء) و (دفتر العابر) و (رصيف القيامة) ومجموعة قصصية بعنوان (تفاح الظل) إضافة إلى رواية (هوت ماروك) التي وصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية العام الماضي. وأشار إلى أن «المثقفين العرب مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتكتل، فمعركتهم واحدة، لأن الثقافة اليوم تواجه اللاثقافة التي استفحلت في كل مجالات حياتنا العربية من الإدارات إلى مقرات الأحزاب إلى الشارع العام فشاشات التلفزيون». ويوضح عدنان أن ما يقصده بمصطلح (اللاثقافة) هو «كل ما يخاصم العقل ويحتقر الوجدان ويسلِّع الإنسان... وهو ما يجب مواجهته بإعادة الاعتبار للشك والتفكير والتأمل لقلق السؤال وفكر الاختلاف والاعتراف بالآخر». ومن بين ضيوف الحلقات الأولى للبرنامج الأسبوعي الشاعر السوري أدونيس والكاتب المصري يوسف زيدان والشاعرة الإماراتية ميسون صقر والروائي الجزائري واسيني الأعرج والقاص الكويتي طالب الرفاعي وعازف العود العراقي نصير شمة والمغنية التونسية غالية بنعلي. وعلىرغم أن (بيت ياسين) ليست تجربته الأولى في التلفزيون إذ سبق له تقديم برنامج ثقافي على القناة المغربية الأولى بعنوان (مشارف)، يرى عدنان أن برنامجه الجديد يحمل رسالة تنمية وتوعية أكبر وأشمل. قال «الأدب بخاصة، ما زال مظلوماً في مجتمعاتنا العربية، وعلى التلفزيون أن يساهم في دعمه وذلك جزء من دوره في بناء مجتمعات متزنة، منفتحة، بل وحالمة أيضاً بالمعنى الخلاق لهذه الكلمة». وأضاف «إعلامنا التلفزيوني مطالب بالمساهمة في مسلسل التنمية الشاملة التي لا يمكن للرأسمال المادي والبشري فيها أن يتطور وينمو بمعزل عن الرأسمال الرمزي، أي عن الثقافة والقيم». وتابع: «دور الإعلام أساسي اليوم، سواء في صناعة النهضة أو في تأبيد الانحطاط، وعليه أن يختار».
مشاركة :