انطلقت أمس في العاصمة التونسية الأيام المغربية التي تقدم نماذج ناجحة من الإبداع الموسيقي والمسرحي المغربي وتدعم بذلك التوجه الثنائي نحو التبادل الثقافي المثمر بين البلدين. وتدور فعاليات هذه الأيام بمدينة الثقافة تحت شعار «احتفاء بالثقافة والحوار وحسن الجوار»، حتى يوم 30 من الشهر الحالي، وهي تحت إشراف سفارة المملكة المغربية بتونس وبالتعاون مع الوزارة التونسية للشؤون الثقافية والمحافظة على التراث.وتحيي فرقة «جيل الجيلالة» المغربية حفل الافتتاح، وهي فرقة موسيقية لها عشاقها في تونس ومعروفة على نطاق عربي واسع وقد سطع نجمها خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي باختيار الأغاني الملتزمة، وتعتمد في غنائها على آلات موسيقية تراثية وتقدم موسيقى مغربية في الصميم.ومن ناحيتها، تقدم فرقة «لحظة للمسرح» بإدارة المسرحي محمد زهير، مسرحية «مقامات بديع الزمان الهمذاني» للمسرحي الراحل الطيب الصديقي يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتمزج هذه المسرحية بين المقامات العربية المعروفة بأوزانها الجميلة، ومقاطع غنائية مستوحاة من الموروث الشعبي المغربي العريق. وتعتمد مسرحية الطيب الصديقي على نمط المسرح الفرجوي، أي التي تستدعي «فن الحلقة» و«جلسة البساط» لتمرير الدعابة الظاهرة والدرس المسرحي الخفي.وعلاوة على الجوانب الثقافية والإبداعية، فإن الأيام المغربية ستشهد لقاء اقتصادياً هاماً من خلال تنظيم مائدة مستديرة لبسط ومناقشة موضوع آفاق المبادلات الاقتصادية بين المغرب وتونس، والمعيقات التي تحول دون تطويرها وتنويع مجالاتها.وسجل المشهد الثقافي التونسي خلال السنوات الأخيرة، حضور عدد هام من الفنانين والمسرحيين والمفكرين من المغرب في عدد من الفعاليات الثقافية (مهرجانات) والفكرية (ملتقيات) بما يعزز العلاقات الثقافية بين البلدين.وسيكون اختتام هذه الأيام المغربية من خلال حفل موسيقي ذي طابع كلاسيكي، بفضاء أكربوليوم قرطاج وبالتعاون مع مهرجان أكتوبر للموسيقى بقرطاج، وهذا الحفل من إحياء الثلاثي المغربي الموهوب «روح المغرب»، الذي سيؤدي معزوفات خالدة لموسيقيين عالميين أمثال شومان وهايدن.
مشاركة :