يختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم زيارة لروسيا، يُنتظر أن يوقع خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، على مذكرة تعاون للشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة. وكشف الكرملين أن موسكو تراهن على أن تعطي الزيارة الحالية دفعة جديدة للتوصل إلى اتفاق في شأن التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وتنفيذ الاتفاقات السابقة حول التعاون لبناء محطة كهروذرية، وإنشاء منطقة صناعية روسية في شرق قناة السويس. وفي اليوم الثاني من الزيارة، ألقى السيسي كلمة أمام مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، ليُصبح أول رئيس دولة أجنبية يلقي كلمة أمام المجلس الاشتراعي الروسي. وأكد في كلمته رغبة مصر في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، واستئناف رحلات الطيران المدني لتشمل المنتجعات المصرية وعدم اقتصارها على القاهرة. كما التقى السيسي رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الذي قال: «أخيراً، شهدنا زيادة في حجم التبادل التجاري بين البلدين بمقدار يزيد عن الثلث مقارنة بالعام الماضي». وشدد على أهمية «تعزيز مثل هذه الدينامية»، معرباً عن أمله في أن تسهم قمة بوتين - السيسي في إعطاء دفعة إضافية لتطوير التعاون في المجالات كافة. وانتقل السيسي مساء أمس إلى سوتشي حيث حضر مأدبة عشاء مع بوتين بحثا خلالها «وجهاً لوجه» قضايا التعاون المشترك. وعشية القمة الرسمية بين الرئيسين الروسي والمصري، قال مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف إن «الرئيسيْن سيبحثان في تنفيذ المشروع المشترك الأضخم، وهو بناء محطة الضبعة الكهروذرية»، موضحاً أن الحديث يدور عن أضخم صفقة في مجال استخدام الطاقة النووية وتصل إلى 60 بليون دولار، لبناء أربع وحدات كهروذرية بطاقة 1200 غيغاوات لكل منها، ووفق الاتفاق الموقع سابقاً سيبدأ عمل الوحدة الأولى العام 2026. وزاد أوشاكوف أن المحادثات «ستتطرق أيضاً إلى إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر تم الاتفاق على بنائها في أيار (مايو) العام الماضي قرب قناة السويس»، مشيراً إلى أن «هذه المنطقة الصناعية ستصبح أكبر مركز إقليمي لإنتاج البضائع المطلوبة في أسواق الشرق الأوسط والبلدان الافريقية». ووفق خبراء، فإن شركات روسية ستبدأ بإنتاج الشاحنات، والجرارات الزراعية، والمواد البتروكيماوية، ومواد البناء. وأكد أوشاكوف أن القمة ستبحث في «إعادة تسيير الرحلات العارضة (التشارتر) إلى الغردقة وشرم الشيخ»، علماً أن الرحلات الجوية المباشرة بين المدن الروسية والقاهرة والمنتجعات المصرية توقفت منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015 بعد سقوط طائرة روسية نتيجة عمل إرهابي في شبه جزيرة سيناء. وفي نيسان (أبريل) الجاري، استؤنفت الرحلات المباشرة بين موسكو والقاهرة، في وقت تسعى مصر إلى رفع الحظر عن الرحلات إلى المنتجعات المصرية، ما يعطي دفعة للقطاع السياحي المصري الذي تضرر كثيراً بعد الحادث. وكشف الكرملين أن السيسي سيطلع على شريط فيديو مصور يتضمن عرضاً للمنتجات العسكرية الروسية التي تعاقدت مصر على شرائها، أو يمكن أن تكون مهمة للجانب المصري مستقبلاً.