تناول الأسبرين يومياً لا يسهم في حياة أطول «خالية من الإعاقة»

  • 10/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تكشف دراسة سريرية كبيرة شملت آلاف المسنين الأصحاء الذين لا يملكون تاريخاً مع مشاكل القلب أو السكتة الدماغية أن أخذ جرعة متدنية من الأسبرين يومياً لم يساعدهم في عيش حياة أطول خالية من الإعاقة أو الخرف. لكن الباحثين يشيرون إلى ضرورة إجراء مزيد من التحليل بغية تحديد خطر الوفاة جراء أسباب محددة، من بينها مرض القلب والسرطان. توصلت دراسة بعنوان «دور الأسبرين في الحد من الحوادث في حالة المسنين»، وهي تجربة دولية عمياء مزدوجة عشوائية مضبوطة بواسطة علاج وهمي ولا تزال مستمرة، إلى اكتشافات جديدة بشأن تأثير هذا الدواء. تقدّم ثلاثة تقارير نُشرت أخيراً في مجلة «نيو إنغلند للطب» هذه الاكتشافات الأولية وتناقشها: أولاً تركز على الحوادث القلبية الوعائية والنزف، ثم تعالج مسألة العيش من دون إعاقة، وأخيراً تتناول الوفاة جراء شتى الأسباب. الفوائد والمخاطر لدى المسنين السبب الرئيس وراء هذا البحث واقع أن الفوائد والمخاطر لم تُقيَّم في حالة المسنين الذين يأخذون جرعة منخفضة من الأسبرين يومياً. برهنت دراسات سابقة أن «العلاج بجرعة منخفضة من الأسبرين» يحد من خطر «الأحداث الوعائية»، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية. لكن هذه الدراسات ركّزت خصوصاً على مَن بلغوا منتصف العمر. بالإضافة إلى ذلك، صبت هذه الدراسات اهتمامها على النتائج القلبية الوعائية، في حين أن التأثير «المرجو» من الطب الوقائي في حالة المسنين يُفترض أن يكون مساعدتهم على العيش حياة أطول «خالية من الإعاقة الوظيفية». يذكر ريتشارد ج. هودز، مدير المعهد الوطني للشيخوخة: «تشير التوجيهات السريرية إلى فوائد الأسبرين في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية في حالة مَن يعانون حالات وعائية، من بينها مرض الشريان التاجي». لكنه يضيف موضحاً: «كان مصدر القلق الأكبر عدم معرفتنا ما إذا كان الأسبرين مفيداً للمسنين الأصحاء الذين لا يعانون حالات مماثلة». يشكّل المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة الأميركية أحد معاهد الصحة الوطنية وإحدى المؤسسات المشاركة في التجربة. تصميم الدراسة بدأت دراسة «دور الأسبرين في الحد من الحوادث في حالة المسنين» في عام 2010، واستعانت بنحو 16703 أشخاص يبلغون من العمر 70 سنة أو أكثر في أستراليا و2411 في الولايات المتحدة. وبلغ متوسط فترة المتابعة للاكتشافات الحالية 4.7 سنوات. ومن المتوقع أن تنتهي الدراسة بالكامل في يناير 2019. بلغت سن قبول المشاركين 65 سنة أو أكثر فقط للأميركيين المنتمين إلى أصول أفريقية أو لاتينية في الولايات المتحدة لأن هذه الفئات تُعتبر أكثر عرضة للإصابة بالخرف وأمراض قلبية وعائية. استبعدت الدراسة أي شخص يعاني الإعاقة الجسدية، أو الخرف، أو حالة أو أكثر تفرض عليهم أخذ الأسبرين. من بين 19114 مشاركاً في التجربة، وُزّع 9525 عشوائياً على المجموعة الأولى التي تناولت مئة مليغرام من الأسبرين يومياً و9589 آخرون على المجموعة الثانية التي أُعطيت دواء وهمياً. اكتشافات أولية مهمة تظهر الاكتشافات الأولوية عموماً ألا تأثير لجرعة الأسبرين المنخفضة اليومية في الخرف والعيش حياة خالية من الإعاقة مقارنةً بالعلاج الوهمي. من بين مَن تناولوا الأسبرين، ظل 90.3% أحياء من دون الإصابة بالخرف أو أية «إعاقة جسدية مستمرة» حتى نهاية فترة المتابعة، مقارنة بـ90.5% ممن أخذوا العلاج الوهمي. ولم تختلف أيضاً نسبة الخرف بين المجموعتين. كذلك جاءت معدلات الإعاقة متطابقة تقريباً. بالإضافة إلى ذلك، جاءت معدلات النوبات القلبية غير المميتة، ومرض القلب التاجي، والسكتات الدماغية الإقفارية المميتة وغير المميتة متشابهة عموماً في مجموعتَي الأسبرين والعلاج الوهمي. علاوة على ذلك، من المعروف أن تناول الأسبرين بانتظام يزيد خطر التعرض لنزف خطير. وتُظهر النتائج الأخيرة ارتفاع هذا الخطر كثيراً في مجموعة الأسبرين، خصوصاً في المعدة والأمعاء فضلاً عن الدماغ. جاء نصف حالات الوفاة خلال مرحلة المتابعة بين مرضى السرطان. ولا يُعتبر هذا أمراً مفاجئاً في دراسة لمسنين. لكن المفاجئ احتمال ارتفاع خطر الوفاة جراء السرطان بين المجموعة التي أخذت الأسبرين، مع أن بعض الدراسات أشار إلى أن الأخير يحد من هذا الخطر. لذلك يجري الفريق راهناً تحليلاً للبيانات المرتبطة بالسرطان في هذه التجربة. كذلك يحض آخرين على التعاطي مع هذا الاكتشاف تحديداً «بحذر» إلى حين الانتهاء من التحليل. تعود 19% إضافية من حالات الوفاة إلى السكتات الدماغية ومرض القلب و5% إلى حالات نزف خطيرة. الحاجة إلى المزيد من الأبحاث يذكر إيفان هادلي، مدير قسم طب الشيخوخة ودراسة الشيخوخة السريرية في المعهد الوطني للشيخوخة: «من الضروري مواصلة متابعة المشاركين في دراسة «دور الأسبرين في الحد من الحوادث في حالة المسنين»، لا سيما أن التأثيرات الطويلة الأمد في المخاطر المرتبطة بنتائج مثل السرطان والخرف قد تختلف عما توصلت إليه الدراسة حتى اليوم». بدأ الفريق يرسم خططاً لمراقبة أفراد على الأمد الطويل ولمواصلة تحليل البيانات. في هذه الأثناء، على المسنين طلب النصيحة من أطبائهم بشأن استعمال الأسبرين كإجراء وقائي، حسبما يوصي هادلي. يوضح أن هدف هذه التجربة لم يكن دراسة مَن يأخذون الأسبرين لأن من المعروف أنهم يُعتبرون أكثر عرضة للحوادث القلبية الوعائية، ما يعني أن الباحثين لا يستطيعون التعليق على هذه المجموعة. بالإضافة إلى ذلك، لا تنطبق هذه الدراسة على مَن لم يبلغوا الخامسة والستين. كذلك لا تُعتبر النتائج قوية كفاية لتحدد ما إذا كان على المسنين الأصحاء، الذين يأخذون اليوم الأسبرين كإجراء وقائي، مواصلة ذلك أو لا. فثمة حاجة إلى المزيد من الدراسات للإجابة عن هذا السؤال. لكن هادلي يؤكد: «تساعد هذه الاكتشافات في توضيح دور الأسبرين في الوقاية من الأمراض في حالة المسنين، إلا أننا نحتاج إلى تعلم المزيد».

مشاركة :