أمضي الفنان الراحل يوسف وهبي أربعة وثمانين عاما من عمره بما يعادل ألف عام من حياة أي إنسان عادي، روى بكل يوم من حياته تاريخ المسرح المصري وما مر به من تطورات وأحداث في النصف القرن الأخير، ويرصد "صدى البلد" في ذكرى وفاته الـ 36، تفاصيل أسرته ونشأته مع إخوته.ولد يوسف وهبي في 14 يوليو سنة 1898 على بحر يوسف من مدينة الفيوم، وكان هذا هو السبب في تسميته بـ"يوسف"، وهو أصغر أشقائه الستة، الذين كان أكبرهم المهندس محمد، الذي تخرج من إحدى جامعات إنجلترا، والثاني محمود كان يعمل قاضيا وأشهر عازف بيانو في مصر، وأخوه الثالث إسماعيل المحامي الذي تخرج من إحدى جامعات باريس، وأخوه الرابع عباس المهندس الذي تخرج في جامعة الابول سنترال بفرنسا.أما أخو يوسف وهبي الأخير فاسمه علي، واعتمد في حياته على أملاكه لأنه أصيب في صباه بمرض الدفتريا الذي أثر على قواه العقلية، وكان ليوسف وهبي شقيقتان توفيتا قبل مولد شقيقه الأكبر، أما والده عبدالله باشا وهبي فقد كان من أشهر رجال الري في مصر، وهو الذي نفذ مشروع الفيوم التي حولت الصحراء إلى أراض زراعية، وقد سميت هذه الترعة باسمه، وفقا لما ذكر في حوار نادر مع عميد المسرح العربي لمجلة الكواكب عام 1972.ويوسف وهبي خليط غريب من الأنساب، فجده لوالده تونسي الجنسية اسمه "هديب قطب" وجده لأمه "الحاج علي البغدادي" كان شيخا للإسلام في دمشق، أما جدته لأمه فإنها مسيحية من جزيرة كريت.حصل يوسف وهبي على الابتدائية من مدرسة الناصرية والتحق بالمدرسة السعيدية، ولكن تعددت الشكاوى من شقاوته فألحقه والده بمدارس الجمعية الخيرية الإسلامية التي كان رئيسا لها، وذلك كي يكون تحت رقابته في هذه المدارس.بعد حصوله على الكفاءة سنة 1914 ذاع صيته في إلقاء المونولجات التي كان يقدمها في حفلات النادي الأهلي، ثم انضم بعدها إلى جمعية أنصار التمثيل، وبعدها أصر والده على إبعاده عن مصر فألحقه بمدرسة "مشتهر الزراعية" وكان من الممكن أن يتخرج يوسف في مدرسة "مشتهر الزراعية" ويصبح موظفا لولا الحب الذي دفعه لدخول التمثيل.وقع يوسف وهبي في غرام جارته في عام 1917، وكان يبحث عن عمل يلائمه ليتقدم لها، وبعد محاولات قرر أن يعمل في مجال شغفه، في المجال الفني، ولكن ذلك كان يتطلب دراسة مسبقة، فقرر السفر إلى إيطاليا ليدرس الفن ويعود ليرتبط بجارته، وبعد مكوثه أربعة أعوام في الخارج عاد لها بالفعل ولكنهما انفصلا بسبب خلاف لم يذكره.تعلم وهبي خلال هذه الأعوام الأربعة أصول الفن، وفضى المسرح الاستعراضي على المسرح الجدي، وطغت شخصية "كشكش بيه" على جميع الشخصيات والمسرحيات، وعاد يوسف في أواخر سبتمبر عام 1922 بعد وفاة والده، فلم يجد من الممكن أن يجد عملا له، لذا استقر على تكوين فرقة، خصوصا بعد حصوله على نصيبه من الثروة التي تركها والده، وكانت هذه بداية دخوله إلى الفن، فقدم الكثير من الأعمال التي خلدت اسمه لسنوات بحتى بعد وفاته منذ 16 أكتوبر 1982.
مشاركة :