المتتبعون لحالة السوق والمحللون النفطيون يركزون هذه الفترة على احتمال نشوء فجوة وشيكة في إمدادات النفط العالمية، ويعزون ذلك على المدى القريب، إلى العقوبات الأميركية على إيران، التي ستدخل حيز التنفيذ الشامل في غضون الأيام القليلة المقبلة، وتحديداً في الرابع من نوفمبر المقبل، لكن أبعد من المدى القصير، هناك فجوة أكبر وأكثر إثارة للقلق في إمدادات النفط العالمية تلوح في الأفق، إذ يتوقع المتخصصون أنه ما لم تتحقق اكتشافات نفطية كبيرة على المدى القريب فإن العالم قد يعاني نقصاً في إمدادات النفط في وقت مبكر من منتصف العقد المقبل. ويرى بعض المحللين، أن المستوى الحالي المنخفض للاكتشافات النفطية وعدم تحقيق طفرات تكنولوجية، قد يؤديان إلى ارتفاع فجوة العرض إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وإلى سبعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2035، وإلى ما يصل إلى 12 مليون برميل يومياً بحلول عام 2040. وتجدر الإشارة إلى أن المشكلة ليست في عدم القيام بالاكتشافات، فهي غير كافية لتعويض التراجع الطبيعي في الحقول الناضجة، ولا يزال من المتوقع استمرار الطلب العالمي على النفط في الارتفاع ولو ببطء. وقد يكون السبب الرئيسي وراء انخفاض الاكتشافات، أن الانفاق على عمليات الاستكشاف انخفض جداً منذ انهيار أسعار النفط عام 2014 ورغم ذلك فإن حجم الاكتشافات الجديدة مرتبط بالإنفاق على الاستكشاف، لذلك إذا كان الإنفاق سيزداد مرة ثانية، فإن فرصة الاكتشافات النفطية الكبرى سترتفع مع بدايات العام المقبل. وعلى العكس من ذلك، فإن بعض المراقبين يرون أن التخفيض الكبير في الإنفاق على عمليات الاستكشاف أفاد الصناعة النفطية بشيء واحد، وهو وضع الشركات على طريق وضع وتنظيم استراتيجيتها في هذا الإطار.
مشاركة :