شكراً لرابطة الأدباء الكويتيين التي افتتحت موسمها الأدبي الجديد بندوة فائقة الأهمية تحت عنوان «آمال المبدع واشتراطات الواقع».. وجميل أن أحد مسؤولي الإعلام أعلن أن الوزارة ستبدأ دورات خاصة للحصول على رخصة رقيب ستتولى لاحقاً إعادة النظر في عدد من الكتب التي تم منعها ممن قرر قبلها المنع.. والتي قام أصحابها بالتظلم لدى الوزارة لرفع المنع. الأجمل بالموضوع حسب ما قاله المسؤول بالاعلام أن الوزارة وضعت آلية للانفتاح بهذا الشأن على مؤسسات المجتمع المدني مثل رابطة الادباء وكلية الآداب بجامعة الكويت والمعهد العالي للفنون المسرحية. واذا ما كان هذا الكلام مؤكداً وسيتم تطبيقه فعلاً فهذا بنظري قفزة نوعية تصب في مصلحة الحريات المسؤولة والاعلام الواعي والرقابة الصحية. كما اضاف المسؤول الاعلامي انه ستجري الاستعانة بكبار الاكاديميين للمشاركة في عملية الرقابة.. وهذا ايضا نجاح يسجل لقطاع الرقابة بوزارة الاعلام. لا اقول ان هذه الصحوة جاءت متأخرة.. لكنني سأرحب بها وإن أتت متأخرة، فذلك أفضل بكثير من ألا تأتي.. خاصة اذا ما كان هذا التأخير بهدف الوصول الى الاصلاح الحقيقي والمفروض. أنْ تَمنعَ كلمة او كتاباً او نصاً مسرحياً او تلفزيونياً بمنطق أحياناً يبدو وكأنه سطحي وساذج وقد يكون تافهاً.. هو بحق إهانة للمجتمع بأكمله. أتمنى من كل قلبي ان يكون تصريح الوكيل المساعد لقطاع المعلومات بوزارة الاعلام محمد العواش جاداً وعملياً وقابلاً للتنفيذ، وان تكون وزارة الاعلام على قدر المسؤولية والوعي الذي لا بد ان يطول الرقابة بعد أن طالها ما طالها في العديد من المواقف قصر النظر والسطحية بالتقييم، لاسباب كثيرة منها عدم التكافؤ الفكري والعلمي بين صاحب القلم والشخص الذي يملك قرار المنع. في الجزائر طال التخريب تمثال «عين الفوارة» التاريخي الذي كان موضوعاً بمركز مدينة سطيف.. بحجة أنه خارج عن التقاليد الإسلامية.. لكن كان لوزارة الثقافة موقف مشرف وواضح والأهم من ذلك موقف قوي.. في إصلاح التمثال.. الذي استنكر أهل المدينة كلهم هذا التخريب. وحمَّل فنان جزائري وزارة الثقافة المؤسسات الثقافية بالجزائر مسؤولية تثقيف المواطنين ورفع وعيهم المعرفي بالفن. وهذا يدفعني إلى الإشادة بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت وكل الجهات الفنية الاخرى، خاصة القائمين على مركزَي جابر الأحمد وعبدالله السالم لما يقدمونه من وجبات فنية جميلة وراقية من شأنها الارتقاء بالمجتمع.. مؤكدة أهمية أن تكون كل هذه الجهات بيد مسؤولين يقدِّرُون الفن ويفهمونه ويمتلكون القوة والقرار والميزانية اللازمة للدفع بقوة للمزيد من الفن الجميل والراقي طوال العام.. حتى تتحول الكويت لعاصمة الثقافة والفنون في منطقة الخليج على الأقل. إقبال الأحمد Iqbalalahmed0@yahoo.com
مشاركة :