فلسطيني في مخيم اليرموك لا يعبأ بالحرب ويعكف على تربية الحمام

  • 10/15/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اليرموك (سورية) - رويترز - انتقلت السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق من يد لأخرى أكثر من مرة أثناء الحرب السورية. فمرة من المعارضة السورية إلى تنظيم «داعش» قبل أن تعود مرة أخرى إلى قوات النظام السوري. لكن أبو نمر لم يتزحزح عن مكانه. فقد ظل في منزل أسرته مع كلبه على رغم القنابل والحصار والمعارك الضارية عل مدى أكثر من سبع سنوات، واستمر في تربية الحمام فوق سطح البيت على رغم هروب الناس بأعداد غفيرة. ومنذ استعاد النظام السوري السيطرة على هذا الجيب قبل حوالى خمسة أشهر ساعد أبو نمر في رفع أكوام الركام من الشوارع وإصلاح البيوت التي هجرها أصحابها. وقال أبو نمر: في مخيم اليرموك «هاي البناية كنت ساكن فيها أنا واخوتي. كل اخواتي مزوجين. طلعوا لبرا عشان الولاد تكمل مدارسها». وأضاف: «قلت أنا بضل لحالي بهالبناية بدير بالي عرزق أهلي إنه إن شاء الله كام يوم بترجع بتفرز. وسبحان الله دامت سبع سنين والحمد لله. الله صبرنا». كان أبو نمر الفلسطيني الأصل يمتلك متجراً لبيع الحلويات مثل البقلاوة قبل أن تنطلق شرارة الحرب. وفي البداية عمد إلى تخزين الطعام من بيوت أقاربه الخاوية. ومع تناقص الكميات كان ينام على الطوى في كثير من الأحيان. وقال «آخذ قرار من سبع سنين ما إلي بالسلاح. مو شغلتي... الدم مو هين». وكان أبو نمر (36 عاماً) يؤدي أشغالاً مختلفة على مر السنين ويقضي الوقت مع كلبه بالو. وقال: «صديقي في الحصار... صديقي العزيز... ربيان معي... باعتمد عليه... بيحرسلي البيت بغيابي». وعندما اقتربت الاشتباكات كان يختبئ في أبعد غرفة في البيت ومعه مطرقة حتى يستخدمها إذا ما اضطر لإخراج نفسه من بين الركام. حول العنف الحي الذي يعيش فيه إلى مدينة أشباح وكانت قطع المعادن الملتوية والمتشابكة والجدران المنهارة تسد بعض الشوارع، بينما كانت شوارع أخرى مغلقة بلافتات تحذر من الألغام. وعندما حانت المعركة الأخيرة هذا العام كان عشرات من السكان قد هربوا أو ماتوا، ولم يبق في الحي سوى 16 شخصاً. لكنه رفض الرحيل. وقال «هربت الناس؟ ما بيأثر... قصفت الطيارات؟... فاتوا المسلحين؟ ما بيأثر». والآن يريد أبو نمر إعادة الحياة إلى اليرموك ويأمل أن يتمكن الناس من العودة قريباً. ويتصل به جيرانه والسكان من مناطق أخرى من سورية أو من الخارج لكي يطلبوا منه أن يتفقد بيوتهم. كما يرسلون إليه بعض المال لتنظيف البيوت وإصلاح الأضرار التي لحقت بها. وقال أبو نمر إن موظفين بالدولة ومتطوعين فتحوا كل الطرق الرئيسية. وأضاف «إحنا بنساعد باللي بنقدر عليه». وزاد: «الحمد لله. الأمور الآن أحسن». ويعتقد أبو نمر أنه لولا الحرب لكان قد تزوج ورزق بأطفال ويقول عن المستقبل «يصير اللي فيه الخير... إن شاالله هيك ترجع الأمور بخير.. تتيسر الناس وتفوت وتطلع... أنا دغري بفتح معمل حلويات وبرجع لمصلحتي». أبونمر على أريكة في شارع مهدم في مخيم اليرموك (رويترز)

مشاركة :