قُل: آمين واتركْ عنكَ سوداويّةَ خطلِ فهمك لـ: النّهي عن المنكر والذي أحالك مع الجهلِ في فقهيات: الأمر بالمعروف إلى قاطعِ طريقٍ وبامتيازٍ إذ ما برحتَ بفظاظتِكَ تحول ما بين الناسِ وبين هِدايتهم بسببٍ مما أنتَ عليه من غِلظةٍ أخذت عليك بمجامع قلبكَ وطفقتَ بغلوّك تتنكّب طريق الداعي إلى الله على بصيرة والذي من أجل مهامّه (فقهاً وديانةً) الاشتغال الحثيث بمنطقِ اللين هدياً بالغ الرّحمة لكلِّ المدعوين ابتغاء أن يفتح كلّ الطرق الشعرية والتي من شأنها أن تنتهي بالناس أجمعين إلى حيث الجنّة ونعم المصير.! وإذا ما أمّنت على الدعاء عنوان المقالة فيمكنك بعْدئذ أن تقرأ ما يلي.. لتعرفَ وعن بيّنةٍ من أين جاءت صياغة هذا العنوان: قال القشيري (ت 365 هـ): سمعت إبراهيم الأطرش يقول: كنا قعوداً ببغداد مع معروف الكرخي على نهر دجلة، إذ مرَّ بنا قوم أحداث في زورق يضربون بالدف ويشربون ويلعبون، فقلنا لمعروف: ألا تراهم كيف يعصون الله مجاهرين؟ ادع الله تعالى عليهم، فوضع يديه وقال: إلهي كما فرحتهم في الدُّنيا ففرحهم في الآخرة، فقلنا: إنما سألناك أن تدعو عليهم.. قال: إذا فرّحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم شيء (الرِّسالة القشيرية) ما من شيءٍ صنعه: الكرخي غير أنّه قد فَقِه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذ قَالَ: (جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ دَوْساً قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وَأْتِ بِهِمْ)، ومع أنّ الحديثَ فيصلٌ في المسألةِ ويقطعُ بالتالي قول كلّ (غالٍ) غير أنّه طالما تمّت تنحيته جانباً لغلبةِ الهوى/ولقسوةٍ في الطّباع إذ يجعل القوم (من ربعنا) مما نُسِب للعزّ بن عبدالسلام هو: الأصل الذي يدينون به تعاملاً مع أهل: المعصية! على النحو الذي يُسفر عن تشدّدٍ تنقضُه وبإحكامٍ النصوص المبرمة والمتضافرة في باب الرّفق واللين. وعلى أيّ حالٍ فلقد عنيتُ بما نُسبَ للعزّ بن عبدالسلام ذلك الدعاء المشهور والذي (تُلعلع) به الحناجر في الجمع وفي أدعية القنوات.. أحسبكم قد عرفتموه.. نعم هو هذا: (اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً يُعزّ فيه أهل طاعتك ويّذل فيه أهل معصيتك)! وهو إطلاق على أهل المعصية بعامةٍ وما أحسب أنّ مسلماً ولو لم يكن مصرّاً - سيكون سالماً من وابل سهام هذا الدعاء.! وعند التحقيق يتوضّح ما يلي: *إن الدعاء المنسوب للعزّ بن عبدالسلام قد كان مسبوقاً إليه وذلك أنّه مأثورٌ عمن سلف غير أنّه بصيغةٍ أخرى تتفق ما جاءت به السنة مما ألمحتُ إليه قبلاً. نقلا عن مكة
مشاركة :