تشهد المملكة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الحوادث المرورية التي أدت إلى كثرة الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها. وفي إطار ذلك، أوضحت دراسة علمية قام بها باحثون في المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم في كلية الطب بجامعة الملك سعود أن نعاس السائقين يعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي لوقوع الحوادث في المملكة، حيث أظهرت الدراسة أن 33% من السائقين كادوا أن يتسببوا في حادث واحد على الأقل بسبب شعورهم بالنعاس، وذلك خلال فترة الدراسة التي استمرت ستة أشهر، بينما أقر 12% منهم أنهم وقعوا في حادث سير حقيقي بسبب نومهم خلال القيادة، كما أشار 64% من السائقين إلى أنهم فاجأهم الشعور بالنعاس الشديد، مما أثر على تركيزهم خلف مقود السيارة، بينما ذكر 25% منهم أنهم ناموا فعلياً أثناء القيادة على الأقل مرة واحدة خلال فترة الدراسة، في حين برر 67% من السائقين سبب النعاس أثناء القيادة بعدم الحصول على نوم كافٍ خلال الـ 24 ساعة السابقة لقيادتهم. وأفاد رئيس الفريق العلمي مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم الدكتور أحمد سالم باهمام بأن الباحثين درسوا أسباب انتشار الشعور بالنعاس بين سائقي السيارات الخاصة في السعودية، وتأثير ذلك على ارتفاع نسبة الحوادث المرورية، من خلال استخدام استبانة مفصلة ومحققة لدراسة شيوع النعاس بين 1200 سائق يبلغ متوسط أعمارهم "32 عاماً"، وأضاف: "يجب القيام بحملات وطنية توعوية لزيادة وعي السائقين وتنبيههم إلى خطورة الاستهتار والقيادة أثناء النعاس، كما يجب أن يمنح السائق قسطاً كافياً من الراحة والنوم خاصة إذا كان يسافر لمسافات طويلة مع ضرورة التأكد من عدم إصابته باضطراب في النوم، مما قد يعيقه أثناء القيادة، ويجب عليه حينها أن يحصل على العلاج المناسب". يشار إلى أن المملكة العربية السعودية صنفت في المرتبة الأولى عالمياً في الحوادث المرورية، كما أشارت بعض الدراسات والأبحاث إلى أن أكثر الحوادث تقع بسبب أخطاء العنصر البشري وخاصة السرعة، إضافةً إلى قطع الإشارة، وقيادة غير المؤهلين للقيادة، واستخدام المركبات لغير ما أُعدت له مثل التفحيط، مما يؤدي إلى ارتفاع إصابات الحوادث، كما أوضحت أن نسبة الأسرّة المشغولة بمصابي الحوادث تبلغ 30 سريراً من بين كل 100 أسرّة.
مشاركة :