نهيان بن مبارك يثمن جهود "قياديات" في سبيل تبوؤ المرأة الإماراتية مناصب القيادة في المجتمع

  • 10/14/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

عبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، عن اعتزازه بما تسعى إليه مجموعة "قياديات" من تنمية خصائص القيادة والريادة لدى المرأة الإماراتية وجهودها في سبيل توفير كافة الظروف المواتية كي تتبوأ المرأة الإماراتية مناصب القيادة في المجتمع. وقال معالي الشيخ نهيان متحدثاً في الندوة التي نظمتها المجموعة بفندق ريتز كارلتون أبوظبي بحضور سعاد يوسف، وبدور التميمي وليلى يوسف الحسن، العضوات المؤسسات للمجموعة، بالإضافة إلى 35 قيادية من 30 مؤسسة حكومية وخاصة، "إن وجودي معكن اليوم هو تعبير عن قناعتي الكاملة بأن المرأة في مجتمعاتنا قادرة تماماً على تحقيق كل ما تضعه لنفسها من أهداف وغايات وكل ما يتوقعه المجتمع لها من آمال وطموحات". وفيما يلي نص الكلمة.. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، بناتي وأخواتي أعضاء منظمة "قياديات" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكن، ويسرني كثيراً، أن أكون معكن اليوم، في هذا اللقاء، الذي أعتز به كثيراً، لأنكن بنات الإمارات، تمثلن جزءاً أساسياً ومهماً، من آمالنا وتطلعاتنا، في الحاضر والمستقبل - أعتز اليوم كثيراً، بما تمثلنه من قدرات واعدة، وطموحات مأمولة، تفيدن في ذلك مما حققتنه من تعليم جيد، وما لديكن من وعي وذكاء ومبادرة وما تتمتعن به من عزمٍ وتصميم، للإسهام في تنمية الإمارات، وتشكيل معالم المستقبل، لما فيه الخير، للمجتمع والإنسان. إنني أعتز كثيراً، أيضاً، بما تسعى إليه مجموعة "قياديات"، من تنمية خصائص القيادة والريادة، لدى المرأة الإماراتية، ولدى المرأة العربية عموماً، وبجهودكن القوية، في سبيل توفير كافة الظروف المواتية، كي تتبوأ المرأة الإماراتية والمرأة العربية، مناصب القيادة في المجتمع. إن وجودي معكن اليوم، هو تعبير عن قناعتي الكاملة، بأن المرأة في مجتمعاتنا، قادرة تماماً، على تحقيق كل ما تضعه لنفسها، من أهدافٍ وغايات، وكل ما يتوقعه المجتمع لها، من آمالٍ وطموحات. إنكن، أعضاء مجموعة قياديات، وأنتن تسعين بثقة وإخلاص، إلى تأكيد دور المرأة، في الدولة والمنطقة، إنما تسرن على هدي الرؤية الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، هذه الرؤية الحكيمة، التي تتجسد بعمق، وبشكل واضح، في الجهود المتواصلة لسموها، من أجل إنارة الطريق، أمام المرأة في كل مكان، نحو التفوق والنبوغ، وتحقيق أقصى ما وهبه الله لها، من طاقات وإمكانات. إننا نهنئ أنفسنا في الإمارات، على أن المولى عزوجل، قد وهب لنا، هذه السيدة العظيمة، التي اختارتها منظمة الأمم المتحدة، رائدةً للتغيير الإيجابي على مستوى العالم. أقول إن هذه السيدة العظيمة حقاً، تسعى بثقةٍ وجدارة، إلى أن تكون المرأة في المجتمع دائماً، منبع حقٍ وخيرٍ، ونموذجاً للعمل المنتج، والأداء الجاد. إن لنا جميعاً، أن نعتز ونفتخر، بما تمثله أم الإمارات، من قدوةٍ حسنة، وعطاءٍ متزايدٍ ومخلص، في كافة مجالات تنمية المجتمع، ورفعة الإنسان. إنه يشرفني في هذا اللقاء، الذي نحتفي فيه بقياديات المجتمع، أن نتقدم لأم الإمارات، بعظيم الشكر، وبالغ العرفان، والاحترام، كشخصيةٍ وطنية، وعربية، وعالمية رائدة، لها عطاء متواصل، وإنجازات هائلة، وإسهاماتٍ واسعة، في كافة المجالات، نؤكد لسموها، أننا ملتزمون، بتحقيق رؤيتها الشاملة، لكل ما من شأنه، تنمية الإنسان، رجلاً كان أم امرأة، في الوطن والعالم. إن مكانة المرأة في الإمارات، بناتي وأخواتي، إنما هي بالإضافة إلى ذلك كله، انعكاس حي، لجهود وتوجيهات، قادة الدولة المخلصين، بدءاً بالمؤسس العظيم، المغفور له، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه، وهو الذي علمنا، أن دور المرأة في المجتمع، هو أمر طبيعي وضروري، لنجاح جهود التنمية والتقدم في الدولة، وأن علينا جميعاً، بذل أقصى الجهد والطاقة، من أجل إطلاق قدراتها الكامنة، على طريق تحقيق الخير، للوطن والأمة، وتأكيد إسهاماتها المهمة، كذلك، في كافة إنجازات التطور في العالم. إننا نحمد الله كثيراً، على أن قادة الدولة الكرام، يسيرون على نفس الطريق، ويدعمون بكل قوة، رؤية القائد المؤسس، لمكانة المرأة في مسيرة الإمارات. إننا نعتز كثيراً، بقيادتنا الحكيمة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. نعتز ونفتخر باهتمامهم الكبير بتأكيد الدور المحوري للمرأة في تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع والوطن. بناتي وأخواتي: إنني أحيي كثيراً مبادرتكن الطيبة بتأسيس مجموعة "قياديات"، والتي استلهمتن فيها توجيهات سمو أم الإمارات مجموعتكن ولله الحمد، لها رؤية واضحة، ورسالة نبيلة، وأهداف محددة، تساعد على تمكين المرأة، من الإسهام بنجاحٍ وإيجابية، في مسيرة المجتمع والعالم. إنه يسعدني كثيراً، أن التقي اليوم معكن، في عام زايد الخير، المغفور له الوالد، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهو الذي أثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن القيادة الحكيمة والمستنيرة، قادرة تماماً، على تشكيل المجتمع. كان عليه رحمة الله ورضوانه، على قناعة كاملة، بأن القائد الناجح، رجلاً كان أم امرأة، لابد أن تكون له رؤية واضحة، لما يسعى إلى تحقيقه، وأن تكون عنده القدرة، على إلهام وحفز الآخرين. كان عليه رحمة الله ورضوانه، على قناعة كاملة، بأن القائد الناجح، لابد أن يكون لديه التزام كبير، وحرص قوي، على تحقيق الإنجازات. لابد للقائد أن يكون على درجة عالية، من القدرة على الإبداع والابتكار، وأن يحظى بالحماسة والرغبة في العمل والعطاء، وأن يتزود فوق ذلك كله بالأخلاق الحميدة، والسلوك القويم. هذه كلها صفات القائد الناجح، التي تجسدت بكل وضوح، وبحمد الله، في مؤسس الدولة، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه. لقد كان الشيخ زايد واعياً تماماً لدوره التاريخي، في تمكين جميع أبناء وبنات الدولة، من الإنجاز في كافة المجالات، كان على دراية تامة، بمكانة الثقافة والتراث في مسيرة الدولة، حريصاً كل الحرص، على أن يساهم الجميع، بكل جدٍ وإخلاص، في مسيرة المجتمع والوطن. وكقائد تاريخي، حرص الشيخ زايد على تحديد توقعات ومستويات عالية للأداء على كل المستويات، وهي التوقعات والمستويات، التي مازالت تحكم المسيرة الناجحة، لدولة الإمارات، في كافة المجالات، وجعلتنا جميعاً، نعيش في هذه الدولة الرائدة، في سلامٍ ورخاء، وجعل الإمارات تأخذ مكانتها اللائقة بها، بين دول العالم أجمع. عشر خصائص وصفات للقيادة عند الشيخ زايد، هي: الفهم الكامل لمسيرة الوطن، الكرم بكل معانيه، التعامل الذكي مع المتغيرات، الحرص على البيئة وحمايتها للأجيال، التعاون والعمل المشترك، نجاحه في تأسيس علاقات قوية مع العالم، القدرة على إدارة الثروة الطبيعية، التركيز على بناء الإنسان وصحته وتعليمه، توطيد روح العمل الجماعي، نجاحه في جعل الإمارات واحةً للتسامح والتآلف والرخاء والسلام والاستقرار إنني حين أتحدث، عن خصائص القيادة، عند المغفور له الوالد الشيخ زايد، فإنني أشير دائماً، على الأقل، وباختصارٍ شديد، إلى عشر خصائص وصفات للقيادة كانت واضحة تماماً لديه: الخاصية الأولى: الفهم الكامل لمسيرة الوطن، وكيف أن ماضيها وحاضرها ومستقبلها، هي مراحل في سلسلة متصلة، بل وكيف أن الإمارات كلها تتكامل معاً، في منظومة وطنية قوية، بل وكيف تمثل العادات والتقاليد الأصيلة في الدولة، أساس انطلاقتها الناجحة نحو المستقبل. الخاصية الثانية: كان الوالد الراحل، عليه رحمة الله ورضوانه، مثالاً في الكرم، ورعاية المحتاج، ونصرة الضعيف، كان على قناعة كاملة، بأن التسامح، والحوار، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين في هذا العالم، هو الطريق الأكيد لتنمية الدولة، والإسهام في كافة التطورات الإيجابية من حولنا. الخاصية الثالثة: قدرة الشيخ زايد، رحمه الله، على التعامل الذكي والواعي، مع المتغيرات المتلاحقة، في كافة مناحي الحياة. نحن نعتز غاية الاعتزاز، بقيادته الحكيمة، التي ساعدتنا على فهم هذه المتغيرات، ومكنت لدولتنا العزيزة، أن تحقق الإفادة الكاملة منها. الخاصية الرابعة: حرص الشيخ زايد، على حماية البيئة، وتطويرها والحفاظ عليها للأجيال القادمة. زرع ملايين الأشجار، وجعل البيئة في الدولة، مجالاً لاستمتاع الإنسان، وتحسين جودة الحياة له. الخاصة الخامسة: القدرة الكبيرة، على التعاون والعمل المشترك، وبناء العلاقات المفيدة، ولاشك أن اتحاد الإمارات، دليل رائع على هذه القدرة، بما يمثله من نموذج تاريخي ناجح، يحقق الخير والرخاء، لأبناء وبنات الإمارات كلها. الخاصية السادسة: نجاحه -رحمه الله- في تأسيس علاقات الإمارات مع الدول الأخرى، على أسس واقعية ونافعة للجميع، وذلك واضح في دوره المهم، في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج، وفي دوره، في دعم العمل العربي والإسلامي والدولي المشترك، إضافةً إلى ما أظهره في ذلك كله، من حكمةٍ وذكاء، يُعد بهما ومن خلالهما مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً. الخاصية السابعة: القدرة الفائقة، على إدارة الثروة الطبيعية المباركة، التي أنعم الله بها على الإمارات، بما حقق للدولة اقتصاداً ناجحاً بكل المقاييس، كما أرسى تقاليد رائعة، في مساعدة الأشقاء، وتقديم الدعم المادي، للدول التي تحتاجه حول العالم. الخاصية الثامنة: هي التركيز على بناء الإنسان، والاهتمام الكبير بالتعليم والصحة، والتنمية البشرية عموماً، بالإضافة إلى تأكيد دور المرأة في حياة المجتمع، وتمكينها من الإسهام الكامل في كافة المجالات. الخاصية التاسعة: كان الشيخ زايد، رحمه الله، ناجحاً للغاية، في بناء فرق العمل، والحث على العمل الجماعي، واختيار الشخص المناسب، في المكان المناسب، وإتاحة الفرصة أمام الجميع، خصوصاً الشباب، للإسهام الكامل، في مسيرة المجتمع. وهذا بكل تأكيد، هو أحد الأسباب المهمة، لما حققته وتحققه الإمارات، من تقدمٍ ونماءٍ في كافة المجالات، بل وتواصلٍ إيجابي بين الأجيال. الخاصية العاشرة: هي أن المغفور له الوالد الشيخ زايد، قد جعل من الإمارات، واحةً للتسامح والتآلف، والرخاء والسلام والاستقرار، بل جعل منها بلداً يركز على بناء المستقبل، وعلى تحقيق الخير لجميع سكانه. بناتي وأخواتي: إنه في إطار ما تمثله هذه الخصائص، للقيادة الرائدة، عند الوالد الشيخ زايد، من منظومة متكاملة، نعتز بها في الإمارات، ونتعلم منها في كل يوم، فإنني أدعوكن في مجموعة قياديات، إلى أن تكن نماذج وقدوة، في الالتزام بالمبادئ المهمة، التي تنبثق عنها، وهي المبادئ التي تمثل لنا جميعاً، إرثاً خالداً، تركه لنا، القائد المؤسس، عليه رحمة الله ورضوانه. أول هذه المبادئ من وجهة نظري، هو الولاء للدين الحنيف، للأسرة، للوطن، لشعب الإمارات، للأمة العربية والإسلامية، واتخاذ ذلك كله طريقاً لتحقيق التعايش والسلام والرخاء في العالم. والمبدأ الثاني هو حب الوطن، والانتماء لكافة طموحاته وأهدافه، وما يرتبط بذلك من وعي وحكمة، في التزود بالعلم والمعرفة، والإفادة من الخبرات والتجارب، واحترام آراء القيادة وتوجهاتها، ودراسة الممارسات الناجحة حول العالم، بل وأيضاً في فهم الماضي، وتقدير الحاضر، والتطلع نحو المستقبل بثقة وتفاؤل. والمبدأ الثالث هو الشجاعة وتحمل المسؤولية، في الأخذ بالمبادرة، وفي مواجهة التحديات، وفي التفكير السليم، والقدرة على حل المشكلات. والمبدأ الرابع هو القدرة على التواصل الإيجابي مع الغير، وتنمية قيم التسامح والتعايش السلمي، وفهم واحترام الثقافات والحضارات المختلفة، والعمل على تحقيق العدل الاجتماعي واحترام الإنسان، في كل مكان. أما المبدأ الخامس فهو الحرص على الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، في الدولة والمنطقة والعالم. كل هذا، في إطار من الحرص كل الحرص، على أن تكن دائماً، نماذج وقدوة، في السلوك الإنساني والمجتمعي القويم، بل وكذلك، في إطارٍ من الارتباط القوي بمسيرة المجتمع، والتعرف على كافة قضاياه، والإسهام في مواجهتها بوعي وذكاء. إنني أدعوكن، بناتي وأخواتي، إلى الحفاظ على كافة هذه المبادئ والصفات، كما أدعوكن إلى التعرف عن قرب وباستمرار، على سمات القيادة والريادة، لدى حكام الدولة الكرام. أدعوكن بالذات، وأنتن تسعين إلى تكن قائدات ورائدات، في كل المجالات، إلى الاهتمام بأربعة أمور أساسية، نراها واضحة أمامنا جميعاً، في أقوال وأفعال، قادة الدولة المخلصين. أولاً: لابد أن يكون لدى كل منكن، رؤية واضحة للمستقبل، وتحديد واضح لأهدافكم، في الحياة وفي العمل، وأن يكون لديكن دائماً، الحافز القوي، نحو التفوق والتميز، والتغيير الدائم نحو الأفضل. لابد أن يكون لدى كل منكن، الطاقة والقدرة، على تحويل الأفكار، إلى واقع نافع ومفيد. لابد أن يكون لديكن القدرة على التعبير عن أفكاركن، والارتباط مع الجميع، بقنوات فعالة للاتصال والحوار. ثانياً: لابد أن يكون لديكن كذلك قناعة كاملة بأن القيادة الناجحة، تستلزم المثابرة، والمتابعة، والاستمرارية، والأخذ بالمبادرة. إن القيادة الناجحة في هذا العصر، يجب أن تعمل في إطار نظرة طويلة المدى، تتسم بالصبر والحكمة. هذا شيء مهم، خاصة إذا تعلق الأمر، بالتعامل مع الآخرين، عبر الحدود الجغرافية والسياسية، وما يتطلبه ذلك من تفهم ووعي، للكثير من الاعتبارات والمتغيرات، التي تتصل بالقدرة على التنافس، على مستوى العالم. ثالثاً: في هذا العصر، وهو عصر مبني على الأفكار والاكتشافات، لابد من أن تكون عندكن القدرة، على التعلم المستمر، وعلى البحث عن الأفكار الجديدة، والتمييز بينها. عليكن واجب ومسؤولية، في الإفادة قدر الإمكان، مما يتيحه هذا العصر، من تنوع كبير على مستوى العالم، في الخبرات والمهارات، ونموٍ متلاحق، في الأفكار والتصورات. عليكن واجب ومسؤولية، في السعي الدائم والمستمر، إلى بناء العلاقات والشراكات الممتدة والناجحة، عبر الحدود والأقطار، وأن تكن دائماً، حريصات على الإسهام، في إنجازات التطور في العالم. رابعاً: إنني آمل أن تكون لديكن، أيضاً، القناعة الكاملة، بأن القيادة الناجحة في هذا العصر، تتطلب القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، والتمسك بالقيم والأهداف الاستراتيجية، والتعود دائماً، على التفكير للمستقبل البعيد، دون التركيز فقط، على تحقيق الربح السريع، أو المكاسب قصيرة الأجل. في ختام كلمتي، وبصفتي وزير التسامح في الإمارات، فإنني أدعوكن كذلك، إلى أن تكن نماذج وقدوة، في التسامح والسلوك الإيجابي، باعتبار أن ذلك، هو الطريق الآمن، لتعزيز الثقة بالنفس، والثقة في الوطن، والانتماء والولاء، لقادته ورموزه. التسامح يحفز على منهج الوسطية، في التعبير والسلوك، إلى جانب الالتزام، بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. التسامح، يشجع على ارتباط الإنسان، بمن حوله في المجتمع، بروابط الأخوة، ووحدة المصير، والحرص على العمل الجماعي والمشترك. التسامح، وكما نرى في الإمارات، يؤدي إلى مجتمع ناجح، في كافة المجالات، مجتمع يحظى، ببيئة جيدة، للعمل والاستثمار، مجتمع يفيد من معطيات عصر التقنيات والمعلومات، ويتعايش فيه الجميع، في سلامٍ ورخاء. إننا في وزارة التسامح، على استعداد كامل، للعمل معكم، في سبيل أن تكن وبالفعل، قادة للتسامح في المجتمع، تجسدون بإنجازاتكم، القيم الإنسانية السامية، التي تقوم عليها، المسيرة الناجحة، لدولتنا العزيزة. أتمنى لكن جميعاً، بناتي وأخواتي، النجاح والتوفيق، في جهودكن المشكورة، لتأكيد دور المرأة في المجتمع، بل وكذلك، تأكيد مبادئ التسامح والتعايش السلمي، في كافة ربوعه، وأتطلع باهتمام، إلى نتائج مبادراتكن المهمة، وإلى نجاحكن بالذات، في توعية المجتمع، بما تقومن به من عملٍ مرموق، وفي إزالة كافة العوائق المجتمعية، أمام أداء دوركن المرتقب، في خدمة المجتمع والإنسان. أتطلع إلى الاحتفاء معكن، بالنماذج المتميزة، من بنات الإمارات، في كافة مجالات العمل الإنساني والمجتمعي. أتطلع إلى نجاحاتكن في بناء الشراكات المحلية والعربية والعالمية، لما في مصلحة الجميع. أتطلع أيضاً، إلى ما قد تقومن به من دراسات، أو تلاحظنه من تطورات، تكون أساساً، لوضع خطط العمل في مجموعتكن الرائدة، ومتابعة التنفيذ، وتقييم الإنجازات. إنني سعيد للغاية، لما ألحظه في وجوهكن، من حماسةٍ شديدة وواضحة، لتعزيز مكانة المرأة، وتأكيد أدوارها القيادية، في الدولة، والمنطقة، والعالم، ويسرني كثيراً، أن أشارككن هذه الحماسة، وأدعو الله سبحانه وتعالى، أن يوفقكن، إلى كل عملٍ نافع. أشكركن.. والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته. يشار إلى أن مجموعة "قياديات" التي تأسست عام 2013، تضم نخبة من النساء الإماراتيات المؤثّرات، وتهدف إلى إيجاد منصة خاصّة للسيدات لتبادل المعلومات والخبرات الخاصة، ولتشكيل منبر إيجابي للنساء الإماراتيات يُمكنهن من خلاله التواصل، التعارف، النمو واكتساب المزيد من الخبرات في كافة المجالات.

مشاركة :