وجهت جماعة «جيش العدل» السنية المتمردة ضربة لقوات حرس الحدود الإيرانية، واختطفت 14 عنصراً، أمس، قرب الحدود مع باكستان، في حين أعلنت طهران أنها زادت مدى صواريخها البالستية أرض - بحر إلى 700 كيلومتر، في خطوة من المرجح أن تزيد القلق الدولي بشأن برنامج تسلحها. اختطفت جماعة "جيش العدل" السنية المتمردة في إيران 14 فرداً من قوات الأمن، بينهم عناصر من "الحرس الثوري" وقوات التعبئة "باسيج" عند الحدود مع باكستان. وأعلنت الجماعة، التي تنشط في محافظة سيستان بالوشستان الحدودية مع باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم. وتحدث "الحرس الثوري"، في بيان، عن "خيانة ارتكبها مندسون، كانت وراء قيام زمرة إرهابية باختطاف عدد من أفراد التعبئة المحلية وحرس الحدود في منطقة ميرجاوه الحدودية، جنوب شرق البلاد" فجر أمس. وأضاف البيان أن "عناصر الزمر الإرهابية المدعومة والموجهة من أجهزة المخابرات الأجنبية، ومن خلال خداعها وتمويلها العناصر المندسة نفذوا العملية في نقطة الصفر الحدودية المواجهة لأحد المخافر الحدودية الباكستانية". ومن بين المختطفين عضوان في وحدة الاستخبارات، التابعة لقوات الحرس الإيراني، و7 متطوعين من قوات الباسيج شبه العسكرية، كانوا منخرطين في "عملية أمنية". أما الباقون فهم من قوات حرس الحدود التقليدية. ونشطت "جيش العدل" في المناطق ذات الغالبية السنية في إيران، منذ عام 2013، ويقودها عبدالرحيم ملازاده، الذي كان سابقاً عضوا في جماعة "جند الله". وتعتبر الجماعة امتدادا لـ"جند الله"، التي كان يقودها عبدالملك ريغي، الذي أعدمته السلطات الإيرانية عام 2010. وفي سبتمبر قتل الحرس الإيراني 4 متشددين سنة، عند معبر حدودي مع باكستان، منهم الرجل الثاني في قيادة "جيش العدل"، التي نفذت عدة هجمات على أهداف عسكرية إيرانية في السنوات الأخيرة. وتتهم طهران باكستان بتوفير ملاذ آمن، للمسلحين الانفصاليين، وتهدد بالرد على ذلك. تطور صاروخي إلى ذلك، ادعى قائد القوات الجوفضائية بـ"الحرس الثوري" علي حاجي زاده أن الجيش الإيراني زاد مدى صواريخه البالستية أرض- بحر إلى 700 كيلومتر في وقت يشهد تصاعدا في التوتر مع واشنطن بسبب عقوبات جديدة تستهدف وقف صادرات طهران النفطية بحلول الرابع من نوفمبر المقبل. وقال زاده، في تصريحات أمس: "نجحنا في صنع صواريخ بالستية أرض - بحر، ليست صواريخ كروز، صواريخ يمكنها قصف أي مركب أو سفينة من على بعد 700 كيلومتر". وأكد أن الصواريخ التي تصنعها إيران يصل مداها إلى 2000 كلم وتضرب أهدافها بدقة تامة. وشدد زاده، في كلمة بمحافظتي طهران والبرز، على أن الجمهورية الإسلامية هي القوة الأولى في المنطقة، والسابعة في العالم في مجال القدرات الصاروخية، وأضاف: "إيران تتقدم على كوريا الشمالية بهذا المجال. كما أنها ضمن الدول الـ15 في العالم في إنتاج الطائرات المسيرة، حتى أنها تتقدم على روسيا والصين، وفي مجال الدفاع الجوي فإن طهران تمتلك معدات لا تمتلكها روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين". روحاني والأمل من جانب آخر، حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء أمس الأول، تطمين الرأي العام الإيراني ورجال الاقتصاد، مع قرب دخول حزمة العقوبات الأميركية الأشد حيز التنفيذ، وقال إن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في سياساتها المناهضة لإيران على المدى الطويل. وأضاف، خلال اجتماع مع عدد من أساتذة الاقتصاد، أن حكومته أعدت برنامجا لمواجهة وإحباط عقوبات واشنطن، وأکد "ضرورة بث الأمل في المجتمع من أجل الانتصار في الحرب النفسیة والاقتصادیة"، قائلا: "ستنتهي هذه الفترة ولا تقدر الولایات المتحدة أن تواصل سیاساتها ضدنا بشكل طویل الأمد بالبرمجة الدقیقة". خليج عدن من جهة ثانية، أعلن آمر مصانع القوة البحرية التابعة للجيش الايراني علي رضا شيخي، أن بلاده تستهدف زيادة مدى صواريخ السفن الحربية ليتجاوز 300 كم. وكشف عن احتفاظ بلاده، المتهمة بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، بقطعتين بحريتين على الأقل في منطقة خليج عدن منذ عدة أعوام، وقال إن ذلك "يجعل عملنا صعباً جداً". وأضاف: "حينما يكون من المقرر أن تتواجد مجموعة قطع بحرية بعيداً عن الساحل عدة آلاف كيلومترات لعدة أشهر فإن الأمر بحاجة إلى دعم تقني ولوجستي عال، ولقد سعينا لتوفير هذه الحاجات والمعدات وفقا للمواصفات، رغم الكثير من الحظر المفروض"، في إشارة إلى العقوبات التي تستهدف برنامج بلاده للتسلح، المثير للقلق. في هذه الأثناء، التقی كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة، حسين جابري أنصاري في العاصمة العمانية مسقط، وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، لمناقشة آخر التطورات الإقليمية والتعاون الثنائي.
مشاركة :