نجحت فرقة باليه أوبرا القاهرة في أن تبدأ موسمها بإضافة متميزة إلى رصيدها الفني، بحيث قدمت فكراً تصميمياً احترافياً عبر باليه «كارمن». وجاء العمل بإنتاج جديد شارك في أدائه أعضاء الفرقة، إلا أن المصممين والتقنيين كانوا من الفنانين الزائرين، باستثناء الإضاءة التي تولّاها الفنان المصري ياسر شعلان. والباليه مأخوذ عن أوبرا «كارمن» التي تعدّ من أهم مؤلفات الفرنسي جورج بيزيه، الذي اشتهر بمعالجة القصص الغريبة عن الثقافة الفرنسية. تدور أحداث كارمن في إسبانيا وتحديداً في إشبيلية، واعتمد في موسيقاها على أغانٍ إسبانية. صيغت المسرحية في أربعة فصول، وهي تحكي عن الجندي دون خوسيه، الذي يقع في حب الفتاة الغجرية كارمن. بعد أن تقوم بإغوائه ليترك خدمته في الشرطة وخطيبته ميكائيلا ويدور خلفها في البراري والغابات. لكنها تقع في حب مصارع الثيران سكاميللو، فتتملك الغيرة قلب خوسيه، وتقابلها كارمن باستهتار وتستسلم للقدر، حيث تنبأ لها الطالع بأنها سوف تموت على يد من يحبها. وبالفعل تختتم الأوبرا بأن يقتلها خوسيه. سبق أن تم تقديم كارمن في مصر، وهي تعد من ريبرتوار فرقة أوبرا القاهرة. إلا أنها المرة الأولى التي تُقدّم في عرض باليه راقص للباليه، صمّمه المخرج الكوبي الزائر خوسيه بيريز وساعده في تصميم الرقصات رينيه دي كارديناس، بينما تصميم الديكور والملابس للمصممة مانويلا شيري. واعتمد سيناريو العمل على ترتيب الأحداث كما في قصة الأوبرا، مع بعض الاختصار وبعض الاختلافات البسيطة. وهو جاء عبر 21 مشهداً متلاحقاً وسريعاً. ويتميز العمل بفكر تصميمي عال. وبدت كل حركات الرقص تقريباً مبتكرة تماماً، سواء الفردية أو الثنائية. ونذكر منها رقصة ميكائيلا مع دون خوسيه أو ثلاثية حين تشاجرت كارمن مع ميكائيلا بمساعدة صديقتها مرسيدس، أو الجماعية مثل الافتتاحية وكان من أجمل المشاهد المعركة بين الفتيات الغجريات ورقصة الهابينيرا حيث ترقص كارمن وزميلاتها مع بعض الجنود، وهذه الرقصة اعتمدت أشهر الموسيقات، وهي كوبية الأصل ذات إيقاع مميز. وأيضاً كانت حركات العسكر وتصميم دخولهم المسرح والتفافهم حول البنات من المشاهد التي تميزت ببراعة في التصميم المسرحي والحركي. وجمع العمل بين الحداثة في التناول والكلاسيكية في الحركات الإيمائية. وكان هناك توظيف جيد للديكور ليدخل في صميم الحدث ويعمق الفكرة، على رغم أنه لم يتغير طوال العرض.