نعم بإمكاننا أن ننهض من جديد..

  • 10/14/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلم أن هناك الكثير من الإحباطات والتذمر بين المواطنين بسبب الأخبار والإجراءات المتتالية، والتي تحمل في طياتها ضغوطا كبيرة على المواطنين في جوانب مختلفة، باتت مؤرقة جدا لحياتهم المعيشية. بإمكاننا أن نعيش حياة التذمر والسلبية بصورة مستمرة، كما بإمكاننا أن نتعلق بآمال التغيير، ونرجو مصالحة شاملة وتغييرا جذريا صادقا، يعالج ما عشناه ومازلنا نعيشه، من ممارسات مدمرة ومؤثرة في جميع جوانب حياتنا السياسية والاقتصادية والمعيشية والتجارية. خبران مفرحان نُشرا خلال اليومين الماضيين، أحدهما تحقيق البحرين المركز الأول على مستوى الدول العربية والمركز الـ(47) عالميا بين 157 دولة في المؤشر الدولي لرأس المال البشري، متفوقة على دول أخرى لها سمعتها ومكانتها الاقتصادية عربيا ودوليا. والثاني هو فوز البحرين بعضوية مجلس حقوق الإنسان للمرة الثالثة في تاريخها، بثقة 165 صوتا من مجموعة دول آسيا والمحيط الهادي، تعزيزا لمكانة مملكتنا الغالية في القيام بواجباتها والتزاماتها في هذا الجانب، على الرغم من حملات الاستهداف والتشويه والتحريض المبرمج التي لم تتوقف، والتي تقودها الطوابير الحاقدة في الخارج. مع تحقيق البحرين تلك المراكز والمناصب، يجب العمل بجدية وثبات لتنظيف الشوائب في الأجهزة الحكومية، ومعالجة الضعف وجوانب القصور، إِن في بنود مؤشرات رأس المال البشري صحيا وتعليميا واقتصاديا، وإن في جانب فتح مجال الحريات والمشاركة السياسية، ومحاسبة أبواق التحريض وناشري الكراهية وأعداء الشفافية، مع المحافظة على الكرامة الإنسانية والحقوق المختلفة للمواطن والمقيم. هذه الأخبار الإيجابية تستدعي منا الجدية في الاختيار للمناصب الحكومية مع التغييرات الحكومية القريبة المُنتظرة. تحتاج منا إلى جرأة في التغيير والمراقبة والمحاسبة. تحتاج منا إلى الإيمان بالمواطن وتمكينه على الأجنبي، فهو رأس المال البشري الحقيقي، وهو الذي بكفاءته قد أسهم في تحقيق هذه السمعة الطيبة للمواطنين في المواقع التي شغلوها داخليا وخارجيا، ثم يأتي من يفصلهم تعسفيا ويستبدلهم بالأجنبي!! يجب أن يتوقف رفع أسهم الأجنبي في البلد، ووضعه في المناصب العليا مع امتيازات ومنافع لها أول وليس لها آخر، تستنزف أموال البلد لتضعها في غير مكانها، وهناك من الكفاءات البحرينية الوطنية من بإمكانه أن يشغل تلك المناصب بكفاءة أعلى ومهنية وحرقة على الوطن، لا يمكن الحصول على أجزاء منها عند الأجنبي. برودكاست: المراكز والمناصب الدولية فرصة لنا لإعادة صياغة عديد من التفاصيل التي نعاني منها، وتسببت في عجوزات وخسائر للوطن، سيظل الوطن بأجياله الحالية والقادمة يدفع ثمنها وكلفها وآلامها سنين طويلة. آن الأوان لأن نقف بحزم وجرأة، وأن تتوقف المجاملات وتطييب الخواطر ومدّ الشرهات! آن الأوان لعلاج جروح غائرة، أخرتنا كثيرا عن الرَّكب، لكننا مع صدق النوايا لا بد أن نعود وننهض من جديد.

مشاركة :