أعلنت برلين عن مبادرة جديدة لدعم بلدان العالم المختلفة، وفي مقدمتها الدول العربية، لمواجهة الحوادث من نوع خاص، وتحديدًا الكوارث الطبيعية العاتية من زلازل وبراكين وأعاصير تسونامي وما شابه. وواكب إعلان المبادرة الألمانية الجديدة الاحتفال العالم باليوم العالمي للوقاية من الكوارث، فيما ستحظى الدول العربية بنصيب كبير من دعم برلين، وذلك على خلفية التغيرات البيئية الكبيرة المصاحبة لارتفاع درجة الحرار المطرد بالمنطقة. وحسب بيان لوزارة الخارجية الألمانية، حصلت "عاجل" على نسخة منه، أشارت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية بيربل كوفلر إلى أنه في الأعوام العشرين الماضية تزايد عدد الكوارث الطبيعية حول العالم على نحو يفوق الضعف، إذ زاد من 200 تقريباً إلى ما يزيد على 400 في العام الواحد. ووفق كوفلر فإن الزلازل وأعاصير تسونامي الشديدة، التي وقَعَت مؤخرًا في إندونيسيا، ليست إلا مثالًا واحدًا على الآثار المدمرة وحالات الطوارئ الإنسانية التي تخلِّفها هذه الكوارث. وتابعت "اننا لا نستطيع في حقيقة الأمر منع الحوادث الطبيعية الخطيرة، غير أنه يمكننا التخفيف من الأثر الإنساني الواقع على المتضررين ومساعدتهم على الاستعداد بشكل أفضل.. وكانت الأعوام الماضية أظهرت أن الكوارث الطبيعية تزداد وتصبح أكثر تدميرًا في جميع أنحاء العالم، وذلك أيضًا كتبعة من تبعات تغير المناخ. في حين أن أفقر قطاعات السكان تكون في أغلب الأحوال هي الأكثر تضررًا. لذلك تلتزم وزارة الخارجية الألمانية عالميًا بتعزيز الإجراءات الوقائية. يشار إلى أن ألمانيا تقوم بالتعاون مع شركاء ذوي خبرة بتنفيذ إجراءات وقائية في البلاد التي يتهددها الخطر بشكل يفوق غيرها، وهي تركز على دعم شركاءها في المجال الإنساني في الاستفادة بشكل أفضل من التنبؤات حول الكوارث الوشيكة والحد مسبقاً من المخاطر الناشئة عنها. مثال على هذا هو ما يسمى "التمويل المبني على التنبؤات بالأحوال المناخية". يتم في هذا الخصوص توظيف موارد مالية للإغاثة الإنسانية بناء على معلومات تفصيلية ترصد الأحوال المناخية العاتية وكذلك تحليل المخاطر الناجمة عنها، وذلك عندما يكون قد تم بلوغ أقل نسب محددة من الخطورة، أي قبل بدء تعاظم الحادث المناخي. ويكمن هدف هذا المنهج في التنبؤ على نحو أفضل بكوارث سوء المناخ التي تشكل تهديداً، والتقليل قدر الإمكان من التبعات الإنسانية – والحيلولة دون معاناة الإنسان. سوف تعمل وزارة الخارجية الألمانية مستقبلًا أيضًا على تكريس جهدها من أجل الدفع قدماً بالنُهج المبتكرة في التنبؤ بالكوارث حول العالم.
مشاركة :