تحل اليوم الأحد، الذكرى الثانية لرحيل الشاعر الكبير فاروق شوشة، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2016، حيث تميز بصوته المميز البالغ العذوبة، وتحليه بالدبلوماسية الشديدة.ورغم هذه الصفات إلا أنه لم يتخل يوما عن قوته في التعبير عن آرائه ونظم الكثير من القصائد التي تعبر عن وجهة نظره، ومنها قصيدته الشهيرة التي خلفت الكثير من الجدل وهي "خدم.. خدم"؛ التي هاجم خلالها المثقفين واصفا إياهم بالخدم.ولد شوشة في 17 فبراير 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط، حفظ القرآن، وأتم دراسته في دمياط، وتخرج في كلية دار العلوم، وفي كلية التربية جامعة عين شمس، حيث عمل مدرسًا 1957، والتحق بالإذاعة، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيسًا لها وعمل أستاذًا للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.قدم فاروق شوشة على مدى سنوات وسنوات برنامجه" لغتنا الجميلة"، الذي تحول إلى أحد أهم جسور التواصل بين أجيال المبدعين الناطقين بالعربية، كما قدم برنامج "أمسية ثقافية".كان شوشة من أبرز أعضاء مجمع اللغة العربية، ورئيس لجنة النصوص بالإذاعة والتليفزيون، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين، وشارك في العديد من مهرجانات الشعر العربية الدولية.من مؤلفاته لغتنا الجميلة أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي وأحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي والعلاج بالشعر ولغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة ومواجهة ثقافية عذابات العمر الجميل "سيرة شعرية".فاز "شوشة" بأهم جائزة ثقافية مصرية في الآداب وهي "جائزة النيل"، وقيل بحق أن الجائزة الكبرى قد عرفت طريقها لمبدع حلق في سماء الإبداع المصري والعربي على مدى أكثر من نصف قرن فيما تكشف الجولة المتمعنة في مسيرته الثرية عن رؤى هامة في قضايا الشعر واللغة والنقد ونظرات متبصرة في سياقات التاريخ الثقافي وولع بالجمال يقابله عداء طبيعي للقبح.كما حصل على العديد من الجوائز ومنها جائزة الدولة في الشعر 1986، وجائزة محمد حسن الفقي 1994، وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997.توفي "شوشة" يوم الجمعة الموافق 14 أكتوبر 2016، في ذات القرية التي شهدت ميلاده، وحمل عنها لقبها، وهي قرية الشعراء بمحافظة دمياط.
مشاركة :