كانت الدواوين، ولا تزال، ظاهرة اجتماعية كويتية منذ العقود الماضية فقد وجد فيها أهل ا لكويت جسراً للتواصل وابداء الرأي والتعارف والتعاون حتى غدت من ضرورات الحياة الاجتماعية اليومية لدى الكويتي، وقد تناقلت الاجيال المتعاقبة هذه الظاهرة جيلا بعد جيل، فأكدت هذه الدواوين اهميتها ودورها في معالجة العديد من القضايا الاجتماعية والتجارية في سنوات ما قبل النفط وحتى بعد اكتشافه بعيدا عن المحاكم. وقد امتازت الاحياء الكويتية القديمة بالدواوين، سواء في الحي الشرقي او القبلي او الحي الاوسط. وكلها كانت ميداناً للقاءات اهل الكويت وتبادل الاحاديث فيما بينهم في لقاءات يومية اخوية تؤكد طبيعة العلاقة الاجتماعية بين الكويتيين.. واما في المناسبات فإن الدواوين كانت، ولاتزال، مكاناً لقبول التعازي، وموقعاً لإقامة الافراح قديما، حيث يكون تقديم التهاني في هذه الدواوين ومنها يغادر المعرس الى بيت الزوجية، واما في الاعياد فإن هذه الدواوين تكون مكاناً للاستقبال والتهاني، وقد اعتاد حكام الكويت قديماً على زيارة اصحاب الدواوين بعد صلاة العيد، حيث يتحرك موكب الحاكم متجهاً إلى دواوين الحي الشرقي والحي القبلي وحي المرقاب في صورة اجتماعية رفيعة تعكس طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم. في عام 1966م، قام المغفور له الشيخ صباح السالم حاكم البلاد آنذاك بزيارة إلى ديوان المرحوم عبداللطيف سليمان العثمان بالحي القبلي.
مشاركة :