كابول - (رويترز): تقرر تأجيل الانتخابات البرلمانية في اقليم قندهار الافغاني مدة أسبوع بعد اغتيال أحد أقوى قادة البلاد الامنيين في ضربة قوية لحكومة كابول المدعومة من الغرب. وستجرى الانتخابات في باقي أنحاء أفغانستان كما هو مقرر اليوم السبت. وقتل الجنرال عبدالرازق قائد الشرطة في قندهار خارج مقر حاكم الاقليم يوم الخميس عندما فتح حارس النار على مجموعة من المسؤولين وهم ينصرفون من اجتماع مع الجنرال سكوت ميلر قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. ولم يصب ميلر في الهجوم لكن قائد جهاز المخابرات في الاقليم قتل وأصيب حاكم الاقليم بجراح خطرة مما يعني القضاء على قيادة واحد من أكثر الاقاليم أهمية من الناحية الاستراتيجية. وقال ميلر أمس الجمعة انه لا يعتقد انه كان مستهدفا في الهجوم. وأضاف في مقابلة مع تلفزيون تولو نيوز الافغاني تقديري: انني لم أكن المستهدف. كانت مساحة ضيقة للغاية. لكن لا أعتقد أنني كنت الهدف. ورغم أن عبدالرازق هو قائد الشرطة في قندهار الا أنه كان من أقوى الشخصيات السياسية في أفغانستان وكان مناوئا بارزا لطالبان وصاحب سلطة لا منازع لها في جنوب البلاد المضطرب. واتخذ قرار تأجيل التصويت في قندهار رغم اعتراض بعض المسؤولين الذين حذروا من أنه يمكن أن يهدد الانتخابات في باقي أنحاء البلاد ويمنح طالبان نصرا دعائيا كبيرا. وتعتبر انتخابات البرلمان اختبارا مهما لمصداقية الحكومة ولقدرتها على تنظيم اقتراع في مختلف أنحاء البلاد قبل انتخابات الرئاسة الاكثر أهمية التي ستجرى في أبريل. لكن صدمة مقتل عبدالرازق جعلت حفيظ الله هاشمي المتحدث باسم المفوضية المستقلة للانتخابات يقول ان أبناء قندهار غير مستعدين نفسيا للتصويت بعد مقتله. وأصدرت طالبان تحذيرا جديدا أمس الجمعة للناخبين من المشاركة في الاقتراع وطالبت السكان بأن يلزموا بيوتهم، وقالت انها ستغلق الطرق وستراقب جميع التطورات عن كثب. وقال وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس ان من السابق لأوانه القول ان هجوم قندهار سيؤثر على نسبة الاقبال على التصويت لكنه أضاف أن مهمة الجيش الامريكي هناك لن تتغير. ويسلط هجوم قندهار الضوء على الوضع المضطرب في أفغانستان بعد أكثر من 17 عاما من الحرب وكذلك بعد الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي بين مسؤولين في طالبان والمبعوث الامريكي الخاص زلماي خليل زاد. ووصف ماتيس مقتل الجنرال عبدالرازق بأنه خسارة لشخص وطني. لكن ماتيس توقع ألا يكون للهجوم أي تأثير طويل الامد على الوضع الامني في قندهار. وقال ماتيس للصحفيين المرافقين له في زيارة لسنغافورة: نحتاج أن نعرف من الذي فعل هذا. ولكن في الوقت الراهن نحن نتجه صوب الانتخابات وسنواصل الدفاع عن الشعب الافغاني.
مشاركة :