شكلت الهيئة السعودية للحياة الفطرية، قوة حماية متنقلة للحفاظ على الطيور المهاجرة في المملكة، بداية من ساحل الخليج العربي وستغطي ساحل البحر الأحمر تنفيذاً لقرار مجلس إدرة الهيئة الذي يحظر الصيد في الشريط الساحلي في جميع سواحل المملكة، بعرض 20 كيلومتراً، باستثناء شبك الصقور في المواسم المحددة. وقال نائب رئيس الهيئة الدكتور هاني تطواني: «إن القرار يتوافق مع متطلبات اتفاق حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة واتفاق التنوع الاحيائي واتفاق تنظيم الاتجار في الاحياء الفطرية ومنتجاتها (سايتس)، والاتفاق المتعلق في حفظ الطيور المائية الإفريقية –الأوروبية – الآسيوية التي تستوجب حماية مسارات الهجرة حول العالم»، لافتاً إلى أن الطيور المهاجرة لا تعرف الحدود السياسية بين الدول، ما يعني ضرورة التزام جميع الدول الموقعة على هذه الاتفاقات حماية الأنواع المهاجرة وموائلها، حتى لو كانت تستخدم المنطقة فقط للراحة أو المرور. وأشار تطواني في تصريح أمس (السبت)، بمناسبة الاحتفال بـ«اليوم العالمي للطيور المهاجرة»، الذي يقام هذا العام تحت شعار «نوحد أصواتنا للحفاظ على الطيور المهاجرة»، إلى أن سواحل الشرقية كانت نقطة انطلاق هذه القوة، إذ تم تشكيل قوة الحماية من مراقبي المناطق المحمية لتغطي دوريات الحماية ساحل الخليج العربي من منفذ البطحاء وحتى الخفجي». وتأتي أهمية المنطقة لوقوعها ضمن مسارات هجرة الطيور على مدار العام، وتتميز بوجود مواقع مهمة للطيور على مستوى العالم، بحسب التصنيف العالمي لمنظمة حماية الطيور العالمية. وأكد تطواني أن الهيئة شكلت دوريات الحماية بطول سواحل المملكة على الخليج العربي منذ سنوات، إذ تم إقامة مركز رئيس موقت في منطقة العقير المهمة باعتبارها منطقة عبور للطيور المهاجرة، إلى جانب قيام محمية الجبيل للأحياء الفطرية بعمل دوريات منتظمة، نظراً لأهميتها لعدد من الأنواع المقيمة والمهاجرة التي سجلت في المنطقة، مثل: الحبارى، والكروان، والصقور، والرهو، وغيرها من الطيور الجارحة، والعصفوريات، والطيور المائية، والخواضة، وعقاب السمك الآسيوي، فيما يُعد الغاق السقطري من الطيور المستوطنة لمنطقة الخليج، وهو مهدد بالانقراض على مستوى العالم، إلى جانب طيور الخرشنة بيضاء الخد، وتُعد الشرقية من أهم المناطق إقليمياً وعالمياً لتكاثر هذا النوع من الطيور. وتكتسب محمية الجبيل للأحياء الفطرية في الخليج العربي أهمية وميزة لحماية الكثير من الأنواع الفطرية المهاجرة والمقيمة، كونها تضم عدداً من السبخات والخلجان والجزر، منها سبخة الفصل، وخليج تاروت، وجزر جانا وكاران، التي تشكل أهمية كبرى للطيور الخواضة والبحرية في الخليج العربي. الى جانب أنواع أخرى مثل الصقور والحباري والكروان. وبين نائب رئيس هيئة حماية الحياة الفطرية أن المرحلة الأولى من برنامج مراقبة وتتبع صيد الطيور في منطقة مكة المكرمة ستنطلق في غرة رجب المقبل، بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة، وانشأت الهيئة مراكز لفرق قوة الحماية. وستمتد لتغطي ساحل البحر الأحمر من أجل تغيير ممارسات الصيد غير النظامية في هذه المناطق وإنفاذ الأنظمة الوطنية والدولية للحد ما يحدث من قتل أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة. وكشف تطواني أن فرق الحماية تمكنت من الحد من المخالفات التي كانت تمارس في السنوات الماضية في تلك المناطق، خصوصاً استخدام البنادق الهوائية في الصيدـ والحد من استخدام الصقور لقنص الحباري. وجعلت تلك المناطق أكثر أمناً لعبور واستراحة الطيور المهاجرة خلال موسم الهجرة الخريفية، وسجلت زيادة مضطردة في اعداد الطيور المهاجرة، ومنها الحباري، فيما استفادت المنطقة بشكل عام في ازدهار التنوع الاحيائي النباتي والحيواني، بما في ذلك الارانب والجرابيع وغيرها. ورأى ان الحاجة ماسة لتغطية موسم الهجرة الربيعية (رحلة العودة) بل على مدار العام، والعمل على زيادة ودعم الإمكانات البشرية والمادية وزيادة عدد مراكز الحماية في الأعوام المقبلة، إضافة إلى تعميم التجربة على مسارات الهجرة على ساحل البحر الأحمر. وناشد نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، الجهات والمواطنين والمقيمين التعاون من أجل التطبيق الكامل للأنظمة والتشريعات البيئية، ومن بينها نظام صيد الحيوانات والطيور البرية في أرجاء المملكة، وتكثيف برامج التوعية البيئية ووضع اللوحات الإرشادية والتوعوية في المواقع المهمة في مسارات الهجرة. ونوه تطواني بأن هناك حراكاً واضحاً من السعوديين المهتمين في المحافظة على الحياة الفطرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بوقف مخالفات أنظمة الصيد للحفاظ على موروث الوطن الفطري، مقدماً شكره لجميع من شارك الهيئة في هذا الحراك، وكل من تعاون في التبليغ عن هذه الممارسات المخالفة للأنظمة. وشاركت المملكة أمس، دول العالم الاحتفال بـ«اليوم العالمي للطيور المهاجرة»، بهدف رفع مستوى الوعي بالتهديدات التي تواجهها الطيور، وفقا لرؤية جديدة توحد الجهود الدولية وتكرس الشراكة لزيادة الوعي للمحافظة على الطيور المهاجرة في جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على أهميتها والخدمات البيئية المجانية التي تقدمها. وأوضح نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية أن المشاركة تتم بتنفيذ أنشطة متنوعة على طول مسارات الهجرة الرئيسة، بهدف تسليط الضوء على الجهود والإنجازات التي تحققها المملكة للمحافظة على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية، ومنها الطيور المهاجرة، وكذلك للتعريف بأهمية الطيور المهاجرة ودورها في النظام البيئي. وأضاف أن حظر صيد الطيور المهاجرة مازال سارياً، تجنباً لخطر انتشار مرض انفلونزا الطيور، وحرصاً على تطبيق الاتفاقات من خلال الجهات المعنية، ووجهت الهيئة بالتعاون والتنسيق مع إمارات المناطق وقوات حرس الحدود لحماية المناطق ذات الأهمية للتنوع الاحيائي ومسارات الطيور المهاجرة التي تعبر أراضي المملكة خلال مواسم هجرتها. وبين تطواني أن التهديدات البشرية مثل القتل غير المشروع، والصيد الجائر، والتسميم والاتجار غير المشروع، وتدهور البيئات الطبيعية وبعض المشاريع الصناعية والعمرانية، إلى جانب ضغوطات أخرى مثل تغير المناخ وفقدان المواطن الطبيعية، أثرت على الطيور المهاجرة تأثيراً سلبياً، خصوصاً على أنواع مهددة عالمياً بالانقراض، فيما أثرت على أماكن تعشيش الطيور وموائلها الطبيعية. وقال: «هدد التصاعد الأخير في الأنشطة غير المشروعة، إلى تعرض أنواع كثيرة من الطيور لخطر الانقراض ولأن المملكة تقع في قلب مسار هجرة الآلاف من الطيور المهاجرة بين القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا. فيما تشكل البيئات المتنوعة في المملكة مواقع حيوية لاستراحة بعض الأنواع المهاجرة للتزود بالطاقة الضرورية لاستكمال دورة حياتها من خلال رحلتي هجرتها في الذهاب لمناطقها الشتوية والعودة صوب مناطق تكاثرها في الشمال». 25 نوعاً مهددة بالانقراض ويقدر عدد الطيور المهاجرة المسجلة في السعودية المهددة بالانقراض بحوالى 25 نوعاً، تمثل 84 في المئة من إجمالي أعداد الطيور المهددة بالانقراض حول العالم. وتتناقص أعداد الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض تتناقص بنسبة 30 في المئة، في حين أن الأنواع القريبة من التهديد بالانقراض تتناقص بـ10 في المئة، منها طائر أبو منجل الأصلع الشمالي، الذي وصل خطر الحرج بحسب تصنيف الاتحاد العالمي. ووصل تناقص أعداد الطيور المهاجرة عبر المملكة والتي تُعد مهددة بالانقراض، خلال السنوات العشر الماضية إلى أكثر من 60 في المئة، ومنها طائر الزقزاق الاجتماعي، وكروان الماء أسطواني المنقار، إضافة إلى البط ذو الرأس الأبيض، والصقر الحر، ودخل قصب البصرة، والرخمة المصرية، إضافة إلى مجموعة من الطيور وضعها متذبذب تصل أعدادها في المملكة إلى حوالى 15 نوعاً، ويصل عدد الطيور المهاجرة منها إلى سبعة أنواع، من أهمها: الغاق السقطري، والعويسق (العوسق الصغير)، وعقاب السمك والاس، والعقاب الكبير المنق، والعقاب الإمبراطوري الشرقي، وطائر الحبارى. ويقدر عدد الطيور القريبة من التهديد بالانقراض في المملكة إلى 14 نوعاً، وهذه طيور تناقصت أعدادها، لكنها لم تصل إلى نسبة تضعها ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.
مشاركة :