أكدت الدكتورة روضة السعدي، مدير عام هيئة الأنظمة والخدمات الذكية - أبوظبي، أن استراتيجية الهيئة في مجال تطوير منظومة الأنظمة والخدمات الذكية في الإمارة بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية على أربعة محاور رئيسة هي الحوكمة، والتحول الذكي، وإدارة البيانات، والأمن الإلكتروني. وقالت السعدي في حوار مع «الاتحاد»، على هامش فعاليات «أسبوع جيتكس للتقنية 2018» الذي بدأت فعالياته، إن جناح الهيئة في المعرض مستمد من واقع وتاريخ الإمارات، كما يعكس الطفرة الحقيقية في مستوى الخدمات الحكومية والطفرة العلمية والصناعية في الإمارة، مشيرة إلى استعراض نحو 80 خدمة منها 10 خدمات جديدة. وأضافت السعدي أن «تم» تعتبر أولى مبادرات الهيئة، والتي تهدف إلى تحقيق تحول جذري ونقلة نوعية في طريقة تقديم الخدمات الحكومية لجميع المتعاملين في إمارة أبوظبي والارتقاء بتجربتهم، وأن الهيئة تستعد لإطلاق خمس رحلات ذات أولوية بحلول نهاية العام الجاري، وذلك ضمن منظومة خدمات أبوظبي الحكومية الموحدة «تم». وأكدت أن إسناد حكومة أبوظبي محفظة الخدمات الحكومية إلى الهيئة دفعة قوية في دعم الجهود الوطنية في مجال التحوّل الذكي والخدمات الذكية، لتقديم أرقى التجارب للمتعاملين وتعزيز مسيرة التحول الذكي في إمارة أبوظبي لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً لأحدث التقنيات والتطبيقات المبتكرة. وأشارت أن الذكاء الاصطناعي سيكون الداعم الأساسي لعمل الحكومات الذكية، لذا تعمل الهيئة على الاستفادة من أفضل التقنيات الموجودة في عملية التحول الذكي في كافة المجالات والخدمات وبما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الهادفة إلى جعل دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة. محاور رئيسة وقالت السعدي، إن الحوكمة تمثل المحور الأول من استراتيجية الهيئة وستتولى الهيئة المسؤولة عن وضع وتفعيل إطار متكامل للحوكمة والتخطيط التقني الحكومي. وأضافت أن التحول الذكي مثل المحور الثاني، حيث تعمل هيئة الأنظمة والخدمات الذكية باعتبارها الجهة الحكومية المسؤولة عن أجندة تكنولوجيا المعلومات والاتصال في إمارة أبوظبي، ويعتبر تطوير المنظومة الذكية للخدمات الحكومية واحدة من مقومات هذه الأجندة، حيث تعمل الهيئة بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية من خلال التركيز على توفير تجربة متكاملة للمتعاملين بكافة شرائحهم بهدف تحسين وتسهيل عمليات القطاع الخدمي الحكومي. كما تعمل الهيئة على دعم الارتقاء بالخدمات الحكومية عبر التوظيف الأمثل للتكنولوجيا والتحول الذكي كأحد الغايات الأساسية في برنامج غداً وخطة ورؤية حكومة أبوظبي، وتقوم بالإشراف على إنشاء مراكز لخدمة المتعاملين لتقديم خدمات ذكية ومتكاملة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ورفع كفاءة الخدمات والتنسيق والتخطيط الحكوميين لتعزيز الخدمات المتكاملة التي تتصف بالجودة العالية والتميز والفعالية لإثراء تجربة المتعاملين وتحقيق سعادتهم، وتعزيز ثقتهم عبر تقليص أعباء الإجراءات المكثفة والجهد والوقت. وفيما يتعلق بإدارة البيانات التي تعتبر المحور الثالث في استراتيجية الهيئة للتحول الرقمي، حيث إن التحول الذكي يتطلب منظومة بيانات قوية والاستخدام الأمثل للبيانات والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها، من أجل تحسين الخدمات ودعم اتخاذ القرارات وتحسين الكفاءة التشغيلية عبر الحكومة، تركز الهيئة بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات الحكومية على تطوير منصة تبادل البيانات وحوكمتها وبناء قدرات التحليل المعرف باسم (Analytics) وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تطوير هذا المجال. وعلى صعيد «الأمن الإلكتروني» فتنطلق أهميته من أن زيادة استخدام الأنظمة الذكية يتطلب حماية قوية للأصول الذكية وأنظمة المعلومات الحكومية، فان الهيئة وبالتنسيق التام مع الجهات المعنية، مسؤولة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الأمن الإلكتروني عبر كافة الجهات الحكومية وهناك برامج عدة يجري تطبيقها حالياً لبناء القدرات وتعزيز الحماية. وأكدت أن خطة عمل الهيئة برامج مختلفة، منبثقة من رؤية حكومة أبوظبي، تدعم التحول الرقمي في الإمارة وتقدم تجربة متميزة للمتعاملين وتعمل على تحسين كفاءة العمل الحكومي، وذلك عبر تطوير منظومة ذكية شاملة ومتكاملة للخدمات الحكومية تعزز التنمية المستدامة في مختلف القطاعات مبادرة «تم». وقالت السعدي إن الهيئة تعمل على رسم السياسات العامة والخطط الاستراتيجية والمبادرات، حيث ارتكزت محاور خطتها الاستراتيجية على التميز في تطبيق مهام برنامج الحكومة الذكية، وتطوير وتطبيق متكامل لخطة حماية أنظمة المعلومات الحكومية، إضافة إلى تفعيل استخدام تطبيقات التكنولوجيا والبيانات في الحكومة والمجتمع من خلال برامج نشر الوعي المتكاملة. تجربة سلسة وأوضحت أن هذه المنصة توفر للمستثمرين والمواطنين والمقيمين والزوار في أبوظبي على السواء، تجربة سلسة مع تلبية احتياجاتهم التجارية أو الشخصية. وفيما يتعلق بإنجازات الهيئة خلال الاثني عشر شهراً الماضية قالت مدير عام هيئة الأنظمة والخدمات الذكية، إن الهيئة أطلقت مجموعة من المشاريع خلال العام الحالي ضمن المحاور الأربعة المشار إليها منها مبادرة «الحكومة المتكاملة» تحت مظلة منظومة الخدمات الحكومية «تم»، وذلك بالتعاون مع 25 جهة حكومية في إمارة أبوظبي لتسهيل تبادل بيانات الوثائق الحكومية الخاصة بالأفراد والشركات رقمياً وعبر قنوات آمنة، من خلال تحويل هذه الوثائق من ورقية إلى بيانات رقمية ليصبح المشروع الأول من نوعه في المنطقة. وأوضحت أن أهمية المبادرة تنطلق من كونها داعمة لجهود حكومة أبوظبي الرامية إلى تعزيز التكامل الحكومي لإحداث تحول جذري في آلية تقديم الخدمات باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية المبتكرة، بما يرسخ من مكانة الإمارة كمركز ريادي للتحول الذكي. وسيكون هناك تركيز أكبر خلال المرحلة القادمة على توفير منصة متكاملة للبيانات تسمح بتطوير القدرات التحليلية وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخدمات والأعمال وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل استنباط الحلول الذكية. وأضافت أن الهيئة تستعد وبالتعاون مع الجهات الحكومية، لإطلاق خمس رحلات ذات أولوية بحلول نهاية العام الجاري، وذلك ضمن منظومة خدمات أبوظبي الحكومية الموحدة «تم»، وتكمن أهمية الرحلات الخمس الجديدة في كونها تتويجاً لنجاح رحلة «إنشاء مركز طبي جديد» في تشجيع الأعمال والاستثمار في أبوظبي، و«الانتقال إلى منزل جديد»، التي تقدم منصة مثالية لتوفير بيئة اجتماعية صحية ومتكافئة لأفراد المجتمع. وقالت إنه من المقرر إطلاق وإعلان عدد من المنصات والقنوات الرقمية الموحدة الأولى من نوعها على مستوى الإمارة، والرحلات الجديدة تحت مظلة خدمات أبوظبي الحكومية «تم»، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات المهمة بين هيئة الأنظمة والخدمات الذكية وعدد من الشركاء الاستراتيجيين من مختلف القطاعات الحيوية. وقالت إنه انطلاقاً من مساعيها الرامية إلى دعم الجهود الوطنية في مجال التحوّل الذكي والخدمات الذكية، أطلقت الهيئة منصة محفظة الخدمات الحكومية، موضحة أن إسناد حكومة أبوظبي محفظة الخدمات الحكومية إلى الهيئة شكل دفعة قوية في دعم الجهود الوطنية في مجال التحوّل الذكي والخدمات الذكية، لتقديم أرقى التجارب للمتعاملين وتعزيز مسيرة التحول الذكي في إمارة أبوظبي لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً لأحدث التقنيات والتطبيقات المبتكرة. وأوضحت أن نظام محفظة الخدمات الحكومية بمجموعة وظائف في مقدمها إدارة مجموعة الخدمات بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، إضافة إلى متابعة أداء الخدمات وإدارة تقييمها، مع توفير خاصية التقييم الذاتي لكل جهة، والاطلاع على التقارير الخاصة واللوحة التنفيذية التي تغطي جميع البيانات المندرجة ضمن هذا النظام. وسيكون هذا النظام بمثابة المرجع المركزي الرئيس والموحّد للخدمات التي تقدمها حكومة أبوظبي لمتعامليها عبر كافة القنوات، ومنصّة وقاعدة مركزيّة لبيانات الخدمات الحكوميّة في إمارة أبوظبي، بما يتماشى مع حرص القيادة الرشيدة في حكومة أبوظبي على الارتقاء بخدماتها من أجل تسهيل حياة المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء ورفع مستوى سعادتهم، وتحسين تجربة المتعامل عبر القنوات الرقمية الموحدة. جودة الحياة وبالنسبة لمسيرة التحول الذكي الذي تقوده الهيئة وأثره المباشر على الارتقاء بجودة حياة السكان في أبوظبي وتعزيز تنافسية الإمارة قالت السعدي إن الهيئة تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة في سبيل تعزيز مكانة أبوظبي العالمية في مجال التكنولوجيا والتطور الذكي واستحداث التقنيات المبتكرة وتسريع وتيرة التحول الذكي في الإمارة لضمان تقديم خدمات ذكية ومتكاملة وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية لإسعاد المتعاملين. وأشارت السعدي إلى أن الهيئة تركز على توحيد وتوجيه الجهود المشتركة نحو توفير خدمات حكومية متكاملة في جميع مجالات الحياة تتجاوز توقعات المتعاملين، مستندين في ذلك إلى الابتكار والتميز والجودة. وتعمل على توحيد جهودها وتوظيفها في خدمة التطلعات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية لتحقيق أعلى المعايير والمقاييس العالمية للجودة عن طريق التوظيف والاستثمار الأمثل للتكنولوجيا. وأكدت أن الهيئة تحرص على تعزيز أوجه التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم مسيرة التحول الذكي وتعزيز علاقات الشراكة مع أبرز الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية «بلوك تشين» وإنترنت الأشياء، وذلك للاستفادة منها في تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية وتمكين هذه الجهات من توفير خدماتها من خلال أنظمة متطورة ومبتكرة تسهم في رفع الأداء الحكومي وتعزيز مكانة الإمارة كمركز للابتكار التكنولوجي. الاتصال الجيومكاني وأكدت السعدي أن مشروع «مركز الاتصال الجيومكاني الذكي» يعد الأول من نوعه على مستوى حكومات العالم، حيث سيسهم في دعم ريادة أبوظبي في مجال نظم المعلومات الجغرافية وتعزيز مساهمتها في التحول الذكي والتكنولوجيا الذكية حول العالم. ويرتكز المشروع على استخدام تقنيات التعلم الآلي والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي عن طريق توظيف أحدث التقنيات والآليات المتطورة في مجال نظم المعلومات الجغرافية بهدف دعم وتحديث عمليات مركز الاتصال الحكومي في إمارة أبوظبي. وتم تحديد ثلاث مراحل رئيسة متتابعة لتطوير امشروع، حيث تركز المرحلة الأولى على أتمتة عملية تحديد واستنتاج الموقع الجغرافي الخاص بالبلاغات والطلبات المختلفة الواردة عبر المكالمات الهاتفية لدى مركز الاتصال الحكومي، ما يؤدي إلى تقليص المدة الزمنية المستغرقة حالياً للمكالمة الهاتفية ومن ثم التقليل من عدد مرات معاودة الاتصال لإعادة تأكيد الموقع، الأمر الذي من شأنه تعزيز رضا المتعاملين ويتم تنفيذ هذه المرحلة عبر تطوير مساعد آلي باستخدام تقنيات التعلم العميق لتوجيه ومساعدة الموظف على طرح الأسئلة المناسبة لكل حالة والتي من شأنها المساعدة في تحديد الموقع المطلوب، أما المرحلة الثانية فتركز على تهيئة النظام لخدمة الطلبات والحالات الواردة من القنوات الأخرى لمركز الاتصال الحكومي بما في ذلك تطبيق حارس المدينة، البريد الإلكتروني والدردشة التفاعلية، بالإضافة الى تطوير لوحة تنفيذية بالمؤشرات اللازمة لتمكين عملية صنع واتخاذ القرار، وصولاً للمرحلة الثالثة والتي تهدف لأتمتة أوامر العمل والتكامل بشكل تام مع أنظمة الاتصال المختلفة لدى الجهات الحكومية الأخرى. الذكاء الاصطناعي وقالت السعدي إن الهيئة تعمل على ترجمة توجهات القيادة الرشيدة في مجال الابتكار، وجعله ممارسة ومنهجاً راسخاً في مختلف القطاعات الحكومية، بما يسهم في الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي، وتعزيز مكانة الدولة عالمياً في مختلف مؤشرات الابتكار. وتحرص حكومة أبوظبي على تبني منهجية عمل تركز على تحقيق التطلعات المستقبلية للتطور والازدهار التكنولوجي، وذلك من خلال تحفيز المبادرات والمشاريع التكنولوجية التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية وتعزز الاقتصاد والاستثمار في العاصمة. وأكدت أن الذكاء الاصطناعي سيكون الداعم الأساسي لعمل الحكومات الذكية، لذا تعمل الهيئة على الاستفادة من أفضل التقنيات الموجودة في عملية التحول الذكي في كافة المجالات والخدمات وبما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الهادفة إلى جعل دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.