● تبقى الكلمة المكتوبة ولغة الحروف بكل أشكال الأدبيات والكتابة والتعبير ؛ هي اللغة الباقية والخالدة والمفهومة، ولنا من تاريخ الأدب والفلسفة والقانون والعلوم والدين وحتى النظريات السياسية وغيرها من فلسفات ونظريات علمية...مراجع مهمة لا يستغنى عنها ويرجع إليها عند بحث وتمحيص عن حقيقة وفهم لعقل ورأي كتبه صاحبه منذ قرون وبقيت خالدة ومحفوظة.. لدليل على أهمية الحرف والكلمة والقلم.● فعندما أقرأ روايات تحمل تجارب وحكايا وخيال مؤلفها بعمق وفكر، فإنه يضيف لي الكثير، وعندما أقرأ أبيات قصيدة كتبت في عصور جاهلية وعصور حديثة، فإنها تنبئ لي عن صاحبها ورهافة مشاعره وعمق فكره، وتقدم حكماً وعبراً تخاطب العقول والواقع، عندما أقرأ مقالاً أو كتاباً سياسياً أو أدبياً أو نقداً، فإنني أسمع نبرة صاحبه الهادئة أو الصارخة !. كل تلك المدارس وأدبيات الكتابة تجعل لكاتبها حضورا.. وتأثيرا فلا يستهين صاحب القلم من حضوره ووجود قلمه متى كان صاحب رأي وموهبة أدبية حقيقية في زمن ضج بالأقلام الباحثة عن شهرة على حساب أقلام مأجورة..!● قد يظن أصحاب الكراسي والمناصب.. أن هذا الرأي أو الدراسة لن يقرأه أحد! ولن يكون مؤثراً ! ولن يجد له صدى! ولكنهم يجهلون إن كانت هناك أمة تعيش في أُمية وجهل اختارته بعدم تصفح كتاب وقراءة مقال وبحث وفهم لما بين السطور، فإنها لن تفهم وتتقدم ! فهناك شعوب يبدأون يومهم بكتاب يرافقهم على مائدة إفطار إلى رحلة قطار، وسفر بالطائرة وفي لحظات انتظار وغيرها من ساعات من تحديد وقت لغذاء الروح والفكر قبل أي شيء.● أحترم وأقدر المسؤول الذي يقرأ ما يوضع على مكتبه وجدول أعماله ويفهم ما تحمله الملفات والأوراق ولا يخجل من سؤال من هو أصغر منه وظيفياً وعمراً في تقديم المعلومة وتفسيرها وفهم ما يجهله، لا أن يكون ذلك المسؤول جل اهتمامه عدسات التصوير واللقاءات الصحفية والمتلفزة لإثبات الوجود لدى من هم أكبر منه قيادة!.● أقدر من يحمل أوراقه ويمثل بلده في مؤتمرات واجتماعات ويقضي ساعات الاجتماع وتمثيل وطنه وجهة عمله خير تمثيل بقراءة ما يوضع أمامه على طاولة الاجتماع، لا أن يقتصر حضوره على يوم الافتتاح وحفل الختام لتلتقطه عدسات الكاميرات ! ليعود دون قدره على نقل ما استفاد منه هناك لعمله ووطنه!.● يجهل كثير من الناس أهمية أن تكون قارئاً ومثقفاً حقيقياً لذاتك قبل غيرك، لأن ذلك يجعل لك قوة حضور وتميز حجة وقوة وصلابة رأي،لا يمكن التأثير عليه متى كان صائبا، بناء على حقائق ومراجع ووقائع، وليس على خيال وتأليف ونقل وتفلسف لأجل إثبات الحضور لا أكثر!● الفرق بيننا وبين الغرب والشعوب الأجنبية في أوروبا وأمريكا وكندا والهند وغيرهم من شعوب.. أنهم يفكرون للمستقبل من خلال كل ما يقومون به ومن خلال السعي الحقيقي لتطوير مهاراتهم وشخصياتهم من خلال القراءة والاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة لخدمة خططهم ورؤيتهم المستقبلية ودولهم.● آخر جرة قلم: عندما نكون أمة اقرأ.. يجب أن نعيد للكتاب والقلم هيبتهما ووجودهما وحضورهما في المدارس والتعليم ومكتبة المدرسة والجامعة والمنزل.. عندما تكون صاحب قلم ورأي لتكون لك كلمة مؤثرة وصادقة تجعل لك حضوراً وتميزاً ليس فقط الآن بين كم الأقلام !.. وإنما حروف وكلمات مرجع صادق للأجيال.حرية التعبير لن تُغتال ولن تموت. تبقى الكلمة الصادقة القوية سلاحاً دائما خالدا في حياة كاتبه وبعد رحيله، تبقى حروفه شاهدة وحاضرة له إنه كان هنا، وترك بصمة لا يمكن أن تمحى أو يُطمس أثرها ووقعها في العقول والأرواح وإن كثرت الأقلام المزيفة!.سلوى الملاalsalwa@alwatan.com.kwTw:@salwaalmulla
مشاركة :