عندما تسُوقُ قناة الجزيرة الرأيَ العام إلى الجحيم!! عبدالمحسن محمد الحارثي استطاعت قناة الجزيرة- مع أذنابها من الصُّحف والصحفيين – أنْ تخدع العالم بأسره في قضيّة اختفاء جمال خاشقجي ، ولم يستطع العالم بأسره أنْ يخدع قناة الجزيرة حتّى الآن ؛ لأنّ اختفاء الحقيقة كان بسبب ظهور الخِداع! فإذا كانت الصحافة الركن الأعظم من أركان دعائم الحضارة والعمران ؛ فلماذا تُستغل من قِبَل المُخادعين ؟!والجواب على هذا الإستفهام بكل وضوح ، هو: هدم العالم الحُر .. فلم تُعدْ الصحافة من أجلِّ المهن في العالم ؛ لأنها أُختُرِقَت ، بالمال ، فأصبحت أرضاً خصبة للمخادعين المفسدين الذين حوّلوا الصحافة من قيمة سِلْم كونها رسالة.. إلىقيمة حربٍ كونها رصاصة!فإذا عمِلَت الصُّحُف للسِّلم ؛ فهي صحائف ، وإذا عملت للحربِ ؛ فهي صفائح! وعندما تكون الصحافة بوقاً للحرب ، وصوتاً للمخادعين. وسيفاً للمعتدين ، وملاذاً للظالمين ؛ فإنها بذلك مسؤولة عن توجيه الرأي العام الذي يُعدُّ السلطة الفعّالة في الدُّول الديموقراطية ، ودليلُ ذلك أنّ الرئيس في الولايات المتحدة يحكمُ أربع سنوات ، وتحكُمُ الصحافة إلى الأبد! إنّ قناة تلفزيونية كقناة الجزيرة أراها تصنع الأخبار ولا تُورِدُها ، فهي ألْسُنُ المجانين ، تُنطِقُها الغواية. ولا يستميلها العقل ، وواقِعُها أنَّها تُقاد ، لا أنْ تقود!وعادةً القناة التي تُثير الضجيج من حولها ، تكون دائماً مُتألمة ، فأصبحت فمٌ للمخادعين الظالمين الحاسدين ، وأُذنٌ للحُكّام المُتربِّصين ، قُوتُها الأخبار الكاذبة. لقد ضاع العالم بين أصحاب الهوى ؛ لأنَّ الهوى مُختص بالآراء والاعتقادات ، وبين الشهوة المُختصّة بنيل المُستلذَّات ، فصارت الشهوة من نتائج الهوى ، وهي أخصُّ ، والهوى أصل وهو أعم ، وتلك طبيعة دولة قناة الجزيرة ، التي غِذاؤها بالملايين ، وسوف تُضاعف خسائر المُتربِّصين ، وتلك طبيعة الرأسماليين . ولن نذهبَ بعيداً ؛ لنقول: أنّ هذا العالم بلا خلاف واختلاف ، بل هي للاختلاف أقرب ، وتلك طبيعة خلق الله في الناس أجمعين…يقول تعالى:( ولوشاء ربُّك لجعل النّاس أُمَّةً واحدة ولا يزالون مُختلِفِين).وقوله تعالى؛( ومن آياتهِ خلْقُ السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنّ في ذلك لآيات للعالمين).يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:رُبَّ قُبحٍ عندَ زيدٍ ، هو حسنٌ عندَ بكرِفهُما ضِدَّان فيه ، وهو وهمٌ عندَ عمروفمن الصادقُ فيما يدّعيه ليت شِعْري!
مشاركة :