بعد نحو شهر من عملية نوعية نفذها تنظيم «داعش» استهدفت مدينة السويداء (جنوب شرقي دمشق) خطف خلالها 21 من سكانها لا يزال مصيرهم مجهولاً، عاد التنظيم ليضرب مجدداً قرب الجيب الأخير الذي يتمركز فية في شرق نهر الفرات، إذ هاجم على هامش معارك عنيفة خاضها ضد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في بلدة هجين بدير الزور (شرق سورية) مخيماً للنازحين، وتمكن من خطف العشرات من قاطنيه أغلبهم نساء. وأظهرت تلك العمليات أن التنظيم الذي فقد أغلب المساحات التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق، عاد إلى استراتيجيته القديمة قبل إعلانه «دولة الخلاف»، بانتهاج أسلوب العمليات الخاطفة ذات الصيت العال. وإذ أكدت صعوبة العمليات التي تخوضها «قسد» مدعومة من التحالف الدولي بزعامة واشنطن لتحرير الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، عززت تلك العمليات توقعات باستمرار نشاط «داعش» خلال الفترة المقبلة، لكن على شكل «خلايا عنقودية». وأفيد بأن معارك ضارية دخلت يومها الرابع أمس بين «داعش» و «قسد» في بلدات هجين والسوسة والباغوز سقط خلالها 144 قتيلاً من الجانبين، فيما ساد القلق في دير الزور على مصير 130 مخطوفاً أغلبهم نساء، من مخيم البحرة لدى «داعش» لا سيما بعدما إقدام التنظيم على إعدام 10 عناصر من «قسد» كان خطفهم خلال المعارك الدائرة. وكان «داعش» بدأ الخميس أعنف هجوم يشنه على محاور تمركز «قسد» في دير الزور، مستغلاً سوء الأحوال الجوية. وأفيد بأن معارك «كر وفر» تجري بين الجانبين، تترافق مع قصف عنيف لمقاتلات التحالف على تمركزات التنظيم بهدف إفقاده توازنه، وتمكين «قسد» من استعادة المناطق التي فقدتها. وعلى هامش تلك المعارك هاجم «داعش» ليل الجمعة مخيم البحر الذي كانت أقامته «قسد» لاستقبال النازحين من مناطق المعارك، وخاض مع عناصر «قسد» معارك شوارع سقط خلالها عشرات القتلى من الجانبين، لكنه تمكن من خطف العشرات من قاطني المخيم وعناصر «قسد». وأوضحت «قسد» في بيان أن «الإرهابيين يكشفون عن وجههم المعادي للإنسانية، إذ استغلوا الظروف الجوية والعاصفة الغبارية التي تعصف بالمنطقة وتسللوا إلى مخيم النازحين، وبالتزامن مع تحريك خلاياهم النائمة داخل المخيم، واستهدفوا المدنيين في شكل مباشر»، مشيرة إلى «تصدي قوات سورية الديموقراطية واشتبكت معهم لساعات طويلة، ما أدى إلى مقتل مجموعة من مقاتلينا، بعدما تمكنوا من قتل أكثر من عشرين إرهابياً، فيما لاذ البقية بالفرار وقد خطفوا مجموعة من المدنيين واصطحبوهم إلى داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المخاوف تتصاعد على حياة الـ130 محطوفاً بينهم 90 امرأة، من تنفيذ عمليات إعدام جماعية أو فردية بحقهم، من قبل التنظيم، الذي عمد السبت إلى إعدام 10 عناصر من «قسد» اختطفهم خلال المعارك التي جرت في الأيام الأخيرة. وأضاف أنه وثق ارتفاع أعداد الخسائر البشرية من طرفي الاشتباك، خلال 4 أيام من القتال العنيف والقصف المكثف، إلى 61 على الأقل من مقاتلي «قسد»، فيما ارتفع إلى 83 على الأقل ممن قتلوا من عناصر التنظيم بينهم 11 انتحارياً، كما أصيب أكثر من 160 من الجانبين. وألقى التحالف الدولي مناشير فوق بلدة هجين، طالب فيها الأهالي بالمغادرة من المنطقة. ونشرت شبكات محلية في دير الزور صوراً للمنشورات جاء فيها: «ستقوم قوات التحالف بعمليات تطهير قريباً، أنت جائع وتشعر بالعطش سلم نفسك إلى (قسد)، وسوف تعامل معاملة إنسانية». ونقل «المرصد السوري» عن مصادر وصفها بأنها موثوقة، قيام عشرات العناصر من «داعش» بالتسلل من الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، إلى الضفاف الغربية للنهر حيث تسيطر قوات النظام والمليشيات الموالية لها. دخان القصف يتصاعد من دير الزور (موقع قسد)
مشاركة :