لم يشأ الفتى الوسيم إلا أن يكون عاشقا للحياة.. مثلما تعشقته.. يغني لها شجن الشاعرِ فتعزف له لحن الفنان.. تتشبث به مفتونة بروحه.. ويتشبث بها مفتونا بوهجها يتقاطع معها في تضاريسها.. كما تمتزج معه في مناخاته.. كتبها في ترحاله وقصائده وكتبته في مدن مهجورة وأخرى مألوفة.. بين وجوه متباينة ووجوه متشابهة.. كان يبحث عن ملامح تتطابق مع تقاسيم وجهه.. قرأ الوجوه.. وقرأته .. علقها فعلقت به.. كتبها قصيدة فكتبته حياة.. كان يتحسس الأرض فيرفع خطواته وهو يمشي حتى لا يجرح التراب الذي حمل ذات زمن سيده الأول.. يشتم رائحة الشعاب وهي تفوح برائحة لا شبيه لها. فيتصعد في فضاء لا شعوري من الفرح.. هناك حيث خطت قدماه على أرض ليست كالأرض وتحت سماء لا كالسماوات.. كسته وقارا ودثرته قيما وزملته خلقا.. فكان التواضع أصلا لا تصنعا والسمو الروحي تدينا لا رياء.. إنه الناسك في محراب الأخلاق.. المتبتل على سجادة العطاء.. السامي مقاما.. النابض شعرا..
مشاركة :