حاز لقباً أدخل الفرحة إلى قلوب شعب يرزح تحت الاحتلال فكان انتصاراً من نوع آخر. يعترف «محبوب العرب» يعقوب شاهين بأن لقب «أراب أيدول» كشف له أصدقاءه الحقيقيين، ويشير إلى المرحلة التي جمعته بمحمد عساف. ويؤكد أن الاستمرارية تحتاج إلى بذل الجهد وتقديم الأعمال التي تنال إعجاب الجمهور. عن مرحلة ما بعد «أراب أيدول» وأعماله الجديدة وأسلوب حياته، يتحدث نجم الموسم الرابع من «أراب أيدول» الفلسطيني يعقوب شاهين في هذا الحوار الذي ينشر بالتزامن مع المجلة الشقيقة «لها». > ماذا عن مرحلة ما بعد «أراب أيدول»؟ - بعدما أمضينا ما بين ستة وسبعة أشهر بعيداً من الناس وكانت حياتنا شبه طبيعية، مع تدريبات صوتية وتصوير أسبوعي، وجدنا عندما خرجنا من البرنامج أن كل شيء تغير وأننا حققنا ما كنا نطمح إليه. قمت بجولات في أميركا وكندا والسويد والإمارات وفلسطين والبحرين، وفي كل مكان وجدت فيه كنت ألمس محبة الناس الذين كانوا سبباً في نجاحنا، وسعادتهم وتفاعلهم في كل حفلاتي. شعرت بمسؤولية كبيرة بأنني يجب أن أحافظ على محبة الناس وأقدم لهم الأفضل. > ما الذي تعلمته من تجربة «أراب أيدول»؟ - تعلمت الصبر، واكتسبت خبرة موسيقية وفنية أكثر، ووسّعت مروحة علاقاتي، وعرفت معنى الإنتاج وكيفية إنتاج أعمال فنية خاصة. > ما مدى تأثير القضايا الإنسانية في برامج المواهب؟ وإلى أي مدى المعاناة تولد مواهب عند الشعوب التي تعيش أزمة أو ترزح تحت الاحتلال؟ - بالتأكيد المعاناة تولّد موهبة، لكن أريد أن يحبني الجمهور لشخصي لا تعاطفاً مع قضيتي، لأن قضيتي أسمى مني وأكبر منا جميعاً. قضيتي هي قضية أناس ضحّوا بحياتهم واستشهدوا ولوحقوا ولا يزال هناك كثر من الأسرى في السجون الإسرائيلية، فمن أنا لأتاجر بهذه القضية؟ لم ولن أتاجر بقضيتي يوماً. بالتأكيد الشعب الفلسطيني مشتت في بقاع الأرض، لكننا نجد التلاحم والمحبة، وفوزي باللقب هو نصر من نوع آخر. وعندما أتحدث عن قضيتي، أتحدث لأن على عاتقي مسؤولية إيصال رسالة إلى العالم أن هذه القضية موجودة وحية. كما أننا لم نصل إلى مرحلة متقدمة في البرنامج، إلا لأننا نملك موهبة وليس تعاطفاً مع قضايانا العربية المحقّة. المواهب الفلسطينية في برامج الهواة نافست بقوة وكانت لها حصة كبيرة. ليس شرطاً أن يكون للإنسان قضية لكي ينجح بل الإصرار الموجود في كل شخص فينا هو الذي يوصلنا، وهناك المزيد من الفنانين في فلسطين، لأنها أرض خصبة للفنانين والمثقفين. > كيف كان لقاؤك مع الجمهور الفلسطيني في فلسطين؟ - كان شعوراً رائعاً جداً، لا يمكن أن أصف محبة الناس وكأنني في عالم آخر، لم أصدق ما حصل معي، ثم توجهت إلى رام الله وزرت الرئيس محمود عباس ووجدت اهتماماً كبيراً من فلسطين حكومةً وشعباً. في بيت لحم، استقبلني عشرات الآلاف كأنهم يشعرون بفرحة النصر لأن اسم فلسطين يتم تداوله حول العالم. اليوم كل واحد منا هو سفير لبلده ويعكس صورة جميلة عن بلده. > ما الصورة التي ترغب في نقلها إلى العالم عن فلسطين؟ - صحيح أننا نعيش مآسي ومعاناة وثمة شريحة مسحوقة في المجتمع، لكننا شعب يحب الحياة ولدينا أمل وهذا الأمل هو الذي يصبّرنا، وبلادنا جميلة جداً. > هل تخصصت في الهندسة لأنه لم يكن لديك أمل بمستقبل فني في فلسطين؟ - الشهادة في أي مكان هي بمثابة سلاح للإنسان، والفنون في فلسطين على مستوى محلي لا تؤمّن مدخولاً ومستقبلاً جيداً، وقد عملت في مجال الهندسة الداخلية لفترة، ولكن بعدها قررت أن أتبع شغفي في الفن وشاركت في «أراب أيدول». > قبل دخولك إلى «أراب أيدول» لم تكن شخصية معروفة، وبعد خروجك من البرنامج تعرف إليك العالم العربي، هل اكتشفت أن بعض الأصدقاء لم يكونوا أصدقاء حقيقيين؟ - بعد النجاح، بقي إلى جانبي كثر من الأصدقاء وثمة من خذلني، وأنا من النوع الذي يحافظ على أن تكون الدائرة الأولى المحيطة بي مغلقة بإحكام. > قيل إنك تحضّر لأغنية جديدة تتناول موضوع الغدر والطعن في الظهر، ما صحة هذا الخبر؟ - أحضّر لأغنية مصرية سأصدرها في الشتاء، لكنني سأصدر أخرى قريباً. بالنسبة إلى الأغنية المصرية ستتناول موضوع الطبيعة البشرية، ومدى اختلاف الناس وتغيرهم وتلوّنهم. الأغنية تصف حالتي وكل ما حصل معي من مرحلة «أراب أيدول» وما بعدها. > ما الشخصية التي كوّنتها في «أراب أيدول»؟ - شاركت في البرنامج وشخصيتي كانت قد تكونت، كسرت قليلاً حاجز الخجل وبت أتكلم أكثر وأعبّر عن رأيي. ربما أمام الكاميرا أشعر ببعض الخجل، ولكن أحصّل حقي بجرأة. > من هنّأك بعد إصدار «شو الفكرة» و «الرقم الثاني»؟ - هنّأني كثيرون على أغنيتي الأولى، ولكن بالنسبة إلى الأغنية الثانية وحده محمد عساف من هنّأني. > هل من الممكن أن تتعاون مع عساف؟ - ولمَ لا؟ المستقبل يحمل الكثير من المفاجأت. في صغرنا، غنينا معاً في فلسطين، كان التعاون مع بداية الحصار على غزة، كنا نتعامل مع مؤسسة اسمها «بيالارا»، أصدرت لنا ألبوماً صغيراً وكان معنا عدد من الأطفال... غنّى عساف حينذاك في غزة وأنا في بيت لحم. > ما الرسالة التي تحاول نقلها من خلال إحيائك حفلاً بالتزامن مع قصف تتعرض له إحدى المناطق الفلسطينية؟ - لم ولن أغنّي في لحظة يتعرض فيها أبناء الشعب الفلسطيني للقتل، حتى أنني ألغيت الكثير من الحفلات لهذا السبب، إذ ليس منطقياً أن أحيي حفلات وأنسى أن أبناء وطني يُقتلون، وقد ضحّوا بأنفسهم من أجل هذه الأرض، فأقل واجباتي أن أؤجل أو ألغي أي نشاط فني احتراماً لهم ولتضحياتهم. منذ بداية عام 2018 وحتى اليوم ألغيت نحو خمس حفلات كنت سأحييها في فلسطين. > هل ثمة مدينة فلسطينية لم تزرها وترغب في زيارتها؟ - أرغب في زيارة غزة، للأسف لم أزرها بعد، ونبحث حالياً عن طريقة أدخل فيها مع منظمة اليونيسف لأهداف إنسانية. > لدى الشعب الفلسطيني الكثير من القضايا الملحّة، ولكن ما هي القضية التي تدخل من أجلها إلى غزة ومن تساعد؟ - أساعد الشباب، لأن هذه الفئة هي عماد الوطن والتي ستكون في المراكز الحكومية لاحقاً وستنهض بالدولة الفلسطينية وتبنيها على أسس متينة، إذا فقد الشباب الحماسة والقوة وتحطمت أحلامهم فهذه كارثة. بالإصرار والتوفيق من الله استطعت أن أحقق هذا النجاح، وبالتالي من واجبي أن أساعد الآخرين معنوياً، وربما أوصلهم إلى جهة معينة من خلال علاقاتي، وهذا واجب كل فرد منا. > أنت ومحمد عساف وأمير دندن وحتى نادين الخطيب، أسماء فلسطينية لمعت. ذكرت أن هناك الكثير من الأصوات الجميلة في فلسطين، هل أنتم محظوظون لأنكم استطعتم إيصال أصواتكم إلى العالم؟ - الأمر لا يتعلق بالحظ، لكنْ ثمة أشخاصاً يملكون موهبة إلا أنهم لم يحترموها. منذ أن اكتشفت موهبتي لغاية اليوم وأنا أحترم هذه الموهبة، وأبذل جهداً كبيراً لكي أطوّرها، ولكن من يهمل هذه الموهبة لن يحقق النجاح، علينا أن نسعى ونتعب ويبقى التوفيق من الله. > ستُلام لأنك أصدرت أغنيتين باللهجة اللبنانية وستصدر أخرى بالمصرية، ولم تطرح أي أغنية باللهجة الفلسطينية. - اللهجة الفلسطينية قريبة من تلك اللبنانية، وبالتأكيد سأصدر أغنية باللهجة الفلسطينية البيضاء، كما أن المصطلحات الفلسطينية تشبه مصطلحات بلاد الشام ومصر. > هل محمد عساف هو الذي كسر الحصار المفروض على الفنان الفلسطيني، وبالتالي بات يستطيع المشاركة في برامج مواهب ويحقق نجاحاً؟ - المواهب الفلسطينية شاركت في الكثير من البرامج، «سوبر ستار»، «ستار أكاديمي»... ولكن الذي اختلف اليوم هو مواقع التواصل الاجتماعي التي تلعب دوراً كبيراً في دعم الموهبة، وبالتأكيد الموهبة الحقيقية تثبت نفسها. > على أي مسرح يهمك أن توصل صوت القضية الفلسطينية؟ - على كل مسارح العالم، خصوصاً على المسارح الغربية، لأن الدول العربية تدرك حقيقة القضية الفلسطينية ولكن الشعوب الأجنبية الموضوع عندها مختلف. سأوصل صوت القضية الصح وأمثّل بلدي أمامها بصورة جميلة.
مشاركة :