حذّر تقرير أمريكي من عودة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي للعراق بطريقة غير متوقعة، وذلك بعد عام من إعلان حكومة بغداد خلوها من "داعش". حيث سلّط التقرير الأمريكي الضوء على نجاح ميليشيات الحشد الشعبي في استقطاب عدد من مسلحي التنظيم السابقين وضمهم لصفوفها، بعد أن ظل الطرفان يتحاربان لسنوات، في ظاهرة مستغربة رصدها موقع "فورين بوليسي". وتُسهم هذه الخطوة في توسع وجود ميليشيات الحشد بالمناطق السنية بمساعدة "قدامى الدواعش"، بينما سيتمكن الآخيرون من إمكانية دخول المجتمع العراقي مرة أخرى، وإيجاد مصدر دخل جديد، وفق "سكاي نيوز". ومنذ عام 2014، كانت ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران رأس الحربة في حرب العراق ضد "داعش"، علمًا أنها متهمة بارتكاب عديد من الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي اقتحموها. وتعمل حاليًا الميليشيات الطائفية التي تمتلك علاقات وثيقة بالجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على تأمين عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرة "داعش"، كما تشكّل قوة سياسية كبيرة في العراق حيث حصد حلفاؤها عشرات المقاعد في البرلمان بالانتخابات الأخيرة. ومع مساعي الحشد الشعبي لكسب تأييد أكبر في صفوف المناطق السنية، فقد أحدثت ميليشياته التي تأسست عام 2014 تغييرًا جذريًّا في استراتيجية التجنيد، وفتحت الباب أمام المسلحين السابقين في "داعش"، العدو السابق. وحسب مقابلات لـ"فورين بوليسي" مع مسؤولين حكوميين ونشطاء سياسيين في العراق، أكد الجميع هذا التوجه الجديد لميليشيات الحشد، وأشاروا إلى أن منظمة بدر، أحد أكبر المكونات في ميليشيات الحشد، جنّدت نحو 30 مسلحًا سابقًا في "داعش" في بلدة جلولاء بمحافظة ديالى، شرقي العراق. كما ضمّت عصائب أهل الحق، وهي واحدة من أكثر الميليشيات تطرّفًا، نحو 40 "داعشيًّا سابقًا"، في البلدة نفسها التي تشهد نزاعًا بين الحكومة المركزية والأكراد. وقال خليل خوداداد، وهو مسؤول كردي في جلولاء: "بعد هزيمة داعش في أواخر عام 2014 لم يكن بمقدور المسلحين المحليين من البلدة العودة إليها. ذهبوا إلى مدن أخرى وانضموا إلى ميليشيات الحشد الشعبي، والآن يعودون مرتدين زيًّا جديدًا". وكشف التقرير أن "الدواعش العائدين" لا يقتصرون فقط على أعضاء التنظيم، بل على قادة كبار بصفوفه منهم مطشر التركي وزيد موالان.
مشاركة :