في عام 1945 تحطمت طائرة عسكرية بشكل غير مقصود في #مبنى_إمباير#ستيت، واحدة من أشهر ناطحات السحاب في #نيويورك بنيت في 1930 ومكونة من 102 طابق. ونتج عن ذلك 14 ضحية وخسائر تقدر بمليون دولار. لكن المبنى الذي يبلغ طوله 1250 قدماً ظل صامداً على حاله. لهذا السبب فإن المهندس الإنشائي #ليزلي_روبرتسون عندما كان يصمم #برج_التجارة_العالمي الذي يطول على "الإمباير" بـ 100 قدم، وضع تأثير الطائرة في الاعتبار. ذكريات بعيدة يبلغ روبرتسون الآن من العمر 90 عاماً، ويستعيد تلك الذكريات البعيدة، إذ قال لصحيفة "بوست" الأميركية: "لقد صمم البرجان في ذلك الوقت بالوضع في الاعتبار طائرات بوينغ 707 التي كانت أكبر طائرات موجودة في السبعينيات". وأضاف: "لكن في 11 سبتمبر فإن طائرات بوينغ 767 أدت إلى إضعاف أنظمة دعم البرجين التوأمين إلى ما لا يمكن توقعه، وتدمر برج التجارة العالمي". يقول المهندس المعماري أ. يوجين كوهن عن زميله: "لقد فقد الكثير من فرحته وحماسه وتعرض للهجوم والنقد من قبل مهندسين آخرين وكان عليه أن يدافع عن نفسه". وجاءت شهادة كوهن في فيلم وثائقي حديث عرض يوم الثلاثاء في مهرجان التصميم السينمائي، الذي يناقش قضايا الهندسة المعمارية. وقد درس روبرتسون الثانوية في كاليفورنيا ومن ثم انضم إلى البحرية، ثم درس الهندسة في بيركلي، ثم انتقل للعمل في سياتل. وقد تمت الإشادة به في الظهور الأول للمشروع في عام 1973 وبعد انفجار قنبلة في الطابق السلفي بالبرج عام 1993 كان واثقاً من قدرة البرج على الصمود. إحباط وعلاج نفسي ولكن بعد 11 سبتمبر شعر بالإحباط، يقول: "لم يكن لدي ما أقوله للناس وأنا أرى ما رأيت في شاشات التلفزة". وقد خضع روبرتسون لتحقيق استمر لـ 18 ساعة وقام الاتحاد الفيدرالي لإدارة الطوارئ بإخضاع رسومات المبنى والتصميمات للتشريح من جديد. يقول: "رغم كل الأسى فقد حصلت على ألف رسالة من أشخاص داعمين لي ولعملي.. لكن في الوقت نفسه جاء أناس فقدوا أقارب لهم في البرجين ليتحدثوا معي في مكتبي". يضيف: "كان علي أن أذهب لجلسات العلاج النفسي أيضا بجوار الذين عانوا الحزن جراء فقدان أقاربهم". ويتذكر قصته مع فتاة مراهقة فقدت شقيقها الذي يعمل في مجال شبكات الإنترنت حيث مات في البرج. يقول: "لقد بذلت قصارى جهدها وتواصلت معي.. واتفقنا على الاجتماع في حديقة في مانهاتن، كنت مرهقًا جدًا، وقد تعانقنا سويا ونحن نبكي". وقد خسر الرجل الكثير وتعرض لهجوم من زملاء مهندسين، وكان عليه أن يصبر ويصمت ويتعالج للشفاء من الألم النفسي. تاريخ مهني جديد وقد وجد التحقيق أن روبرتسون ليس السبب في كل الأحوال، وكان يخشى وقتها أن يكون تاريخه المهني قد انتهى إلى الأبد. لكن الآن وبعد مرور 17 سنة على تلك الذكرى السيئة، فهو يعمل كشريك مع زوجته في العمل على برج في ماليزيا بارتفاع 2113 قدما. وبرغم أن شركته تخدم في العمل على إنشاء هياكل لمركز التجارة العالمي في نسخته الجديدة، إلا أنه تفادى الدخول في هذه المنطقة. يقول الرجل الذي يقطن في ويست سايد العليا وهو أب لطفلين يافعين، إنه يجد صعوبة في الذهاب إلى هناك، برغم أنه فعل ما يمكن في الأعمال الاستشارية. وفي منزله يحتفظ روبرتسون بقطعة من الفولاذ المهترئ من بقايا تفجير 1993 في ساحة بيته الثاني في نيو فيرفيلد في كونيتيكت. ويقول عن ذلك الأثر بأنه عظيم، ولم يغير أبدًا فلسفته في التصميم والاعتقاد بأنه لا يمكن أن توجد مبان آمنة مئة بالمئة وإلا بدت سجونًا.
مشاركة :