«مؤامرة أجنبية لتشويه صورة المملكة».. هكذا حلل الإعلام السعودي قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، وفقاً لتقرير موقع «ذا إنترسبت» الذي قال إن وسائل إعلام المملكة وصل بها الأمر إلى «ادعاءات كاذبة» بأن قطر هي التي تملك صحيفة «واشنطن بوست»، الذي كان يكتبها فيها الإعلامي المغيب عموداً أسبوعياً. وذكر الموقع الأميركي أنه «على سبيل المثال تزعم فضائية «العربية» (السعودية) أن تقارير احتجاز خاشقجي داخل القنصلية في اسطنبول قد تم دفعها من قبل وسائل الإعلام المنتسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وقطر». كما نشرت القناة ذاتها قصة كاذبة من أجل التشكيك في خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز.سخر الموقع من تغطية هذه الوسائل لقضية خاشقجي، قائلاً إنه ليس بغريب عليها أن تحمّل جهات أخرى مسؤولية ما قامت به الحكومة السعودية. فعندما أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر عام 2016 سارعت هذه الوسائل إلى تصوير الإعدام كخطوة حاسمة لوقف النفوذ الإيراني، وبعد رفع السرية عن تقرير لجنة 11 سبتمبر -والذي «كشف أن عملاء للرياض قدموا مساعدات مالية وتوصيات لمدارس الطيران لاستيعاب مختطفي القاعدة»- حاولت هذه الوسائل تحميل المسؤولية إلى إيران. وقال الموقع الأميركي إن الصحف السعودية هذه المرة اعتبرت الاغتيال المحتمل للصحافي خاشقجي «مؤامرة خارجية» نسجت خيوطها حكومات معادية ومجموعات سياسية مرتبطة بدولة قطر لتشويه سمعة المملكة. وأضاف أن هذه الوسائل ذهبت بعيداً في تلفيقها إلى حد أن قالت إن صحيفة «واشنطن بوست» تملكها الدوحة. وقال «إنترسبت» إن «العربية» مثلها مثل وسائل الإعلام السعودية والخليجية الأخرى (الرياض، والحياة، وسعودي غازيت، وغيرها) التي تسيطر عليها الحكومة، لا تحيد قيد أنملة عن توجيهات حكومتها، وتردد ما تقوله كالببغاء مثل اتهام منتقدي الحكومة في سجل حقوق الإنسان بالتآمر. ولفت الموقع الانتباه إلى أن الرياض خلال نزاعها مع قطر ظلت تجعل من الدوحة كبش فداء وبشكل يتزايد باستمرار؛ فقد اتهمت أخبار حديثة نشرتها «العربية» قطر بإشعال حرب السعودية في اليمن. وقال أيضاً إنه -ومع أزمة العلاقات العامة التي تسبب فيها اتهام المملكة بالتورط في اختفاء خاشقجي- بالغت وسائل الإعلام المرتبطة بالمملكة في إنكار أي دور سعودي بالقضية، كما بالغت في الانتقاص من خاشقجي والاستخفاف به. ونسب الموقع الأميركي لمحمد السعد بصحيفة عكاظ قوله إن خاشقجي كان يعمل لصالح قطر، ثم كذب -يقول الموقع- في أن لقطر 50 % من أسهم صحيفة واشنطن بوست ولها دور رئيسي في تحديد خطها الإعلامي. وأكد الموقع أن ما قاله السعد كذب محض، قائلاً إن «واشنطن بوست» مملوكة بالكامل للملياردير الأميركي جيف بيزوس. وكاتب آخر لدى عكاظ هو أحمد عجب الجهراني، يزعم في عمود بعنوان «من حرّر خاشقجي؟» أن الأخير متعاطف مع «الإرهابيين»، ويهدف إلى زعزعة الحكومة السعودية. وأشار إلى أن اختفاء خاشقجي من تركيا يمثل تحريراً له بعد اختطافه من قِبل «مجموعات إرهابية» خلال إقامته في الخارج بمنفى اختياري. ويردد الكتاب الآخرون صدى هذه المزاعم.. فهناك جميل الثيابي الذي يكتب لـ «سعودي غازيت» يقول: إن أي مخاوف حول اختفاء خاشقجي يجب تحميل مسؤوليتها للدوحة وليس الرياض. ولا يزال هذا الثيابي يحذّر من «تعرّض المتورطين في دراما اختفاء خاشقجي بعد مغادرته القنصلية» لعقوبات شديدة. أما صحيفة «اليوم» -التابعة للحكومة السعودية- فقد دافعت عن حقوق فريق الـ 15 «فرقة الموت السعودية» في عدم الكشف عن أسمائهم، واعتبرت ذلك «انتهاكاً لحقوق السياح»، ونصحتهم باختيار محامٍ لمقاضاة من نشروا صورهم وأسماءهم باعتبار أن ذلك «تشويه للسمعة». وانتقدت صحيفة الرياض -بافتتاحيتها يوم الجمعة- «بحدة» وسائل الإعلام الأجنبية التي «تحرّض الرأي العام العالمي» ضد المملكة، قائلة إن لـ «نيويورك تايمز «سياسة معادية للسعودية». و»الشرق الأوسط» اللندنية التي يملكها فيصل بن سلمان، نشرت هي الأخرى عدداً من الأعمدة هذا الأسبوع، تزعم فيها أن عملاء أجانب مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين وقطر يقفون وراء أخبار تزعم أن حكومة الرياض لها دور في اختفاء خاشقجي.;
مشاركة :