بيروت - «الخليج»نظمت أمس، سفارة الدولة ببيروت ممثلة في السفير الدكتور حمد سعيد الشامسي، بالتعاون مع «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت»، ممثلاً في الدكتور ناصر ياسين مدير الأبحاث في المعهد، ندوة بعنوان «دور الإعلام في مكافحة التطرف، شارك فيها عدد من الباحثين المهتمين، وحضرها عدد كبير من الإعلاميين والمثقفين واختصاصيين في علم النفس والاجتماع، حيث بدا واضحاً أن الاهتمام بدور الإعلام في الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية، آخذ في التمدد والتأثير على الرأي العام العربي خصوصاً والرأي الدولي عموماً.وانقسمت الندوة إلى جلستين، الأولى افتتحها الشامسي، الذي ركّز في كلمته على ضرورة احترام المعادلة التي تعتبر أن حرية الإعلام يجب أن تحكمها أخلاقيات المهنة وأن تظل محددة بإطار المسؤولية الأخلاقية بالدرجة الأولى، منوهاً بما عُرف عن لبنان كساحة ومنارة للحريات الإعلامية والصحافة الرصينة التي انطلقت من بيروت إلى دول الجوار والعالم لتنشر الممارسة المهنية الحقيقية... وقال: لسنا هنا لنحاكم أي جهة بتهمة خرق الصورة الزاهية للإعلام. وأضاف: نتفق جميعاً على أن الجهات المتطرفة سعت ونجحت في تحويل بعض الإعلام إلى منصات لترويج أفكار التضليل، واستقطاب الشباب إلى منزلقات مؤذية، مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات مضرة بالمجتمعات... ولأننا نؤمن بمسؤولية الإعلام اللبناني وبروح الانفتاح الغالبة عليه، وبعقلية تقبل الآخر السائدة فيه، نلتقي لنتدارس سوياً السبل الكفيلة لجعل الإعلام وسيلة فعّالة في مكافحة التطرف لا أداة من أدواته، ولننظر معاً في كيفية تحصينه حتى لا يتحول مسرحاً من مسارحه.وذكّر الشامسي أن دولة الإمارات تحتفي هذا العام بالذكرى المئوية لولادة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». وقال: «كان الشيخ زايد، رحمه الله، يولي التسامح والاعتدال والانفتاح على الآخر الشيء الكثير من الأهمية، ويضع تعميم هذه الثقافة في مقدم أولوياته. وتأسيساً على هذه الثابتة، أخذت القيادة الرشيدة قراراً واضحاً بمواجهة التطرف على أكثر من مستوى، وترجمته عملياً في تشكيل حكومتها لتضمّ، وزارة للتسامح، ومن أبرز أهدافها أن تكون الإمارات واحة للتسامح ومكافحة التمييز والكراهية والقضاء على الإرهاب، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه «من على منبر الأمم المتحدة، جاءت رسالة الإمارات واضحة وصريحة من خلال كلمة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الذي شدّد على أن انتشار التطرف والإرهاب واستغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية لوسائل التكنولوجيا الحديثة لبث أفكارها الخطيرة، هو من أبرز التحديات التي تواجه منطقتنا العربية وأمنها..» وأردف قائلاً: «وانطلاقاً من الإيمان الراسخ بأهمية ثقافة التسامح، جرى إقرار عدد من القوانين ومنها إنشاء مركز هداية الدولي للتمييز في مكافحة التطرف العنيف، وقانون مكافحة الجرائم الإرهابية، وقانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل التعبير. وعلى المستويين الإعلامي والاجتماعي تتبنى الدولة عدداً من المبادرات أبرزها مركز «صواب متحدون ضد التطرف»، كما اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب في 2015 المقترح الذي تقدمت به الإمارات حول دور الإعلام في نشر قيم التسامح، فضلاً عن اقتراح إطلاق برنامج دولي تحت اسم «برنامج حوار الحضارات لمكافحة الإرهاب والتطرف».
مشاركة :