الإعلام بين حرية التعبير والمساس بالمقدسات وكرامة الإنسان

  • 10/18/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الإعلامية منى شلبي  في زمن العولمة واتساع رحب الفضاء و تغير الزمان ، نجد أن سلبيات بعض وسائل الإعلام للأسف اجتاحات المجتمعات، لتصل إلى اقتحام المقدسات والمساس بها والتدخل بخصوصيات الأشخاص أيا كانت مكانتهم في المجتمع سواء كانوا أناسا عاديين أو شخصيات عامة أومشاهير ، تحت مبررات ضعيفة، عنوانها الكبير حرية الرأي والتعبير، لكن على العكس من ذلك هذا هتك لأدبيات التعبير الحر وتشويه لمفهوم الحرية  الذي ضحى لأجلها الكثيرون .  ‘‘حرية الإعلام لا تعني الإساءة إلى المقدسات وهتك الأعراض‘‘  إننا كإعلاميين ومتابعين لواقع الإعلام الراهن أصبنا بخيبة كبيرة نتيجة للمادة التي يتم عرضها على كثير من قنواتنا العربية، تسيء إلى مقدساتنا وتسخر من هويتنا وحضارتنا الأصيلة باسم حرية التعبير والأدهى والأمر تتنصل المؤسسة الإعلامية من مسؤولياتها أمام المشاهد بما يصرح به الضيف  والمشكلة لو تعلق الأمر بسياسة القناة العامة فإنها تضع الخطوط الحمر، الواحد تلوى الآخر، لكن إذا تعلق الأمر بهتك الأعراض والمساس بالمقدسات، تسقط كل الخطوط بكل ألوانها  عند أعتاب حرية الرأي، لأن ذلك يسمى جريمة قبل أن يكون في حق المقدسات أو الأشخاص، فهي جريمة في حق مهنة وجدت أساسا لتشمخ عاليا بالمجتمعات لخدمتها وتساهم في ترقيتها وتطويرها ، لا في إهانة حضارتها ومقدساتها ورموزها. ‘‘حماية المقدسات وكرامة الإنسان من مسؤولية المؤسسة الإعلامية‘‘     في خضم ما نراه من تجاوزات مستمرة في حق مقدساتنا والمساس بكرامة الإنسان من خلال البرامج التي تذاع عبر وسائل الإعلام المختلفة، هناك استياء جماهيري بدأ يعلو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يرفض المساس بمقدساته تحت أي مبرر، لذلك كان لزاما على كل إدارة وسيلة إعلامية مرئية أو مسموعة أو مكتوبة أن تضع شروطا ثابتة ومسبقة على كل من يظهر على المواقع و شاشات القنوات بالمباشر أو غير المباشر ....، قوامها عدم المساس بالمقدسات وبكرامة الأفراد والمجموعات،  ليس درءً للفتن فحسب، بل لتأكيد الهوية الإعلامية والمهنية الراقية لهذه الوسيلة أو تلك  ولإبراز رسالة الإعلام السامية. ‘‘الإعلام بالجوهر هو رسالة يستقي منها الأجيال المعرفة والثقافة‘‘ منذ متى أصبح الإعلام وسيلة لنشر الفساد والتشهير بالناس ونشر خصوصياتهم والمساس بمقدساتهم لأجل سبق صحفي، هذه مغالطة كبيرة تشوه جوهر الرسالة الحقيقية للإعلام الذي قام على بناء صرحه بمبادئ خالدة، تهدف إلى خدمة المجتمعات وتنوير الأجيال بالمعرفة والثقافة، فالمجتمعات في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها أمتنا، تحتاج إلى من يدفعها إلى الأمام ويساهم في توعيتها ونشر كل ما يساعد في نضج فكرها والتمسك بهويتها ، ليخرجها من هذا الضياع الذي تسبب فيه للأسف بعض الإعلام المنحرف القائم على أجندات غريبة عن ثقافتنا وهويتنا وحضارتنا العربية الأصيلة.

مشاركة :