سعد الفرج: المسؤولون ارتاحوا بعد توقف المسرح الجاد

  • 10/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حافظ الشمري | حرك الشجون واستعاد أصالة الفن الجميل بحديث شيق عن المسرح السياسي، حيث أطل الفنان القدير سعد الفرج أول من أمس، في جلسة فنية له حملت عنوان «حديث الاثنين» في القاعة المستديرة بمركز جابر الأحمد الثقافي ضمن فعاليات الموسم الثاني، وأدار الحوار الإعلامي علي خاجة بحضور جماهيري وفني، وصف الفرج في مستهل الحديث بأنه من صنع المسرح السياسي في الكويت منذ عام 1965، كما عرضت عدة مقاطع من مسرحيات بارزة للفرج. الفرج بحديثه استلهم عبق ريادة المسرح الكويتي، حيث تناول مراحل زمنية جميلة من النشاط المسرحي، خصوصا التي جمعته مع رفيق دربه الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا وعدد من الفنانين الرواد، متنقلا بين أعمال باتت اليوم أيقونة الفن الكويتي والخليجي، ومتحدثا عن اتجاهه مع كوكبة من زملائه إلى المسرح السياسي الذي كان، لتقديم أفكار ورؤى جادة ما زالت متداولة حتى اليوم على الرغم من مرور عقود على صياغتها، مما أثرى الساحة المسرحية الكويتية والعربية آنذاك بأعمال رسخت في أذهان الجمهور، واستشرفت الرؤى المستقبلية للبلد، فكان المسرح منتدى فكريا عميقا وثريا يتطرق للقضايا بكل ذكاء وحرية وتمعن. تطرق الفرج إلى حياته الاجتماعية وذكر أن ترتيبه العائلي الثالث بين شقيقيه ناصر وخليفة، وهما قدوته، متطرقا إلى دراسته الابتدائية في عام 1956 ومن ثم الى العمل بوزارة الأشغال إلى عام 1962 حين انطلق تلفزيون دولة الكويت، وطلبه الوكيل آنذاك الراحل أحمد السقاف ليُعين رئيس شعبة التمثيليات والنصوص. عشق المسرح وحول حديثه عن أعماله المسرحية، قال انه كتب مسرحية «عشت وشفت» وعلى ضوئها منح المواطنة الفخرية الأميركية، وتناول مسرحية «الكويت سنة 2000» التي حاكت بطريقة كوميدية نضوب النفط، مشيرا إلى خروجه من فرقة المسرح العربي والانفصال عنها إثر صراعات، بعدها اتجه الى فرقة مسرح الخليج العربي وقدم أكثر من عمل مسرحي مع الراحل صقر الرشود. وأضاف الفرج أنه كان يعمل في المسرح لأنه يعشقه، بالتالي واصل مسيرته فقدم مسرحية «بني صامت» التي حصدت نجاحا جماهيريا باهرا بحجوزات فاقت الأسبوعين مسبقا، متطرقا إلى خلاف بالخط بينه وبين الراحل عبدالحسين عبدالرضا ومن ثم الانفصال، كذلك تقديمه عدة مسرحيات مثل «حرم سعاد الوزير» و«عزوبي السالمية». وتطرق الفرج إلى مسرحية «هذا سيفوه» التي عرض نصها على الأحزاب الدينية التي وافقت عليها، وأجيزت من قبل وزارة الإعلام إلا أنها أوقفت جراء طرحها قضية التجار الجشعين، لاسيما أن العمل رفعت عليه دعوى قضائية وأوقف جراء قوة شوكة الأحزاب الدينية آنذاك. انتهاء المسرح وذكر الفرج أن مسرحية «ممثل الشعب» لم تعرض لأنها حملت تيمة ذات جرعة سياسية، مؤكدا أنه طوال مشواره الفني كان يلتزم بالنص ولا يخرج عنه إلا وفق حدود معينة، ومبينا أن مسرحية «دقت الساعة» تضمنت رسالة في الإصلاح، ولفت إلى أن المسؤولين في الدولة ارتاحوا منا بعد مسرحيتي «حامي الديار» و«هذا سيفوه» بعد توقف المسرح الجاد الذي كان يسبب إزعاجا لهم، وأنه اليوم لا يشاهد المسرح لأنه لا وجود له، مؤكدا أن مسرحياته كانت تطرح قضايا مستقبلية مثل «عشت وشفت» عام 1964 التي تناولت حصول المرأة الكويتية على كل حقوقها السياسية والاجتماعية، وأن العناصر النسائية في أعماله كانت وفق فكرة العمل، وأن حرصه على مشاركة الفنان الراحل عبدالعزيز النمش معه لأنه فنان لا يعوض بأدواره النسائية.

مشاركة :