مليحة: عثمان حسن نظم نادي مليحة الثقافي الرياضي، صباح أمس، في مقره في مليحة، مؤتمراً صحفيًا، أطلقت من خلاله (جائزة مليحة الأدبية - ذاكرة مكان) في حقول ثلاثة هي: الرواية، وقصص الكبار، وقصص الأطفال، وتحدث في المؤتمر الدكتور محمد بن جرش، أمين عام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، رئيس مجلس أمناء الجائزة، ومحمد سلطان الخاصوني، نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة، والناقدة الدكتورة مريم الهاشمي، عضو مجلس أمناء الجائزة.حضر المؤتمر الذي أداره إسلام الشيوي، الشاعرة الهنوف محمد، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ود. نور الدين الصغير، أستاذ التاريخ في جامعة الشارقة، ود. هيثم الخواجة، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، ومصبح الكتبي، رئيس مجلس إدارة النادي، واللواء المتقاعد راشد المحيان رئيس مجلس إدارة أولياء أمور الطلبة والطالبات في المنطقة الوسطى، وسارة المرزوقي، مديرة مكتبات الشارقة العامة، وعائشة مغاور، أمين عام ملتقى ناشري كتب الأطفال في هيئة الشارقة للكتاب.في كلمته قال د. محمد بن جرش «لا توجد طريقة واحدة أو شكل واحد تتكون فيه الأفكار والرؤى الإبداعية عند المبدع، ولو كان الأمر كذلك لما كان هناك خصوصية في الإبداع، فكل مبدع تتكون أفكاره الإبداعية في سياق تجربته الخاصة، وكلما كان التنوع كبيرا في حياة المبدع زادت لديه القدرة على تكوين الأفكار الإبداعية وتطويرها، ومن هنا، تأتي منطقة مليحة التي يؤمل أن تتيح تشكيل رؤية إبداعية تبث في المكان روحا وألقا».وأكد د. بن جرش على أهمية التراث الإماراتي، بوصفه كنزا ثريا يجب الحفاظ عليه ونقله للأجيال، كما اعتبر تبني نادي مليحة لهذه الجائزة الأدبية بمثابة مساهمة كبيرة، تبرز أهمية مليحة كخزان يعج بالتراث والحكايات والتاريخ الأصيل، لا سيما أن التنمية الثقافية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من توجهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.وأوضح د. بن جرش أن الجائزة تتمحور هذا العام حول مليحة، وهذا لا يعني توقفها عند هذه المنطقة فحسب، فقد تمتد في الأعوام القادمة إلى مناطق أخرى خاصة أن الهدف الأعلى للجائزة هو خدمة التراث وما فيه من جواهر وكنوز مدعاة للفخر والاعتزاز.وأكد د. بن جرش أن الأدب في صلته بتاريخ الشعوب ليس مادة جامدة، وإنما هو يبث روحاً في ثنايا التاريخ، وهو من أهم الأشكال التي تكفلت لنا بنقل تلك الروح وتلك الهوية بأمانة تفوق أمانة الوصف التاريخي المجرد.بدوره أكد محمد الخاصوني على أهمية هذه المبادرة التي تعتبر الأولى من نوعها، في صلتها بمنطقة مليحة وما تحتضنه من تراث فكري ومادي كبيرين، يتيح ميزة للعقل والفكر أن يقدم الأدب في سياق هذا التكوين المتفرد، وأن يسخّر القلم لسبر أغوار الماضي، والبحث عن هذه الآثار والشواخص في أدب الكبار والصغار، وترجمة شعار ذاكرة المكان، لتأكيد ما تحتويه مليحه في كل أرجائها من عبق وتاريخ.وقال محمد الخاصوني «هذه جائزة تضاف إلى مختلف الجوائز الأدبية في الإمارات بعامة والشارقة بخاصة، وتهدف إلى إعلاء شأن الأدب وخدمة التراث، ونتمنى من النخب الثقافية أن توليه أهمية خاصة، وهي تداعب الكلمات، وتكتشف خبايا التاريخ وكنوز الماضي العريق».وتناولت ورقة د. مريم الهاشمي أهمية المكان عند دارسي الأدب الذين توقفوا عند دلالاته الكثيرة، وجمالياته المتنوعة، وقالت «بقي موضوع المكان يفتقر إلى من يصفه ويوضحه بشكل موسع بعيدا عن الأفكار الفلسفية إلى أن جاء المفكر والفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار الذي اهتم بدراسة المكان بوصفه ظاهرة إبداعية».وجاءت د. الهاشمي على تنظيرات (مول ورمير) بوصفه من أكثر التنظيرات ملاءمة للدراسة، كما أكدت على أهمية المكان في حياة الإنسان، فهو المحيط الأول في تكوينه الحياتي، ويسهم مع بقية العناصر في تكوين السلوك، كما مثل المكان عنصرا فاعلا في الأعمال الأدبية بما يشكله من فضاء دلالي للعمل الأدبي، وفي بيان أثره في التجليات الفنية التي تتيح لجوء الأديب إلى بناء علاقات تصويرية تجمع بينه وبين المكان، وأوضحت أن للمكان تأثيراً كبيراً على علاقات الأديب، في علاقة ما يكتب بالبنى الفكرية والدلالية والجمالية، وأكدت على موضوع اللغة التي لا تتعامل مع المكان في بنائه المادي، وإنما في إطار إيحاءاته ومعانيه، وهذا يعني أن للمكان فاعلية لا تقف عند أية حدود جغرافية، وإنما تتوغل في الذات، بسبب ما تحمله من أفكار تعبر عن علاقتها بالمكان.د. نور الدين الصغير عبر عن سعادته باستحضار الجانب التاريخي من خلال الأدب في إشارة إلى جائزة مليحة ذاكرة المكان وقال «تعيد هذه الجائزة مساءلة المكان في إطار يحمل عبقه ويمجد حضوره الحضاري».واقترح د. الصغير إنجاز فيلم يسلط الضوء على مليحة، التي تعود لآف السنين، وسيكون لها دور في إثراء الإبداع الأدبي ويشجع الكتاب على تقديم إسهامات تضاف للرصيد الثقافي في الإمارات.بدوره أكد د. هيثم الخواجة على أن هذه الجائزة ستكون متميزة، في صلتها بالمكان، وما فيه من تاريخ وآثار وكنوز، وأن انطلاق هذه الجائزة في مجالات الرواية والقصة للكبار والصغار سيشجع المبدعين على تقديم رؤى جديدة، تغني وتثري المشهد الإبداعي في الإمارات.أما د. سالم الطنيجي الأكاديمي في الكليات التقنية في الشارقة، فعبّر عن فرحه بإطلاق هذه الجائزة، التي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة الوسطى، واعتبرها جزءاً لا يتجزأ من مشروع الشارقة الثقافي الذي انطلق في ثمانينيات القرن الفائت، ورأى أنها تؤسس لمستقبل واعد لأبناء هذه المنطقة.بدوره شكر د. سعيد الطنيجي، إدارة نادي مليحة على إطلاق هذه الجائزة، التي سيكون لها دور في إثراء اللغة العربية، وتشكل نواة لإبداع أدبي متميز.
مشاركة :