شارك وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي في الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات 2018 الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بتنظيم من المجلس الأعلى للأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وخلال حفل الافتتاح، ألقى وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية كلمة بعنوان «المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر» قال فيها إنه لا شك ان وسائل الإعلام والاتصال تشهد بجميع أشكالها التقليدية والحديثة تطورات متلاحقة وغيـر مسبوقة، ولم تعد وسائل الإعلام مجرد قنوات لنشر الأخبار وتداول المعلومات أو الترفيه، بل تحولت إلى صناعة عالمية ضخمة ومؤثرة. وأوضح أن من أبرز المؤشرات إلى ذلك تزايد الإنفاق العالمي على الإعلام بما يصل إلى 1.7 تريليون دولار أمريكي سنويًا، يمثل الإعلام الإلكتروني أو الرقمي نسبة 45% منه، وارتفاع أعداد القنوات الفضائية الخاصة، من بينها (963) قناة عربية خاصة تمثل نسبة 86% من إجمالي القنوات الفضائية العربية، وزيادة أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي الى 37% من سكان العالم، من بينهم 193 مليون مستخدم عربي يشكلون قرابة نصف سكان الوطن العربي. وأشار إلى أنه في عام 1990 في أثناء الغزو العراقي للكويت، لم يكن المشاهد الخليجي يعرف الفضائيات، ولا يعرف غير هذه القنوات (القنوات الرسمية)، وفي عام 2003 عند سقوط بغداد لم تكن هذه البرامج موجودة (تويتر، انستغرام، سناب، يوتيوب، واتسآب)، وفي عام 2011 كان صناع ما يسمى الربيع العربي قد دخلوا موسم الحصاد، فكانت النتائج المدمرة لدول أصبحت بقايا دول. وتابع «لماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ؟ ولماذا تصرف قطر المليارات على إعلام يهدف إلى إسقاط الأنظمة العربية وتهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية؟ ولماذا سوقت الجزيرة القطرية حصرياً خطابات جميع قادة الإرهاب بلا استثناء وتبث افلام المختطفين، وتوصل رسائل غير مباشرة على حسن معاملة الخاطف؟ ولماذا تستخدم الجزيرة القطرية مصطلحات إيجابية وتؤكد دائماً إسلامية كل الجماعات الإرهابية، وفي استفتاءاتها تكشف عن رأسها. وأوضح أن الجزيرة الانجليزية تستخدم كلمة (قتيل) للفلسطيني وتسمية شهيد في الجزيرة العربية، وقد تمكنت من اختراق حالة الوعي الوطني لدى الجمهور وإعادة تشكيله برؤية جديدة. و قدمت رواية مغلوطة عن النضال العربي، وخلقت في كل بلد عربي أزمة، وشوهت قيادات وطنية وضللت الناس وجعلت من أشباه المثقفين والمشبوهين أبطالاً ونجومًا في عالم الإعلام المسيس، فهذه الحالة التي تدعى «الجزيرة القطرية» تفرض على مراكز الدراسات العربية مسؤولية دراستها وبحث تأثيرها السلبي على الأمن القومي العربي. وأكد الوزير أنه من هنا يجب ان تكون لدينا منظومة اعلامية متكاملة لمواجهة خطر الاعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعا وليس ردود الأفعال، فالشعوب العربية اليوم ترى حجم المؤامرة على المملكة العربية السعودية والخليج العربي والوطن العربي الاكبر، هذه الهجمة غير الأخلاقية من خلال منظومة اعلامية استمرت لأكثر من 20 سنة كان الشارع العربي مغيبا عنها.
مشاركة :