لينا شماميان فنانة سورية تحمل ثقافة رفيعة وجماليات متفردة

  • 10/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

“نامي لا تخافي من عتمن الجافي. من الليل شو خلقت أحلام”. كانت هذه دعوة المغنية السورية لينا شماميان لكل امرأة أن تقاوم، وأن تتمسك بحلمها وتبقي جمرة التمرد متقدة في أعماقها. تقول شماميان لـ“العرب” إن “أغنية شهرزاد من ألبوم (غزل البنات)، هي الأغنية التي كتبتها لتبقى تذكرني بالشعلة الموجودة داخلي والتي يجب أن تبقى مشتعلة داخلي وداخل كل إنسان، بالسعي دائما لنكون أفضل، هذه المرأة قاومت الظلم بأسلوبها، ولكل منا أسلوبه”. شماميان مطربة دمشقية المنشأ، كانت لصوتها سطوة على القلوب والأرواح منذ أن بدأت تحترف الغناء، حيث انتشر ألبومها الأول منذ 11 سنة “هالأسمر اللون”، والذي مازال الناس حتى الآن يرددون أغانيه. وتعتبر شماميان أن المزيج الثقافي الذي تنتمي له، يغنيها ويغني تجربتها الفنية، ويجعلها قادرة على تحسس الجمال فيهما. تقول “لدينا نحن السوريين شيء من كذا ثقافة، أحيانا ننتمي له وأحيانا أخرى نختاره، هذا الخليط يُغنينا”. كانت ابنة الشتات الأرمني وهي الآن ابنة الشتات السوري الذي تعيشه مثل كل السوريين. هدهدة في برلين تُقيم شماميان بباريس منذ العام 2012 ولكنها حتى الآن لم تستطع أن تتأقلم مع الأمكنة الجديدة التي بدأت فيها من الصفر، تقول “هنا تشعر بالغربة وبالخيبات بشكل أكبر عما كنا نعيشه بسوريا، فهنا لا يمكنك أن تحظى بالحضن الدافئ أو اليد التي تربت على ظهرك بعد كل خيبة”. بدأت حفلتها في برلين بهدهدة أرمنية وقامت بترجمتها إلى العربية “يلا تنام ما راح اذبح ولا طير حمام، خليه يطير، خليه يعليّ، ياخذ مني لأرض السلام” كانت تسمعها عندما كانت صغيرة، متمنية أن يشعر الأطفال في كل مكان بالسلام، خاصة أولئك الذين عانوا من الخراب والدمار والترحال في البلاد وخارجها. الحرب لا تميّز بين البشر شماميان تصنف كواحدة من أفضل خمسة نجوم للغناء في العالم، حسب وسائل إعلام نمساوية، وحسب استفتاء لمجلة أريبيان بيزنس التي اعتبرت شماميان واحدة من أكثر 500 شخصية عربية مؤثرة في المجتمع العربي في عام 2010شماميان تصنف كواحدة من أفضل خمسة نجوم للغناء في العالم، حسب وسائل إعلام نمساوية، وحسب استفتاء لمجلة أريبيان بيزنس التي اعتبرتها واحدة من أكثر 500 شخصية عربية مؤثرة في المجتمع العربي في عام 2010 روت شماميان لجمهورها الذي غص به المسرح عن تجربة مرت بها سابقا كما مر بها الكثير من السوريين في المطارات، فبعد صعودها إلى الطائرة للذهاب إلى تونس أنزلوها لأنها تحمل جواز سفر سوري تقول مداعبة “هل من الممكن أن أكون إرهابية كيوت أسلحتي الضحكة والدلعونا؟”. وبعد انتظار دام أكثر من ساعة استطاعت الصعود إلى الطائرة مرة ثانية، وبعد يومين من الحادثة كتبت أغنية بخليط بين اللهجة السورية والتونسية ولحنتها بعنوان “يخي أنا السورية” أدت هذه الأغنية أمام تفاعل كبير من الجهمور الذي رددها معها. تقول شماميان “نحن لم نختر لوننا أو جنسيتنا أو جنسنا أو ديننا، ولكن دائما هناك من يأتي ليحاسبنا على أشياء لم نخترها” وهذا ما تتقاطع به مع جمهورها والذي لا يشعر بمسافة بينه وبينها. التواجد على المسرح يترجم شخصيتها ككل؛ مشاعرها وهواجسها وأحلامها بطريقة فنية موسيقية شفافة إلى حد ما، من المؤكد أن هناك جوانب من شخصيتها لا تظهر على المسرح. وهذا شيء طبيعي. لم يبق سوري إلا وتأثر بالحرب ونتائجها. كذلك تأثرت شماميان التي تقول بمرارة، في حوارها مع “العرب” إن “الحرب لا تميز بين الأشخاص، أنا لم أختر الحرب. فأنا مثل كل السوريين الذين يعانون منها وعلى نفس الضفة، أنا مع هؤلاء الذين اختاروا الحياة والنجاة”. وهي التي تمنت قائلة “يا ريت عنا بلاد يتخبوا فيها الولاد”. تضيف شماميان “وطني سوريا، وأنا مازلت بحالة هروب، ولا أجد أي وطن بديل. أتمنى العودة إلى سوريا. مازال معياري سوريا، لذلك أشعر أني الآن أنتمي للسماء كوني في حالة سفر دائم”. في ثنايا صوتها الشجي لا يخفى على أحد الحنين الذي يقطر من عيونها تقول “أحن للشام، لرائحتها، للون الشمس هناك، للدفء، لأهلي هناك”. ولا ينس الجمهور العربي أغنية شماميان “شآم” التي اشتهرت وبثتها الإذاعات مرارا: “فتاة صغيرة بعمر القدرْ سموت بها عن عيون البشرْ فراحت عيوني لمرآها تعلو اسبح مبدعها فيما صورْ فها قطعة من رخام تعشق رائحة الياسمين فازهرْ جوري وريحان مسك وعنبرْ فاح بصرح تلون اخضرْ”. لم تنس شماميان الضحايا والسجناء والمعتقلين على الرغم من اختلاف السجن والسجان، أهدت إليهم أغنية “رسائل” لكل من سُرقت أحلامهم بالحرية، تقول “وأجيبُك لا تحزن، هم يجهلون الوطن، وأنتَ حياةٌ بما في قيدِكَ من شجن، أنت روح الوطن، ما دامَ في الآفاقِ عصافيرٌ وريح، لن يسكتَ السّيّافُ صوتا جريح، وإن حُرِّمَ العشق، يظلُّ الحلمُ حرّا، يظلُّ أغنية بلا سجان”. فكرة مشروع إحياء التراث السوري تؤكد شماميان أنها بدأت بها قبل شروعها بالدراسة الأكاديمية للموسيقىفكرة مشروع إحياء التراث السوري تؤكد شماميان أنها بدأت بها قبل شروعها بالدراسة الأكاديمية للموسيقى وبذلك تؤكد شماميان أنها لم تقبل بأن تكون مجرد فنانة عادية. فمع الوقت تطور معها مشروعها الخاص، حين رفضت الرضوخ لمعطيات السوق، وقامت بالكتابة والتلحين والتوزيع الموسيقي للكثير من أعمالها، لتشكل هوية متفردة خاصة أنها تكتب نصوص أغانيها بلغات متعدّدة، والغناء بالسريانية والأرمنية إلى جانب الفرنسية والإنكليزية والعربية. بقيت تبحث عن المتميز والقريب اليها، ففي ألبومها الجديد خمس أغان من كلمات ماهر صبرا والذي يقول عن هذه التجربة “أول عمل فني مشترك لي مع لينا لم ينشر بعد كان من تلحين أحمد الخطيب. تم تقديمه على المسرح من حوالي ست سنوات بعدة حفلات في فرنسا ومع أوركسترا في إيطاليا من توزيع المايسترو فالتر سيفيلوتي، وسيكون ضمن مجموعة أعمال ستسجل قريبا. كان ذلك عن طريق الصدفة المحضة، حيث عُرض على لينا لحنان، عندما سمعت أحدهما، سُرقت من نفسي، وكتبت الكلمات بالعامية، ومن المعروف عن لينا أنها انتقائية بكلمات أغانيها جدا، لكن فوجئت بأنها أعجبت بالكلام وتأثرت بالمحتوى، وكانت تلك البداية. بعدها تم تسجيل خمسة أعمال من تلحين الموسيقي المميز غوكسيل باكتغير”. قوة الموسيقى الحفلات التي بدأتها شماميان من ألمانيا، هذا الخريف، سترحل إلى لندن، مونتريال، تورونتو، استوكهولم وإسطنبول. وما بين مواعيد تلك الحفلات سيتم تسجيل الأغاني وطرح بعضها بشكل منفرد قبل انتهاء العام الحالي. وقد يكون هناك تصوير لفيديو كليب مرافق. ستكون حفلة استوكهولم مميزة، لأنه على هامش الحفلة هناك ورشات عمل مع موسيقيين ومغنيات سوريين من أوروبا والجولان. وستُتوج الورشات بيوم مهرجاني ستقدم فيه أعمال للفرق الجديدة، كما سيُعقد مؤتمر للفرق المشاركة مع شماميان وجهات سويدية، موضوعه قوة تأثير الموسيقى والفنون على المجتمع. حفل شماميان في لندن الذي سيفتتح بعد يومين، هو ضمن الحفلات المميزة من حيث الأهداف، فهو إحدى الحفلات الخيرية التي تقوم بها ويعود ريعها هذه المرة لإحدى الجمعيات التي تهتم بتمويل الأبحاث لدعم مريضات سرطان الثدي، وذلك على مسرح “كادوغان” دعما لجمعية “أمل مريضات سرطان الثدي”. وقد تم تحديد الموعد كون شهر أكتوبر هو شهر التوعية بهذا المرض. نصوص أغانيها تكتبها لينا شماميان بنفسها، بلغات متعدّدة، وتغنيها بالسريانية والأرمنية إلى جانب الفرنسية والإنكليزية والعربيةنصوص أغانيها تكتبها لينا شماميان بنفسها، بلغات متعدّدة، وتغنيها بالسريانية والأرمنية إلى جانب الفرنسية والإنكليزية والعربية تقدم شماميان بحفلاتها مواهب فنية شابة فهي تؤمن أن هذه التجربة ستؤثر بشكل جذري على حياة الموهبة المشاركة، فهم يكتسبون خبرة المسرح، وهذه التجارب تساعدهم على تطوير أنفسهم، وهذا واجب على كل فنان القيام به وفاء للفن، لكن حفل لندن سيكون مختلفا، ستكون ضيفة الحفل شخصية مميزة أثرت في طفولة الكثير من المستمعين العرب وهي الفنانة ريمي بندلي التي ستشارك بعدة أغان مع شماميان، في نوستالجيا وحب وأصالة. الاقتصادية الموسيقية تخرجت شماميان من قسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد في جامعة دمشق، لكنها انتسبت أيضا إلى المعهد العالي للموسيقى بدمشق لتذهب إلى شغفها الأصيل وهو الموسيقى. أنهت دراستها من المعهد كمغنية كلاسيكية عام 2007، وبدأت فكرة مشروع إحياء التراث السوري قبل شروعها بالدراسة الأكاديمية للموسيقى، ساعدها في ذلك زملاء لها من المعهد العالي للموسيقى منهم الموسيقار باسل رجوب الذي تشارك معها من ناحية البحث والإشراف والإنتاج والإدارة والتنفيذ، ليحصلا على جائزة الموسيقى الأولى للشرق الأوسط المقدمة من راديو مونت كارلو الدولي، عن ألبوم “هالأسمر اللون”. شاركت شماميان بالعديد من ورش العمل الموسيقية مع كبار المغنين والمغنيات العالميات، مما أغنى تجربتها الموسيقية، فقد شاركت مع غلوريا سكالشي وكارمن فيلاتا في إيطاليا بالموسيقى الكلاسيكية، وفي الموسيقى العالمية والجاز شاركت مع كل من ميريديث مونك في الولايات المتحدة الأميركية، ومانفريد لوشتر في ألمانيا، وهي بدورها الآن تقوم بورشات تعليمية في ألمانيا وتونس وإسطنبول واستوكهولم. في رصيد لينا شماميان اليوم أربعة ألبومات هي “هالأسمر اللون” و”شامات” و”غزل البنات” و”لونان: بحر وإنسان”. وقد نالت أعلى نسبة تصويت كأجمل صوت امرأة عربية شابة، حسب استفتاء لراديو المدينة في دمشق 2007، وصنفت واحدة من أفضل خمسة نجوم للغناء في العالم، وأعلنت هذا التصنيف وسائل إعلام نمساوية في عام 2008، وحسب استفتاء لمجلة أريبيان بيزنس كانت واحدة من أكثر 500 شخصية عربية مؤثرة في المجتمع العربي في عام 2010.

مشاركة :