بالتزامن مع الخسائر المتواصلة التي تتكبدها الميليشيات الحوثية في جبهات محافظة صعدة، حيث تقترب القوات الحكومية من السيطرة على مركز مديرية باقم وتحرير المعقل الأول للجماعة في منطقة مران، تكبدت أمس العشرات من عناصرها في جبهات الساحل الغربي، وذلك غداة سقوط واحد من أبرز قادتها الميدانيين في ضربة لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية. وفي هذا السياق، أفادت المصادر العسكرية الرسمية للجيش اليمني بأن قوات ألوية العمالقة المرابطة في جبهات الساحل الغربي جنوب الحديدة، تمكنت أمس بإسناد من التحالف الداعم للشرعية، من تطهير عدد من المزارع شرق مدينة التحيتا وغرب مدينة زبيد من فلول الميليشيات الحوثية بعد معارك عنيفة تكبدت فيها الميليشيات خسائر فادحة بالعتاد والأرواح. وذكرت ألوية العمالقة في بيان رسمي أمس أنها قامت عقب عمليات التطهير للمزارع بتأمينها لمنع تسلل عناصر الميليشيات إليها مجددا بعد أن كانت تتخذ منها أوكارا لقصف منازل المواطنين واستهداف المسافرين على الطرقات الرئيسية. وأكد المركز الإعلامي التابع لألوية العمالقة أن الميليشيات الحوثية تتعمد استخدام مزارع ومنازل المواطنين كمواقع عسكرية في محاولة منها لمنع تقدم القوات الحكومية إلى مدينة الحديدة، فضلا عن قيامها في سبيل ذلك باستهداف المدنيين ومخيمات النازحين ضمن سعيها لتحقيق انتصارات وهمية. وكان عناصر الجماعة الحوثية استهدفوا الخميس، منازل المواطنين في قصف عشوائي على مدينة التحيتا المحررة جنوب محافظة الحديدة في الوقت الذي تسببت فيه طلقة أحد قناصي الجماعة إلى إصابة طفلة في الثامنة من عمرها تدعى فاطمة إسماعيل. وذكرت المصادر العسكرية أن الطفلة التي كانت تلعب جوار منزلها لحظة استهدافها من قبل الميليشيات نقلت إثر إصابتها لتلقي العلاج وإجراء الإسعافات الأولية في المستشفى المحلي، حيث تم إجراء عملية جراحية لها لاستخراج الرصاصة من جسدها. وجاءت هذه التطورات بعد يوم من تلقي الجماعة الموالية لإيران لواحدة من أقسى الضربات لمقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في منطقة «كيلو 16» عند المدخل الشرقي لمدينة الحديدة حيث تحاول الجماعة الاستماتة في القتال والدفع بأفضل عناصرها لصد تقدم قوات الجيش اليمني. وأفادت المصادر العسكرية اليمنية بأن الضربة الجوية أدت إلى مقتل القيادي الحوثي البارز في الجماعة زكريا يحيى أحمد مطهر شرف الدين المكنى «أبو يحيى» إضافة إلى 15 من مرافقيه الذين كان يقودهم لإعاقة العمليات العسكرية التي تنفذها ألوية العمالقة الحكومية. وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة في بيان، أن القيادي الحوثي الصريع من القيادات البارزة التي كانت الجماعة تعتمد عليها بحكم تدريبه الذي تلقاه على يد الميليشيات الإيرانية في بيروت والعراق وطهران. وكشف المركز عن أن القيادي الحوثي الذي سقط مع 15 من مرافقيه كان قد تنقل بين لبنان وإيران والعراق وحصل على عدد من الأوسمة العسكرية، منها وسام «الحسين» كما حصل على المركز الأول في معهد الهادي في مدينة قم الإيرانية. في غضون ذلك، أفادت مصادر ميدانية في الجيش اليمني بأن عناصر الجماعة الحوثية خسروا في اليومين الأخيرين أكثر من مائة عنصر جراء المواجهات وعمليات التمشيط وضربات الطيران في مديريات الدريهمي والحالي والتحيتا وزبيد، فضلا عن تكبيدهم عشرات الجرحى وكميات كبيرة من العتاد والذخيرة. وفي جبهات صعدة، أفادت مصادر عسكرية يمنية أمس بأن المعارك اشتدت بين قوات الجيش وعناصر الميليشيات في محيط مديرية باقم التي يقترب الجيش من تحريرها مدعوما بقوات تحالف دعم الشرعية. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش كبدت الميليشيات خسائر كبيرة، في الوقت الذي وسعت فيه وحدات خاصة من اللواء الثالث حرس حدود هجومها على تجمعات ومواقع الميليشيات شمال غربي مركز مديرية باقم. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش في محور علب، واصلت التقدم أمس لجهة تضييق الخناق على عناصر التمرد في مركز مديرية باقم من ثلاثة محاور، امتدادا من جبل العضيدة إلى جبل رمدان.
مشاركة :