قصفٌ من المنطقة العازلة يخرق اتفاق إدلب

  • 10/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عشية انتهاء المهلة التي يمنحها الاتفاق التركي - الروسي، لانسحاب التنظيمات «الإرهابية» من المنطقة العازلة في مدينة إدلب ومحيطها (شمال غربي سورية)، أثار قصف متبادل بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، مخاوف على مصير الاتفاق الذي يواجه تحديات، في وقت أُعلن رسمياً إعادة فتح معبر جابر - نصيب الحدودي اليوم بعد إغلاق دام ثلاث سنوات، كما تبحث دمشق مع بغداد إعادة فتح المعابر الحدودية المشتركة. وفيما ساد أمس ترقب حذر لمآلات الوضع في المنطقة المنزوعة السلاح، الممتدة من جبال اللاذقية وإدلب وصولاً إلى شمال غربي حلب، مع تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لم يرصد «أي تحركات من الفصائل الجهادية، التي تسيطر على نحو 70 في المئة من مساحة المنطقة العازلة»، سُجّل قصف نفذته الفصائل المسلحة بقذائف الهاون من المنطقة العازلة، على مناطق سيطرة النظام السوري في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي، قبل أن يرد الأخير. التصعيد جاء بعد أيام من إعلان أنقرة سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة، تنفيذاً للاتفاق التركي - الروسي. وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «إنه أول خرق واضح للاتفاق منذ نزع السلاح الثقيل»، معتبراً أن هاتين المنطقتين يجب «أن تكونا خاليتيْن من السلاح الثقيل، وبينها قذائف الهاون». وأوضح أن الفصائل المسلحة «أطلقت قذائف على معسكر للنظام في منطقة جورين في ريف حماة أدت الى مقتل جندييْن سوريين، كما قصفت أحياء في منطقة حلب من مواقعها في الريف الغربي، الذي يقع في المنطقة العازلة». وقال إن «قوات النظام قصفت المنطقة العازلة، بينها مناطق زراعية قرب اللطامنة في ريف حماة الشمالي»، موضحاً أن «الاتفاق لا يفرض على النظام سحب سلاحه الثقيل من هذه المناطق». وأفادت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام، بأن «خطوط التماس في ريف حلب الغربي تشهد إطلاق القذائف والصواريخ من السلاح الثقيل الذي يُفترض أنه تم سحبه من المنطقة، على الأحياء الآمنة». ونقلت عن مصدر ميداني قوله إن الجيش «وجّه تحذيرات للإرهابيين في الريف الأخير وفي محافظة إدلب بالانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح قبل انقضاء المهلة المحددة وفق اتفاق سوتشي، وبأنه سيرد بحزم على أي استفزاز». وأفادت «فرانس برس» بأن «الفصائل الجهادية لم تنقل مقاتليها في الأيام الأخيرة»، ما عزز توقعات بـ «صعوبة» تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الذي جنّب إدلب ومحيطها عملية عسكرية. لكن بياناً أصدره الوفد العسكري لقوى الثورة السورية، سعى الى طمأنة سكان إدلب «كون الاتفاق يسير وفق ما تم ترسيخه». وأكد البيان الذي تلقت «الحياة» نسخة منه، أن «إدلب باتت منطقة آمنة»، مشيراً الى «سعي حثيث لكي يمنح الاتفاق الهدوء والاستقرار ووقف النار الكامل، تمهيداً لتفعيل الحل السياسي». وحض سكان إدلب ومحيطها على ان «يمارسوا حياتهم في شكل طبيعي، وألا يكترثوا لما يطرحة النظام من ادعاءات حول استعادته إدلب». وقال: «لن يستطيع أحد تجاوز الاتفاق أو التفكير في محاولة اقتحام المنطقة». وأكد ان «عملية تنظيم الجيش الحر تجري على قدم وساق ليضطلع بحماية الثورة ويقطع الطريق على من يبث إشاعات الاستسلام». كما دعا الفصائل في إدلب الى «التجاوب مع التزامات الاتفاق في الوقت المحدد»، وقال: «آن الاوان لتشكيل إدارة مدنية لخدمة السكان». الى ذلك، أعلنت الحكومة الأردنية أمس الاتفاق مع دمشق على إعادة فتح معبر جابر - نصيب الحيوي اليوم. وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطقة باسم الحكومة جمانة غنيمات في بيان: «سيتم فتح المعبر الحدودي بين الأردن وسورية غداً (اليوم)»، موضحة أن «اللجان الفنية الأردنية - السورية اتفقت على الإجراءات النهائية اللازمة لإعادة فتح المعبر خلال اجتماع عقد في مركز حدود جابر» أمس. وأكدت ان المعبر «بين البلدين الشقيقين يُعد شرياناً حيوياً لحركة التجارة، وعبرهما الى العديد من الدول». وفي وقت لاحق أمس، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم بحث في اجتماع مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في دمشق «ضرورة الإسراع بإعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين».

مشاركة :